الخبر وما وراء الخبر

السلطة الفلسطينية على المحك فهل سترضخ للضغوط وتقبل بالضفقة الكبرى؟!

44

بقلم | طالب الحسني

ذهب البعضُ أن هذا العام 2018 عامُ التصفيات، ذلك قبل أن تتصدَّرَ صفقةُ القرن الأمريكية السعودية الإسرائيلية المشهدَ بعد إعلان ترامب نقلَ السفارة الأمريكية إلى القدس، وإعلان الأخيرة عاصمة أبدية ” لإسرائيل” تماماً كما يريد الاحتلال منذ الدخول الأول إلى الأراضي الفلسطينية العربية الإسْلَامية 1948.

السيدُ حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وقائد المقاومة اللبنانية حزب الله أشار غيرَ مرة إلى ما سماها الحرب الكبرى، يقول ذلك فور حديثه عن فلسطين والتطورات المحيطة، ولم يقل ذلك من قبلُ، رغم حدوث حرب وعدوان إقليمي ودولي على كُلٍّ من سوريا واليمن، الجديدة في هذ الحرب الكبرى، أن هناك إصراراً أمريكياً سعودياً إسرائيلياً على إمضاء الصفقة الكبرى، وتصفية القضية الفلسطينية، يكرر الإعلام الإسرائيلي بصورة متواترة الحديثَ عن الوطن البديل للفلسطينيين، بديل غير فلسطين، مراكز الدراسات الصهيوني تؤكد تباعاً تطوراً كَبيراً في العلاقات السعودية الإسرائيلية ـ والإسرائيلية المصرية، تسمّي هذا المحور بالمحور “السُّني” هذا أيضاً جزءاً من الصفقة الكبرى، هذا يعني أن السعودية ستكون جزءً من الحرب التي يتحدث عنها السيد حسن نصر الله.

الإعلامي سامي كليب قال بعد إجراء مقابلة مع السيد حسن نصر الله، إن الأمين العام لحزب الله قال له خلف الكواليس إن المقاومة مقتدرةٌ على الدخول في أية حرب مقبلة إلى عمق الأراضي الفلسطينية.. هذه الجزئية تكشف تطورا كَبيراً في خيارات المقاومة البرية، وليس الاكتفاء بإطلاق الآلاف من الصواريخ، كما يتصور الكثيرُ المعركةَ المقبلة.

نعودُ إلى صفقة القرن، أَوْ بالأحرى الخطة الأمريكية الإسرائيلية السعودية لتصفية القضية الفلسطينية، حماس حزمت أمرها واتجهت نحو الحليف الوثيق إيران ومحور المقاومة، كذلك فعلت حركةُ الجهاد الفلسطيني، والجبهة الشعبية، وثمة ضغوطٌ كبيرة من هذه الفصائل على السلطة الفلسطينية المتمثلة بعباس نحو إلغاء اتفاقية أوسلو، وإنهاء الاعتراف بإسرائيل، وقطع التنسيق الأمني مع الكيان، والاتجاه الكامل نحو الانتفاضة الفلسطينية، واستغلال الإجماع الأوروبي والعربي والدولي باستثناء السعودية والإمارات والبحرين، (حتى لو كان لهذه الدول موقفاً، فهو ليس حقيقياً) على رفض إعلان ترامب، وبالفعل لا يزال الرجلُ متمسكاً بموقف جيد حتى اللحظة، وهو عدم الرضوخ والتهديد بسحب الاعتراف بإسرائيل وإلغاء اوسلو، وكرّر قادة السلطة الفلسطينية ومن بينهم الرئيس محمود عباس بأن لا دورَ للولايات المتحدة الأمريكية في عملية ما يسمى السلام حتى تتراجعَ عن إعلان ترامب بشأن القدس.

هناك ضغوطٌ علنية أمريكية وأُخْــرَى سعودية على الرئيس الفلسطيني والسلطة الفلسطينية للقبول بالصفقة الكبرى، تتخذ التهديدات هذه المرة سلاحَ قطع المساعدات الأمريكية للسلطة، ويتوقع الكثير أن رفضَ عباس قد تعني إسقاطه، وهو ما تم تسريبُه قبل أشهر وأثناء استدعاء السعودية لعباس، وقيل حينها إن هناك توجهاً أمريكياً سعودياً نحو تغيير السلطة الفلسطينية بأُخْــرَى بديلة، رجّح البعضُ أن يكون خصم عباس اللدود محمد دحلان مرشحاً للسلطة البديلة، ما يزال هذا الخيار قائماً، والضغوط قائمة ما لم تستمر مقاومةُ الصفقة الأمريكية الإسرائيلية السعودية، وخُصُوصاً بعد تحول الموقف الأردني، إذ جاءت تصريحاتُ العاهل الأردني الأخيرة حول أن واشنطن مهمة في ما يسمى عملية السلام رغم ما فعلت.