الخبر وما وراء الخبر

تفاقم الاوضاع في جنوب اليمن بعد الاحتلال…حقوق ومحرقة وعفاش

45

تفاقم الواقع الانساني والاقتصادي والامني والسياسي في المحافظات الجنوبية اليمنية نتيجة تواجد قوات الاحتلال السعودي الاماراتي ودعمهم للمجموعات التكفيرية، وكما اكد ناشطون حقوقيون، ان هناك تخوفا حقيقياً من قبل المدنيين بسب الاوضاع الاقتصادية والامنية.

ارسال أبناء الجنوب الى المحرقة…

بعد الفشل العسكري لقوات التحالف في كافة الجبهات وتكبيدهم خسائر بشرية كبيرة والازمة الاقتصادية التي خلقتها في جنوب البلاد، قرر التحالف ان يزج بالجنوبيين الى المحرقة مقابل أموال بخسة.

ويرى الجنوبيين ان ارسال ابناء الجنوب الى جبهات القتال مع الشماليين من قبل التحالف له سببين رئيسيين، وهو:

الاول- التخلص من الجنوبيين حتى لا يكونون حجرة عثرة أمام مخططاتهم واطماعهم

والثاني- ايهامهم بأن حل قضيتهم لا يتحقق الّا من خلال تحرير الشمال

وفي كلا الحالتين ان الاحتلال يسعى ان يستخدم ورقة ارسال المقاتلين الجنوبيين الى المحرقة حتى تقلص من الخسائر البشرية في صفوفهم ويظهر للمجتمع الدولي ان الحرب في اليمن أهلية وليس احتلال وغزو.

مطالبة الجنوبيين بحقوقهم المدنية…

رحب الشعب الجنوبي لقوات الاحتلال السعودي الاماراتي لمطالبة حقوقهم المدنية التي سلبت من قبل الخائن علي عبدالله صالح والفار عبد ربه منصور هادي خلال حكمهم للبلاد، لكن بعد دخول قوات الاحتلال الى جنوب البلاد لم يتغير الوضع بل اصبح اسوء مما كان عليه سابقاً، ولم يرى الجنوبيين يومياً الا قوات اجنبية ومجنزرات واغتيالات وغيرها من المعاناة المدنية كـ الكهرباء والاقتصاد والمشتقات النفطية.

كما نظم الجنوبيين عدد من المظاهرات امام قصر المعاشيق وعدد من المدن تنديداً بالوضع الاقتصادي والسياسي والامني والانساني التي تمر بها المحافظات الجنوبية.

وتواصل ماكينة الفساد والاحتلال وصراع المرتزقة التهام ما تبقى من مظاهر للحياة في المحافظات الجنوبية، فضلاً عن تجنيد أطفال وشباب جائعين للزج بهم في محارق للدفاع عن الجيش السعودي في نجران، واستقبالهم بعد ذلك في توابيت في أحسن الأحوال، فيما يتم دفن معظمهم في شرورة بنجران.

كما ان معظم سكان عدن يعتمد على الراتب الحكومي كمصدر دخل وحيد، لكن قرار الفار هادي بنقل مقر البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، أثر سلبا على عملية صرف الرواتب لكافة موظفي الدولة في محافظات الجمهورية كافة، مما ينذر بكارثة إنسانية باتت ملامحها ظاهرة في مجاعة تعيشها مدن يمنية عدة، وعلى رأسها عدن والحديدة.

مساعي التحالف لافصاح المجال لمليشيات “عفاش” الى المواجهة من جديد…

بعد فشل السعودية والامارات على الرهان بورقة الخيانية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية، تسعى ان تفصح المجال لفلول هذه المليشيات حتى تعيد قدراتها العسكرية والسياسية، لكن هذه المرة بقيادة “طارق عفاش” في المحافظات الجنوبية، بالرغم من ان الشعب الجنوبي يرفض حزب الاصلاح بسبب الجرائم الذي ارتكبه علي عبدالله صالح انذك.

حضور طارق عفاش في عدن اثار غضب الجنوبيين بسبب خيانة القوات الاماراتية والسعودية، ويرى المراقبون ان تواجد طارق في عدن والمحافظات الجنوبية بدعم اماراتي سعودي كشف للجميع ان قضية قوات التحالف ليس اليمن، بل مصالحهم الشخصية وانهم يتمسكون بأي ورقة حتى يعيدون اليمن الى بيت الطاعة.

واعتبر ناشطين جنوبيين هذا الظهور المفاجئ للهارب طارق من اراضي جنوبية وبحماية جنوبية مشروعاً تعمل السعودية على تجهيزه في الاراضي الجنوبية بعد عدم قدرته على التنفيذ من العاصمة صنعاء حيث قتل عمه “عفاش”.

كما ان هناك عدة تساؤلات، بأنه هل سيكون مصير طارق محمد عبدالله صالح كـ مصير عفاش ولكن هذه المرة على ايدي الجنوبيين؟..وهل سيكون طارق محمد عبدالله حصان طاروده لاستعادة شرعية خصمه السابق علي محسن الاحمر؟

ومن المعلوم ان الفارق بين علي عبدالله صالح وطارق تحالفات المكان والزمان لكن الجوهر واحد، والتحالف يراهن على طارق محمد عبدالله صالح للعب دور عسكري بالشمال ولكن هذا الرهان ايضا خاسر، وطارق يعلم جذور المشكلة وارهاصاتها فان تحول الى حصان طاروده للتحالف فنهايته ستكون كنهاية عفاش.

استمرار الامارات في التصفية ونهب الثروات…

اقدمت الامارات بعد رجوعها الى التحالف في نهب الثروات اليمنية وتعزيز التنظيمات التكفيرية وتصفية المعارضين لمشاريعها تحت عنوان مكافحة الارهاب.

وكما كشفت مصادر استخباراتية أن دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتل جزيرة سطقرى اليمنية تقوم بنهب الثروات اليمنية بالأطنان، وأنه بعد سرقة ثروات جزيرة سقطرى اليمنية قامت الإمارات بنهب الثروات بعمليات جرف الشعب المرجانية والأحجار النادرة، مضيفة أن القوانين الدولية تمنع العبث أو جرف هذه الثروات التى لا يسمح بخروجها من سقطرى لأنها محمية طبيعية نادرة بالعالم.

كما ان الاماراتيين شكلوا قوات جديدة كـ القوات النخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية والحزام الامني من ابناء الجنوب في اطار تحقيق اهدافهم، ومن أهم مهمة هذه القوات تأمين المصالح الامريكية الغربية والقضاء على كل من يعارض اهداف التحالف.

وقالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن “جرائم” دولة الإمارات العربية المتحدة في الأماكن الخاضعة لها باليمن تفاقمت، وبلغت حدا يهدد النسيج الاجتماعي وسلمه الأهلي، كما أن الإمارات تتواجد في جنوب اليمن بقوات عسكرية وأمنية تدعم مليشيات، وتشرف على سجون سرية وتمارس التعذيب والإخفاء القسري، وتعمل بشكل منهجي على نهب ثروات اليمن، “في ممارسات تحاكي أفعال العصابات لا الدول ولا حتى كيانات الاحتلال أو الاستعمار”.