الخبر وما وراء الخبر

سلاح بن سلمان الأخير في اليمن!

82

في وقت تتواصل فيه عمليات الجيش اليمني واللجان الشعبية باستهداف الداخل السعودي عبر إطلاق الصواريخ البالستية وتوجيهه ضربات نوعية لقوات العدوان على الأرض اليمنية، تتابع السعودية وحلفائها محاولاتهم الحثيثة في إطار خطة لتوجيه الجهود كافة في مواجهة القوات اليمنية من اجل قلب المعادلة التي فرضها أبناء الشعب اليمني بصمودهم بعد أكثر من 3 سنوات على العدوان.

استقدام المرتزقة من السودان والسنغال وحتى استخدام مرتزقة بلاك واتر إضافة الى الغارات الجوية والقنابل العنقودية والعقوبات الشاملة والضغوط السياسية لم تكن سوى جزء من جهود السعودية الرامية إلى هزيمة المقاومة اليمنية. ولكن وخلافاً لما خطط له آل سعود على مدى السنوات الثلاث الماضية، تمكنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبي من الصمود وتوجيه ضربات قوية للسعودية وحلفائها وتمكنت حتى الان من استهداف الرياض بـ 3 صواريخ بالستية مصنوعة محلياً. هذه العوامل دفعت ولي عهد السعودية محمد بن سلمان إلى السعي مجدد من اجل الخروج من المستنقع اليمني عبر الاعتماد على سلاح جديد في محاولة لقلب موازين المعركة.

استقدام المرتزقة من أمريكا اللاتينية

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية وبالرغم من استقدام السعودية لمرتزقة من بلدان مختلفة، تناقلت اخبار يوم أمس مفادها ان الرياض تسعى إلى تشكيل جيش جديد من المرتزقة الأجانب وذلك بأجور عالية. ومنذ يومين (21 يناير) أعلن التلفزيون الأمريكي، ام بي سي، ان قوات السعودية قد تعرضت لهزيمة كبيرة في اليمن، وان ضباطه وجنوده يعانون الامرين ولا يطيقون القتال والبقاء بعد اليوم في اليمن. وأضاف التلفزيون الأمريكي ان السعودي تقوم بإخفاء عدد قتلاها الحقيقي في اليمن وذلك لكثرتهم، وأضاف التقرير انه يومياً يقتل بين 15 والعشرين جندي سعودي بنيران الجيش اليمني وأنصار الله، وتابع التقرير ان القوات التي تقاتل الى جانب السعودية في الحرب اخذت اليوم تستهدف القوات السعودية ودباباته في الشمال اليمني حيث تستهدف يوميا بين الأربع والخمس دبابات لقوات العدوان السعودي.

وأضاف التقرير الامريكي إلى ان ارتفاع تكلفة استمرار الحرب تسببت في عجز كبير في ميزانية البلاد، وهو يعكس حقيقة أن السعودية لم تعد قادرة على مواصلة حربها في اليمن. ومن هذا المنطلق، قررت السعودية سحب قواتها من اليمن واستبدالها بقوات مستأجرة من دول أمريكا اللاتينية. وتعتزم الرياض دفع ما بين 4000 و 5000 دولار للقتال في اليمن. ووفقا للتقرير تسعى السعودية الى جذب هؤلاء المقاتلين الأجانب الذين يتقاضون 250 دولاراً في بلدانهم من خلال دفع رواتب عالية للمشاركة في الحرب اليمنية. وختم تقرير القناة الامريكية ان السعودية تعلن بهذه الطريقة الانسحاب من المستنقع اليمني.

الإمارات وعبد ربه منصور هادي

إن محاولة استقطاب مقاتلين من أمريكا اللاتينية يعكس الوضع السيئ الذي تعيشه السعودية في اليمن، لتاتي الامارات لتشكل عقبة أخرى للرياض، حيث ازدادت حدة الخلافات بين الطرفين في الأشهر الماضية. وبعد أن عارضت الإمارات عودة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي إلى عدن، انتشرت اخبار مهمه منذ يومين في هذا الشأن، حيث أعلن رئيس ما يسمى بـ “المجلس الانتقالي الجنوبي”، عيدروس الزبيدي، المدعوم من الإمارات، الأحد، خلال اجتماع لقيادات ما يسمى بالمقاومة الجنوبية، الحرب على حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، التي تتخذ من مدينة عدن مقرا لها، وتأييده ما وصفها بـ”قوات المقاومة الشمالية” التي يساندها التحالف العربي. وقال البيان الختامي للاجتماع إن قيادات “المقاومة الجنوبية” في عدن تعلن حالة الطوارئ والبدء بإجراءات إسقاط حكومة الشرعية وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، واتهم الشرعية بالفساد وممارسة العبث في المحافظات الجنوبية.

وبحسب محللين يمنين، ان أسباب الحقد الاماراتي على السعودية وخصوصاً حول عبد ربه منصور هادي تعود الى انها “لم تهضم” مطلقا قرارات الرئيس هادي المنتهية صلاحيته بفصل رئيس الوزراء السابق خالد بحاح، الذي يعتبر من حلفائها، وتعيين احمد بن دغر مكانه، والأخطر من ذلك بالنسبة اليها، تحالف هادي مع حزب الإصلاح المحسوب على تنظيم “الاخوان المسلمين”، وتعيينه اللواء علي محسن الأحمر المقرب من التنظيم نائبا للرئيس.

الخلاف السعودي الاماراتي في الجنوب سيكون له تأثير كبير على استمرار الحرب في اليمن، لأن رفض الامارات الصريح لمنصور هادي ومطالبتها إقالته واقالت حكومته يمكن أن يضع السعودية والامارات في مواجهة مباشرة في جنوب اليمن ايضاً في القريب العاجل. وفي حال حصول ذلك، سيكون من الصعب على السعودية الاستمرار في الحرب على اليمن.

ختاماً، إن النظر إلى مسار التطورات في اليمن يدل بشكل واضح على الهزيمة العسكرية لا بل السياسية ايضاً للسعودية في الحرب على اليمن. حرب فرضت على الشعب اليمني الفقير (أصل العرب) الذي بات الضحية الأكبر من هذه المعركة، ولكن بصموده وبسالته ونشيده الوطني الذي يقول “لن ترى الدنيا على ارضي وصيا” يؤكد انه سيخرج من هذه الازمة قويا، مثلما خرج من كل ازماته وحروبه السابقة.