الخبر وما وراء الخبر

لعنة اليمن المظلوم

172

بقلم\  عبدالوهاب المحبشي

17 دولة شاركت في العدوان على اليمن بغارات الطيران وَالجيوش والخبراء وَالحصار البحري والبري وَالحرب الإعلامية وَ… إلخ وَعلى مدار ثلاث سنوات متواصلة.

كان المطلوبُ من هذا الإجْرَام الأُمَـمي وَالتخادم الدولي ضد اليمن أن ينجز احتلالاً كاملاً لليمن المستفرد به وَأن يتم اقتسامُ غنائم الإجهاز على اليمن بنهب ثرواته وَبحاره وَموقعه وجزره وَموانئه وَ… إلخ.

عجزت جيوشُ 17 دولة عن احتلال اليمن، فاتجهت بمؤامرة أُمَـمية إلى تجويعه وحصاره وتفليس دولته وَإغراقه بارتفاع الأسعار وَالغلاء حتى الموت أَوْ الاستسلام..

ما هي النتيجة؟.

تابعوا الأخبارَ من الجزيرة والميادين وَمن أية قنوات شئتم.

تلاحظون دولاً شاركت في العدوان كالتالي:

– قاد الإخوان المسلمون في اليمن الحملاتِ الإعلاميةَ ضد أنصار الله وَقوى مواجَهة العدوان، فكانت النتيجة تصنيف دول العدوان للإخوان كإرْهَابيين وَإعلان حصار قطر حتى الكف عن دعم الإرْهَاب.

كأن الإخوان دشنوا الدعايات ضد أنفسهم وضد قطر!..

– شاركت المغرب في العدوان على اليمن بالغارات الجوية؛ للحصول على المال السعودي، فكانت النتيجة تفجر الأزمات المعيشية والمظاهرات ضد الحكومة المغربية.

كأن المغرب هي التي شُنَّ عليها العدوان وليس اليمن..

– أرسل السودانُ جيوشَه؛ للتوغل في اليمن، فتفاقمت الأَوْضَاع الاقتصَادية فيه، وَكأن عاصفة الحزم تحاصر موانئَه لا موانئ اليمن..

– شاركت الأردن في العدوان وَإذا بها تواجه أزمةً اقتصَاديةً خانقةً، كأنما كُلّ هذا التدمير الاقتصَادي الذي شاركت فيه قد استهدفها وَأثّر عليها قبل تأثيره على اليمن..

– السعودية التي وعدت شعبَها بامتلاك زمام المنطقة بعربدتها في اليمن، ها هي تحاصِرُ اليمن وتعاني من تبعات اقتصَادية هي بالضبط آثار حصار كما لو كانت هي المحاصَرة..

– المحافظاتُ الجنوبيةُ المحتلةُ التي قدم الاحتلال شرعيتَها وَكأنها ستجعلُ اليمنَ فردوساً مفقوداً.. تسبب عملاؤها في كُلّ أزماتنا وَتأزّموا قبلنا وَأكثر منا..

– هؤلاء العرب، وما خفي كان أعظمَ…

يحاصروننا فيعانون من ويلات الحصار.

يقصفوننا وَيشكون من آثار القصف.

وَيزحفون لغزونا ويصرخون من نتائج الزحف.

يتآمرون على اقتصَادنا فتنهارُ اقتصَاداتهم.

لم أجد ما يعبِّرُ عن الحالة إلا بيتَ تميم البرغوثي:

قاتلكم اللهُ ما أذَلَّكُمُ

الموت فينا وَفيكم الفزعُ

إنها لعنةُ اليمن تطارِدُهم