الخبر وما وراء الخبر

نص حوار مشرف أنصار الله بذمار فاضل الشرقي لصحيفة 26 سبتمبر.

357

ذمار نيوز../ 3 جماد أول 1439هـ الموافق 20 يناير، 2018م

– سيدي الكريم؛ البداية من جبهات الكرامة والعز والأخبار السارة من الانتصارات المتتابعة والمتلاحقة بفضل الله (1000) يوم من العدوان، قابله ألف يوم من الصمود والانتصار..كيف ينظر مشرف عام محافظة ذمار إلى الانتصارات التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في كافة الجبهات؟
الصمود والثبات لوحده يعتبر انتصارا كبيرا، لأن العدو كان يخيل إليه أن الكل سيستسلم من أول ضربه، ولهذا كان حجم الضربة كبير جدا بهدف ضرب، وكسر، وتحطيم النفوس والمعنويات، ولكن الذي حصل هو عكس ذلك تماما، فمع أول ضربة أعلن السيد وعبر الشاشة الخطة الشاملة للصمود الطويل، وأعلن تشكيل الجبهات الخمس المعنوية، والتعبوية، والقبلية، الاجتماعية، والأمنية، والعسكرية، وكانت هذه الخطة الشاملة الوقود المحرك للشعب في مواجهة العدوان منذ الضربة الأولى وإلى يومنا هذا، وإلى نهاية العدوان إن شاء الله.. أما أن يترافق مع هذا الصمود العظيم تطوير للقدرات الدفاعية، وتوجيه ضربات قاسية للعدو كما هو حاصل الآن فهذا يعتبى انتصار الإنتصار أو قمة الإنتصار، فإذا كان للعدو قوته المادية والعسكرية فإن لليمنيين قوتهم النفسية والمعنوية في مواجهة العدوان، وفي الأخير فإن الإرادات هي التي تنتصر وليس الآليات..

– مع إطلالة العام 2018م..ما هي أبرز توجهاتكم خلال العام القادم؟
ستكون أبرز اهتماماتنا وأولوياتنا رفد الجبهات، وتعزيز الموقف العسكري في مواجهة العدوان مع التركيز على حفظ الأمن والإستقرار، ووحدة الجبهة الداخلية وتماسكها، وهذا من أهم ما يحتاج إليه البلد والشعب في ظل العدوان، فالأمن والإستقرار، وتعزيز الموقف العسكري الشجاع، وتعزيز خيارات الصمود في مواجهة العدوان قضايا أساسية ومصيرية لدى أي شعب وأي بلد يعيش في مثل هذه الظروف التي نعيشها، ولا يعني ذلك أننا لا نولي اهتماما بالأمور الأخرى، وإنما يأتي هذا من حيث الأولويات في ظل ظروف الحرب، فلو فقد الشعب لا سمح الله أمنه واستقراره، وتمكن العدو من احتلاله والسيطرة عليه فإن الشعب سيفقد كل قيمه المعنوية والمادية، وستنهار منظومته بالكامل، ويفقد كل شيء، لهذا من أهم ما ينبغي الإهتمام به والتركيز عليه تقوية الموقف الأمني، والعسكري، والإقتصادي في مواجهة العدوان، وهناك معاناة في الجانب الإقتصادي ﻷن بنية البلد الإقتصادية كانت هشة قبل العدوان، وزادها العدوان سوءا مع الحصار الخانق، وضعف المقومات الإقتصادية، والشعب اليمني بغالبيته شعب جلد وصبور ومتكاتف ومتعاون ومتعود على الإعتماد على نفسه، وتنمية فرص المعيشة لديه؛ بالثقة بالله والتوكل عليه.

– ماخطتكم في تلبية الواقع التنموي لأبناء المحافظة في ظل التحديات الراهنة بفعل العدوان؟
نحن لسنا أصحاب قرار إداري وتنموي، ومن يتحمل مسؤلية ذلك هو أجهزة ومؤسسات الدولة ممثلة بالسلطة المحلية والمكاتب التنفيذية والخدمية، ونحن لا نطالب إلا في إطار الممكن، ونحن نعمل بجهودنا عبر هذه الأجهزة بتوفير المستطاع للشعب والبلد في هذه المعركة المصيرية، وظروف العدوان، وما توفر له من مناخ في فترات الحكم السابقة ساعدته على تضييق الخناق أكثر على الشعب والبلد، ومع ذلك لن نألوا جهدا في خدمة شعبنا وبلدنا، ونسعى للحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات العامة في مجالات الطرق، والمياه، والصحة، والتعليم، والقضاء، والأمن، وفي الحقيقة أننا في مرحلة العطاء والتضحية ولسنا في مرحلة المكافآت والإستحقاقات، وهي مرحلة مفروضة فرضتها ظروف العدوان والحصار، والشعب يقدر هذه الظروف، ويعطي أولوية للجبهات والأمن والإستقرار، وإن شاء الله عما قريب سنعبر إلى مرحلة مزدهرة وبناءة ينعم فيها الشعب بالخيرات فهو شعب عظيم يستحق كل الرعاية والتكريم والإهتمام، وأنا على ثقة أن هذه المرحلة ستكون قريبة بإذن الله.

– ماحجم ماتعرضت له محافظة ذمار من أضرار في المنشئات وهل لنا باحصائية بعدد الشهداء والجرحى جراء 1000 يوم من العدوان؟
هناك مصالح عامة تعرضت للإستهداف من المباني والمؤسسات والطرقات وألحق بها أضرارا فادحة مثلها مثل غيرها من المحافظات وهناك أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، وهذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، وكل هذه التضحيات من الطبيعي أن تكون ثمنا للحرية وضريبة للعزة والكرامة وكما قال الشاعر:
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق.

– ماذا عن أداء السلطة المحلية في المديريات والإهتمام بإحتياج المواطنين وضبط الأسعار والمتلاعبين؟
السلطات المحلية نفسها تعاني كما يعاني أبناء هذا الشعب في ظل انعدام النفقات التشغيلية إلا أنها لا زالت موجودة وتقوم بعملها في الحدود الممكنة والقليل تحت وطأة تأثر الأزمة متقاعس نوعا ما عن عمله فيما الأغلبية متفانون ويبذلون قصارى جهودهم مهما كانت الظروف، ممن يعتبرون أنفسهم في جبهة من جبهات مواجهة العدوان، ولديهم استعداد عال جدا للتضحية، وبشكل عام فإن كل أجهزة السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية لا زالت موجودة وتعمل بشكل جيد، وهذا أيضا شكل من أشكال الصمود النوعي في مواجهة العدوان، لأن شلل أداء السلطات المحلية والمكاتب التنفيذية كان هدفا رئيسيا من أهداف العدوان.

– تسهم القبيلة اليمنية بدور كبير في التصدي ومواجهة المأجورين من قوى العدوان..برأيك ما الدور الذي أسهمت به القبيلة خلال ألف يوم من العدوان؟
القبيلة اليمنية لها حضورها المتميز في معركة الدفاع عن اليمن، والذود عن الكرامة، وهي حاضرة بقوة في كل الميادين، ولها اسهاماتها الجبارة، وتضحياتها الكبيرة في مواجهة العدوان جنبا إلى جنب مع أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية، وتقديم قوافل الدعم والرفد اليومي بالرجال والمال، والقبيلة اليمنية لديها أعراف، وعادات، وتقاليد مكنتها من لعب دورا أساسيا ومحوريا في هذه المعركة، وأنا أعتبر أن هذه المعركة هي معركة الشعب اليمني بكل مكوناته وفئاته، والقبيلة اليمنية تعتبر الممثل الإجتماعي والقبلي لكل أبناء الشعب.

– ومالذي يجب على مشائخ وأبناء القبائل خلال الفترة القادمة؟
الإستمرار فيما هم عليه من الصمود والصبر والتضحية والعطاء، ومضاعفة الجهود حتى يتحقق النصر بإذن الله، والقبيلة اليمنية هي مستهدفة بقيمها وعاداتها وتقاليدها وأسلافها وأعرافها من قبل العدوان فالعدو يسعى لتفتيتها ويركز على استهدافها واستهداف رموزها وهذا شيء واضح ومعروف.

– العدوان ومرتزقته يحاولون استهداف النسيج الاجتماعي وإذكاء الصراعات بين أبناء قبائل محافظة ذمار.ما دوركم القادم في تعزيز الأمن والسلم الإجتماعي في المحافظة؟
العدوا يسعى لتفتيت المجتمع بكل مكوناته القبلية والرسمية، ومن أبرز أهدافه إذكاء نار الفتنة والإحتراب والإقتتال الداخلي، وتغذية الصراعات بغية الوصول إلى إشعال فتيل الحرب الأهلية، وشغل الشعب بقضايا هامشية تلهيه وتصرفه عن التصدى للعدوان ليتمكن من تحقيق أهدافه العدوانية الشريرة، فهو يستهدف أبناء محافظة ذمار، ويركز على بعض قبلها الأصيلة والعريقة، كما يستهدف كل قبل وأبناء هذا الشعب، ولكني أثق بوعي كل رموز قبايل ذمار من مشايخ وعقال ووجاهات، وقد أثبتت الأحداث أنهم بمستوى المسؤولية، وعلى قدر عال ورفيع من الوعي واليقظة والإنتباه، ونحن نعمل معهم على احتواء كل هذه المواقف القديمة أصلا التي كان يسهم النظام السابق في تغذيتها، ونحن بصدد إعلان صلح قبلي عام في المحافظة شامل ضامن يطوي صفحة الماضي، ويحول كل الجهود ويوحدها في مواجهة العدوان.

– كيف يمكن تعزيز جبهة الصمود والثبات وتوحيد الجبهة الداخلية؟
من خلال الوعي بمخاطر وأهداف العدوان، والتفرغ للأولويات، وهذا كفيل بأن يصهر الجميع في بوتقة واحدة، ويوظف كل الجهود والإمكانات في مواجهة العدوان، ويفضي لرص الصفوف في طابور واحد، وهذا ما هو قائم ويتم العمل عليه، ويؤمن به الجميع، ويسعى الكل لتحقيقه، أو بالأصح تطويره، والإرتقاء به.

-مالذي تعد أبناء محافظة ذمار في العام الجديد 2018م؟
أولا: حفظ أمن واستقرار المحافظة على كل المستويات الرسمية والشعبية، وتعزيز كل عوامل الثبات والصمود، وتمتين أواصر اللحمة الداخلية، ونعمل من خلال بعض الإمكانات الإنمائية والصناديق والمنظمات الداعمة على توفير القدر الممكن من الخدمات الأساسية في مجالات الطرق، والصحة، والمياه، والتعليم، والأهم من ذلك العمل على تجهيز الدراسات الأفقية والعمودية الشاملة للمحافظة بهدف التطوير الإنمائي المحلي إستعدادا للمرحلة والظروف القادمة فما أن ندخل إن شاء الله في مرحلة جديدة إلا ونحن جاهزون لتلبية الإحتياجات الطارئة، وتنفيذ الخطط المستقبلية التي تلبي طموحات وآمال ومتطلبات أبناء المحافظة، ونحن في ظروف العدوان لا نعدهم بالكذب فتوحيد الصفوف، وتسيير الأعمال، وتحقيق التوازن، ورفد الجبهات، وتحقيق الأمن والإستقرار من أهم ما نسعى بتعاون الجميع لتحقيقه في هذه الظروف، وهذا ما يريده ويستوعبه الجميع.

– عملت مليشيات الغدر والخيانة على اقلاق السكينة العامة وتخويف الناس في صنعاء، كيف تم التعامل مع هذه المليشيات في محافظة ذمار ؟
كانت هناك بعض التصرفات الطائشة وهي نادرة، وتم احتوائها سريعا بفضل الله، وبجهود المجتمع ووعيه الكبير، وبفصل جهود مشايخ ووجهاء وعقلاء وحكماء المحافظة، ومنها قضيتين فقط تم التعامل معهما أمنيا اضطرارا لا إختيارا، وهناك إجماع في المحافظة على النئي بها عن أي صراعات وخلافات داخلية تؤثر على توحيد الجهود في مواجهة العدوان، وقد عملت كل قيادات المؤتمر على تحقيق ذلك، وكان لهم جهودا جبارة يشكرون عليها.

– كيف تنظرون الي ما أحدثه زعيم مليشيات الغدر والخيانة من قتل ودمار في العاصمة صنعاء ؟
كلها أعمال مدانة ومرفوضة رفضها كل أبناء الشعب، وكل مكوناته وقياداته، ولم تجد لها مكانا ولا بيئة صالحة، ولهذا تم حسمها سريعا.

– قدمت اليمن قوافل كبيرة من الشهداء من خيرة شباب اليمن، هل تعتقد ان المليشيات كانت تريد التخلي عن دماء الشهداء ؟
هي تخلت عن كل هذه التضحيات والمواقف، وانقلبت عليها، وأعلنت صراحة عبر زعيمها أنها عبثية، وهذا الموقف أثار استياء الموقف العام شعبيا، ورسميا، وحزبيا، وقبليا، وقد انتصرت كل هذه الدماء والتضحيات على كل ما كان يخطط له، ويراد تنفيذه.

– كيف تنظرون إلى مستقبل اليمن في ظل التحديات الراهنة من العدوان؟
مستقبل اليمن مرهون ببذل المزيد من الصبر والثبات، وهذا سيكون له ثمرة كبيرة، ومردود إيجابي لليمن واليمنيين، وأعتقد أن العدو السعودي والأمريكي، وكل تحالف العدوان أصبح يخيفه هذا الشيء ويخشاه بشكل كبير، فما بعد العدوان لن يكون كمثل مرحلة العدوان، ولن يكون حتى كما قبله، فاليمن على موعد كبير مع نهضة شاملة، ولعب دور إقليمي ودولي كبير، وأنا على ثقة من ذلك.

– وزارة الدفاع أعلنت فتح باب التجنيد.. كيف تتعاملون في محافظة ذمار مع هذه الدعوة؟

محافظة ذمار سباقة في هذا الموضوع من بداية العدوان، ومن قبل هذا الإعلان، فقبل شهرين ونصف في أواخر شهر محرم شكلت لجنة قبلية إجتماعية للتجنيد ورفد الجبهات في المحافظة، وشكلت لجان مماثلة على مستوى كل قبيلة ومديرية، وتم تحريك عملية التجنيد بالفعل، ودشنت اللجان أعمالها بشكل رسمي في المحافظة والمديريات، وتم رفد معسكرات وزارة الدفاع ب2400 مقاتل من مختلف القبل والمديريات خلال شهرين فقط، ونحن مستمرون في هذه الحملة، وأبناء محافظة ذمار هم رجال دولة وأبناء للقوات المسلحة والأمن لن يتوانوا ولم يتوانوا عن تقديم واجبهم الديني والوطني.

– كلمة أخيرة تحب توجيهها إلى أبناء محافظة ذمار خاصة ولابناء الوطن بشكل عام عبر صحيفة 26 سبتمبر ؟
مضاعفة الجهود في مرحلة العدوان في كل المستويات، ومن مختلف التوجهات مسؤولية على عاتق الجميع، ومزيدا من الصبر، والصمود، والعطاء، والبذل، والتضحيات فلذلك ثمرة كبيرة في الدنيا والآخرة، ونسأل الله عز وجل الرحمة لجميع الشهداء، والشفاء لجميع الجرحى، والحرية والفرج لجميع الأسرى، والنصر لشعبنا اليمني الصابر، ولكم في صحيفة 26 سبتمبر جزيل الشكر والإمتنان.