المنقذ السعودي والخدمات الاماراتية…حرب اقتصادية تضرب اليمن من الجنوب الى الشمال
قد نفد صبر الجنوبيين خلال ثلاثة اعوام من الاحتلال السعودي الاماراتي لبلادهم، وان الوعود السعودية الاماراتية ما هي اليوم الّا مجنزرات ومعسكرات وجنود اجانب ونهب الثروات واحتلال الجزر.
وتسعى أبوظبي إلى استغلال وجودها العسكري ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية للحرب في اليمن، إلى بسط سطوتها الاقتصادية ونفوذها الإقليمي، وتسيطر الإمارات على خمسة موانئ من أصل ثمانية للتحكم في حركة الملاحة والتجارة الواردة إلى اليمن وتعزيز نشاط ميناء جبل علي، وباتت أغلب واردات اليمن تأتي من دبي، سواء كانت سلعاً غذائية أو وقوداً أو مواد بناء أو أثاثاً وأنظمة طاقة شمسية وحتى السجائر والتبغ.
لكن السؤوال هنا، هل هذه الخطوة تخدم الاقتصاد اليمني ام خطوة لغزو الاقتصاد اليمني بالكامل والإقدام على انهياره؟
في حرب اليمن خصوصاً في الفترة الاخيرة وبعد رجوع القوات الاماراتية الى اليمن هناك أطرافاً خاسرة اقتصادياً ومالياً على طول الخط، في مقدمتها السعودية والشعب اليمني، وأخرى رابحة على طول الخط، في مقدمتها الإمارات وتجار السلاح وأصحاب الصفقات الذين يربحون المليارات حتى ولو كان ذلك على حساب جثث آلاف اليمنيين وتجويعهم وإفقارهم وإذلالهم، كما ان السعودية باتت تتحمل أعباء مالية تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات يتم تخصيصها لتمويل قتل الشعب اليمني وتدمير البنية التحتية لاعادة الشرعية المزعومة.
وفي الخطوة الاخير السعودية اقدمت على تمويل البنك المركزي في عدن لانعاش العملة اليمنية حتى تستطيع ان تنافس الامارات في الجنوب، كما اعتبر الكثير من المراقبون، ان السعودية استغلت الاوضاع الاقتصادية في الجنوب حتى تستطيع ان تتحكم بالقرار سواء السياسي او الاقتصادي او الانساني في محاولة لارجاع ما كانت عليه في الانظمة السابقة، وليس من اجل سواد اعين الشعب اليمني.
وبحسب المحللون السياسيون والاقتصاديون، ان التحالف بقيادة السعودية بعد ان خسرت في حرب اليمن عسكرياً تحاول ان تعيد الحرب الاقتصادي من البداية وان ضخ هذه الاموال الى بنك عدن لاحياء العملة اليمنية تعتبر اول خطوة جدية من قبلهم بعد مصرع الخائن علي عبدالله صالح ومليشياته.
كما ان عملاء الامارات من ضمنهم خالد بحاح هاجم السعودية في تغريدة له، بأنه لا يستبعد ان ثورة الجياع في الجنوب سوف تطال حكومة فنادق الرياض (عبدربه منصور هادي) وقال بحاح أن الحكومة تعتزم طباعة 600مليار خلال الأسابيع القادمة، موضحا أن الطباعة العشوائية تؤدي إلى نتائج كارثية ستجعل الريال لا يساوي كلفة طباعته.
وفي الختام…
ان مايحدث من انهيار الاقتصاد اليمني او قتل الشعب وتدمير البنية التحتية سببه الرئيسي هو العدوان والاطماع الامريكية الغربية الخليجية، وان ما يقومون به ولو بدا ايجابياً للمواطن البسيط، فأنه ينعكس سلبياً بعد فترة قصيرة من محاولاتهم العدوانية، فمن يقتل ويحاصر الشعب اليمني لا يمكن ان يأتي بخير له.