الخبر وما وراء الخبر

المحارب اليمني والحرب الكبرى

135

بقلم | حمير العزكي

يقفُ العالَمُ العربي والإسلامي على حافة انتظار حرب كبرى قادمة لا محالة وحاسمة دون شك ما دامت قوى الاستكبار العالمي -أمريكا والكيان الصهيوني- تدفعان بكل طاقاتهما نحوها، وتحاولان بسياستيهما الانتهازية والاستفزازية الوصولَ إلى تلك الحرب المرتقبة؛ انطلاقاً من الأيديولوجيا العقائدية المشتركة بينهما التي تفترض حرباً كونية، واتفاقاً بين النتائج المترتبة على الخطوات المتسارعة والمتوالية والمقدمات التي رسمت طريق تلك الخطوات، واستحقاقاً يرونه لازماً مع قُرب اكتمال مُخَطّطاتهم الرامية إلى السيطرة الكاملة والنفوذ المطلق على منجم ثروات العالم وقلب جغرافيا الأرض.

ومع انتظار هذه الحرب الكبرى المتفق على حتميتها والمختلف على توقيتها، يطل المحارب اليمني من نافذة انتصاراته المذهلة المستوجبة للإجلال بقوة إيمانية وبأسٍ يماني وتأييد رباني ليشكل الرقم الأصعب في معادلة الحرب الكبرى وحجر الزاوية في حسم مصيرها؛ باعتبارها مواجهةً بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والعدل والاستكبار، وبقدرته على الصمود والتصدي وَتطوير نفسه في أحلك الظروف واستعداده لخوض غمار المعركة بإعداده الجاد والمسؤول بالمتوفر من إمكانات وما اكتسبه من خبرات ومهارات في ميادين المواجهة يصبح الرهانُ عليه في المشاركة الفاعلة في رسم خارطة مستقبل الأُمَّـة واقعاً مفروضاً ومحلَّ اطمئنان وامتنان ممن يحملون ذات القضية ويتوجهون ذات التوجه المقاوم والممانع، ولا مناص من الشعور بالقلق والخيبة والحسرة من الطرف الآخر المتمرس في الموقف النقيض لقضايا الأُمَّـة الموقف المنبطح والمطاوع لقوى الاستكبار العالمي التي ستزول ويزول معها المنبطحون.

لا أكتب مثلَ هذا الكلام للتأكيد على فحواه، فما تحدث به سيدُ المقاومة حسن نصرالله حفظه الله حول هذه الحرب وأطرافها فيه الكفاية، والأمر برمته مفروغٌ منه وثابت في حسابات كُلّ أطراف الحرب الكبرى القادمة، ولكني أكتبه ليعلم الجاهلون ويتيقن الواهمون وليعيَ المغرر بهم أن اليمن صارت أَكْبَــر بكثير من أطماعهم، وأن مكانتها صارت تستوجب لحكمها إمكانات أَكْبَــر بكثير أَيْضاً من إمكاناتهم المحدودة العاجزة الفاشلة وأن تأثيرها الإقليمي في المستقبل القريب يضع أحلامهم تحت مقصلة الواقع الذي صنعه وفرضه أنصار الله والذي جعل من كُلّ خصومهم في الداخل مجرد مشكلة هامشية وحوادث أمنية يمكن التعامل معها دون الانشغال عن القضايا الرئيسية أَوْ التأثير على السياسات العامة والأهداف الاستراتيجية.

وما لم يدرك أولئك الأغبياء مثل هذه الحقائق ستظل رحى خيباتهم تطحن حاضرهم وأياديهم المعضوضة من الغيظ تعجن حسرتَهم وتخبزهم في تناوير جهنم خسارتهم المحتومة في الدنيا والآخرة.