الخبر وما وراء الخبر

فلسطين .. عذراً

224

بقلم | عبدالله علي صبري

وكأن شيئاً لم يكن.. عدة أسابيع كانت كفيلة بامتصاص الغضبة أو الصدمة بعد قرار ترامب الأحمق بشأن القدس، وما تلاه من قرارات إسرائيلية بهدف فرض الأمر الواقع على العرب والفلسطينيين.

ولأننا شعب عاطفي، فقد أدرك العدو سلفاً أن جعبتنا خاوية من ردة فعل عملية ومدروسة، خاصة أن النظم العربية باتت بلا مخالب أو أنياب، بل حتى الفقاعات الصوتية لم تعد مقبولة أو مسموعة.

يكابد الفلسطينيون وحدهم، وهم يحاولون تصعيد انتفاضتهم ضد الكيان الصهيوني، وبالإضافة إلى خذلان العالم لهم، لا يزال الشقاق في ما بينهم قائماً، ولم يتوحدوا بعد حول رؤية للانتفاضة الثالثة، التي تبدو باهتة مقارنة بتجارب العنفوان الفلسطيني في سالف الأيام!

الإعلام العربي هو الآخر لا يبدو متحمساً للقضية الفلسطينية، وبرغم الطفرة في الفضائيات وعالم الميديا والتواصل الاجتماعي إلا أننا ما زلنا نعيش فراغاً إعلامياً لجهة الاهتمام بالقضايا العربية المركزية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومع تقديرنا للقنوات والوسائل الإعلامية العربية المهتمة بهذه القضية، إلا أن ثمة تراجعاً ملحوظاً في مستوى تغطية الحدث على شاشات التلفزة!!

وليس جديداً القول أن اللوبي الصهيوأمريكي قد تمكن منذ وقت مبكر من اختراق الإعلام العربي، والتحكم في سياساته وتوجهاته وتكبيل أية صحوة إعلامية، قد تخلط الأوراق، وتميط اللثام عن الوجه الحقيقي لأرباب الإعلام من حكام ومسؤولين ورجال أعمال تنكروا للأمة وقضاياها، وانخرطوا في معركة إلهاء كبيرة تستهدف كل فئات المجتمع العربي أطفالاً ونساءً وشباباً.

ومع كل ذلك، فإن عدالة القضية الفلسطينية أكبر من كل محاولات التمييع والتضليل، خاصة وإذا ما أحسن الإعلام العربي المقاوم استثمار هذه القضية، وأجاد توظيفها وعرضها، بعيداً عن التخندقات القومية والطائفية التي انزلقت إليها الحركات الفلسطينية المقاومة، فأضاعت الوقت والجهد في حروب وصراعات عبثية كانت ولا تزال على حساب القضية المركزية وفي القلب منها المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة..!!