الخبر وما وراء الخبر

قرارات تدشين مرحلة البناء الجديدة

74

بقلم / هاشم أحمد شرف الدين

يمكنُ القولُ إن قراراتِ رئيس المجلس السياسي الأعلى والقرارات الجمهورية التي صدرت في اليوم الأول من العام الميلادي الجديد هي تدشين (للمرحلة الجديدة) التي دعا قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أبناءَ الشعب للدخول فيها، خلال كلمته الأخيرة بمناسبة مرور 1000 يوم من الصمود في وجه تحالف العدوان والحصار الأمريكي السعودي، بقوله “إن مواجهةَ العدوان لا تعني اليوم عدم العمل على بناء نهضة اقتصادية، وإنما تستلزمُ دخولَ الجميع في مرحلة جديدة، يتواءمُ فيها – جنباً إلى جنب – كُلٌّ من حريتنا، كرامتنا، استقلالنا، نهضتنا”.

فالقراراتُ تلك بدت معنيةً بالتهيئة للشروع في بناء تلك النهضة حينما ركزت على إحداث تغييرات في قيادات مفاصل الجانبين المالي والأمني وفق المعادلة الإلهية (أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، كما أن بقية الجوانب المعنية بالإسهام المباشر في إنجاح عملية البناء قد شملتها تلك القرارات أَيْضاً، ليس على صعيد إحداث تغييرات في قيادات بعض الأجهزة في الدولة وحسب، بل على صعيد ما عبرت عنه من توجه جاد نحو إشراك الجميع في عملية البناء الجديدة دون إقصاء، وهو ما يعد ترجمة لدعوة السيد القائد التي شملها بالتأكيد على “أن علينا الانتقال من مرحلة الوحدة والتآخي إلى مرحلة جديدة هي (تثمير) الوحدة والتعاون والتفاهم والتآخي والتماسك عملياً”.

وإذا كانت السلطة قد دشنت بقراراتها الدخول في المرحلة الجديدة عملياً فإن الشعب أَيْضاً مطالَبٌ بالاستجابة لدعوة السيد القائد بالتحَـرّك السريع للدخول فيها، حيث قد اشترط السيد القائد لنجاحها اشتراك مؤسسات الدولة مع الشعب في أنشطة عملية.

فكما استنهض السيد القائد همم الأجهزة الحكومية للتوجه العملي نحو تحويل التحدي إلى فرصة، فقد حث المواطنين والكفاءات على المبادرة وتقديم خبراتهم، وكفاءاتهم، وطاقاتهم، ورؤاهم، إلى مؤسسات الدولة، قائلا إنها “ستؤمِّن هذا الإطار من التلاقي مع أبناء الشعب؛ لأن المسؤولية تقع على الجميع اليوم”.

وبقدر استبشار المواطنين بالقرارات سيكون عليهم عدم الاتكال على الحكومة فقط وانتظار تغييرها للأوضاع المالية والاقتصادية بكبسة زر، وإنما التحَـرّك الجماعي الجاد في عملية البناء، لتفعيل الشراكة الحكومية والشعبية، لكونها المسار الذي يجب أن تتجه إليه الأذهان والرؤى، والأعمال، والمواقف، والاهتمامات، وهو ما وصفه السيد القائد بأنه “مسار بناء، ومسار معالجة مشاكل، ومسار تعاون وتكاتف، وتظافر للجهود”.

مستبشرون جميعاً بالمرحلة الجديدة، واثقون بالله تعالى وبالقيادة الحكيمة المتحملة للمسؤولية المدركة للخطر، والتي ما برحت تبث في الشعب الآمال العظيمة، وتحفز فيهم روح التحدي، معوِّلون أَيْضاً على الكفاءات والمبدعين والمفكرين الذين سيبدأون التحَـرُّكَ من اليوم دون أي تردد أَوْ انتظار؛ لأنه كما صدرت هذه القرارات عن إرادة حكومية وطنية حُرَّة مستقلة، فإن أحرارَ الشعب سيتحَـرّكون أَيْضاً لتكونَ اليمن وشعبها أَكْثَر قوة في مواجهة هذا العدوان الغاشم والحصار إن شاء الله تعالى، وإنَّ غداً لناظره قريب.