السعودية بين مسرحية تجنيد الأطفال وقتلهم بالطيران والحصار
أخرجت قناة الحدث السعودية تقريراً عن مسرحية هزلية يزعم فيه تجنيد أطفال اليمن في المعارك ضد التحالف السعودية، بيد أن التقرير لم يُظهر وجوه الاطفال ولم تكن لهجتهم قريبة الى اليمنية الشمالية.
لا يستحق المشهد التعليق لأن مخرج التقرير ليس محترفاً وترك علامات التزوير والتلفيق واضحتاً من خلال الأطفال الذين اداروا وجوههم للكامرة واللغة التي تحدثوا بها.
ما يستحق التعليق والتدقيق هو رحلة الطيران السعودي الأمريكي الذي يقطعها من منصات العدوان وقواعده في المنطقة لتأتي وتشن عشرات الغارات على مساكن المواطنين وتقتل المئات منهم بينهم اطفال يظهرون بدمائهم واشلائهم الممزقة.
وعلى الرغم من التجاهل الدولي الا ان الأمم المتحدة وعشرات المنظمات الحقوقية والانسانية في العالم لم تصدق المسرحية السعودية في ما يسمى عمليات التجنيد للأطفال وصنفت السعودية والتحالف الذي تقوده ضمن الدول القاتلة للأطفال والطفولة، وهي القائمة السوداء الذي وضعت فيها السعودية لمرتين متواليتين.
وعلى المقلب الآخر، استمرت طائرات التحالف بقصف المدارس والمنازل، والتي يذهب ضحاياها الأطفال، بالإضافة الى استمرار حصاره على اليمن ككل، والذي أدى الى انتشار الأمراض والمجاعة.
ووثّقت وزارة الصحة اليمنية استشهاد ألفين و59 طفلاً وطفلة وإصابة ثلاثة آلاف وتسعة أطفال آخرين في مجازر التحالف، باستهداف منازلهم ومدارسهم وأماكن لعبهم وحضورهم المناسبات الاجتماعية برفقة ذويهم وفي المساجد والأسواق وغيرها من المنشآت المدنية.
تقول اليونيسف “اليوم، اليمن هو واحد من أسوأ الأماكن في العالم للأطفال”، ويؤكد مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية ” أوتشا ” احتياج 11.3 مليون طفل في اليمن إلى مساعدات إنسانية نتيجة الأوضاع في البلاد منذ شهر آذار/ مارس 2015.
وتوضح التقارير الأممية أن 55 بالمائة من الـ 2.9 مليون شخص نازح هم من الأطفال، ويقدّر عدد الأطفال النازحين ممن لم يلتحقوا بالمدارس بنحو 513 ألف طفل.
تفيد التقارير الدولية أن 2.3 مليون طفل وطفلة في اليمن محرومون من الرعاية الصحية، ويموت طفل كل 10 دقائق بأمراض يمكن الوقاية منها كالإسهال والأمراض التنفسية وسوء التغذية، وفي هذا الصدد تشير وزارة الصحة العامة والسكان إلى أن 52 ألف طفل توفوا العام الماضي لهذه الأسباب.
وتحذر المنظمات من أن 2 من 5 أطفال بعمر 5 إلى 69 شهراً سيعانون من سوء التغذية الحاد في عام 2018. كما تشير التقارير الأممية إلى أن 26 بالمائة من الحالات المشتبه إصابتها بالكوليرا هي لأطفال دون الخامسة من العمر و56 بالمائة منها لأطفال دون 18 عاماً.
*النجم الثاقب