الخبر وما وراء الخبر

مع نهاية العام، مجازر بالجملة.. ولا رقيب..!!

101

ذمار نيوز | تقرير/فؤاد الجنيد / صحيفة الشعب 17 ربيع ثاني 1439هـ الموافق 4 يناير، 2018م

بمنتهى التوحش والإجرام تتصاعد المجازر والجرائم البشعة وعمليات القتل الممنهج والمتعمد التي يرتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي بحق الشعب اليمني منذ سقوط مخطط الفتنة مطلع شهر ديسمبر الجاري مستهدفاً الأسواق والمنازل والمزارع والمنشآت المدنية وسط صمت وتواطؤ مفضوح للأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
يأتي ذلك بعد فشلهم الذريع في الميدان بعد إنّ حقق أبطال الجيش واللجان الشعبية الانتصارات تلو الانتصارات في معظم الجبهات ، وكذلك خذلان محاولاتها الحثيثة في إثارة الفتنة بعد إنّ تم وأدها بفضل الله عز وجل ،وثبات وصمود الشعب اليمني ،وحنكة القيادة الحكيمة بعد إن فشلوا في استقطاب الإخوة الشرفاء في المؤتمر الشعبي العام ، وفشلهم في الزج بهم في صراع مع الجيش واللجان الشعبية لتنفيذ أجندتهم.

*مجازر بالجملة*

ثلاثة أعوام متتالية تحط رحالها في ديسمبر من كل عام، ومع كل وداع يودع اليمنيون آلاف الشهداء من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ. وفي هذا العام، أبت مملكة الشر إلا أن تختم عام اليمنيين بصورة وحشية ركيزتها الأشلاء ورائحة الدم النازف من الأطفال والنساء، المجازر وعمليات القتل الممنهج التي ترتكبها دول العدوان بحق شعبنا اليمني سجلت تصاعداً قياسياً، منذ سقوط مخطط الفتنة مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، حيث استهدفت الأسواق والمنازل والمزارع والمنشآت الحيوية المدنية، مصحوباً بحصار بري وبحري وجوي خانق، وسط صمت مطبق للأمم المتحدة والمنظمات والمجتمع الدولي.
أكثر من 400 شهيد وجريح حصيلة مجازر العدوان في النصف الأخير فقط من الشهر الأخير من العام الجاري، توزعت على عدة محافظات حيث بلغ اجمالي الشهداء والجرحى في ثلاث جرائم حرب في محافظة تعز وحدها أكثر من 150 مواطناً غالبيتهم سقطوا إثر استهداف سوق شهرة بالتعزية، في حين استشهد تسعة مواطنين وجرح خمسة عشر آخرون في قصف سوق النجيبية في الهاملي، كما استشهد ثلاثة آخرون في قصف مدرسة بمنطقة الوجيز بمديرية موزع.
وفي محافظة ذمار استهدف العدوان مبنى مصلحة الجمارك وسط المدينة وهو يعج بالموظفين والعاملين مخلفاً بذلك عشرات الشهداء والجرحى. وهو الحال نفسه في مجزرة حي عصر بالعاصمة صنعاء التي استهدفت أسرة ارتقت أرواح جميع أفرادها إلى الله شهداء.
وفي محافظة الحديدة ارتكب طيران العدوان مجزرة بشعة بحق أسرة كاملة في مديرية التحيتا بعد استهداف منزل أحد المواطنين واسفر الاستهداف عن استشهاد رب البيت وزوجته وأطفالهم الثلاثة وتدمير منزلهم بالكامل.
وفي مديرية غمر بمحافظة صعدة شن طيران العدوان غارات هستيرية على منازل المواطنين في منطقة تشدان، ما أدى إلى استشهاد رجلين وامرأة وطفلة واصابه آخرين وتدمير عدد من المنازل.
وفي محافظة الحديدة عاود طيران العدوان تكرار المجازر البشعة حيث استهدف مزرعة شرق منطقة قطابة بمديرية الخوخة ما أسفر عن استشهاد عشر نساء.
وفي مديرية الجراحي استشهد اكثر من عشرين شخصاً وتفحمت جثث آخرين جراء استهداف طيران العدوان ثلاث سيارات بالقرب من أحد المطاعم عند مدخل المديرية.
ومع نهاية العام الميلادي ارتفعت وتيرة القصف وارتكاب المجازر، حيث بلغ معها عدد الضحايا اكثرَ من خمسة وثلاثين ألف شهيد وجريح نصفهم من الأطفال والنساء. وتفشت الأوبئة الفتاكة بين السكان هذا العام فجاوز عدد المصابين بالكوليرا عتبة المليون وتفاقم الوضع الإنساني بعد إعتماد العدوان أكثر فأكثر على الحصار والتجويع وإقفال المنافذ اليمنية أمام المساعدات الخارجية وجهود الإغاثة الدولية دافعا الملايين من السكان المعتمدين كليا على تلك المساعدات إلى حافة الهلاك، فغدى الوضع في اليمن أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم بحسب المنظمات الدولية.

*مجازر العدوان لم تترك للشعب اليمني من خيار إلا رفد الجبهات*

منذُ بداية العدوان على أبنَاء الشعب اليمني، ارتُكبت العديدُ والعديدُ من المجازر البشعة والشنيعة بحق أبنائه، بقصف الأسواق والأحياء السكنية والمستشفيات والطرقات، وصالات العزاء ومواكب الأعراس وغيرها، ولا يكادُ يمُــرُّ يومٌ إلا وسُفك فيه الدم اليمني بالعشرات.
رسالةُ القتل الممنهج للمواطن اليمني، سواء في منزله أَوْ مقر عمله أَوْ في السوق، التي يُوَجِّهُها العدوان، لم تترك للإنْسَان اليمني إلا خياراً واحداً لا ثانيَ له، وهو الالتحاقُ بجبهات الشرف والبطولة؛ للقتال إلى جانب الجيش واللجان الشعبية؛ للدفاع عن نفسه وشرَفه ودينه وشعبه وأرضه وعرضه، وبذلك سيندحر العدوانُ وينتصرُ لهذا الشعب، أَوْ الاستشهاد بكل شموخ وعزة وإباء في سبيل الله والمستضعفين مدافعاً عن وطنه وشعبه.

*صمود اسطوري..*

المجازر الدموية التي أثقلت كاهل اليمنيين لم تحط من عزيمتهم، وصمود أكثر من الف يوم في وجه آلة القتل السعودية، لم يمنعهم من مواصلة التصدي الميداني في جبهات الداخل وما وراء الحدود، وكذلك استهداف العمق السعودي بصواريخ بالستية، وفرض معادلات جديدة على دول العدوان وعلى رأسها السعودية والامارات، فـ”السن بالسن والجروح قصاص”، معادلة اطلقها قائد المسيرة السيد عبد الملك الحوثي في خطاب بذكرى مرور ألف يوم على العدوان، في التاسع عشر من شهر ديسمبر الماضي.

*1000يوم..ضحايا وخسائر..*

بلغ عدد الضحايا المدنيين جراء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 1000 يوم، 13.603 شهيداً بينهم 2.887 طفلًا، 2.027 امرأة، فيما بلغ عدد الشهداء من الرجال 8.689 رجلًا. وتخطى عدد الجرحى الـ 21.812، بينهم 2.722 طفلا، و2.233 امرأة، 16857 رجلًا، فيما تجاوز عدد النازحين اثنين مليون وستمائة وخمسين ألفا.

عدد المنازل المدمرة والمتضررة جراء قصف العدوان بلغ 409.356، كما دمر العدوان 826 مسجدًا، وعدد المدارس والمعاهد التعليمية المتضررة 827 مدرسة ومعهدا، و118 منشأة جامعية، و30 منشأة إعلامية.

وفي جانب البنى التحتية والمنشآت الحكومية والخدمية المتضررة من قصف العدوان، استهدف العدوان 301 مستشفىً ومرفقًا صحيًا و1.684 منشأة حكومية و174 محطة ومولد كهرباء، و524 خزانًا وشبكة مياه، و387 شبكة ومحطة اتصالات، و106 منشآت رياضية.

وبلغ عدد المعالم الأثرية التي استهدفها العدوان 211 معلما، و255 منشأة سياحية، واستهدف العدوان 15 مطارًا، و14 ميناءً، و2144 طريقًا وجسرًا، واستهداف 3378 وسيلة نقل، و548 ناقلة غذاء، و251 ناقلة وقود. أما عدد المنشآت التجارية المستهدفة بلغ 6.393 منشأة، و2.256 حقلًا زراعيًا، و593 سوقًا تجاريًا، و300 مصنع، و337 محطة وقود، و692 مخزن غذاء، و245 مزرعة دواجن ومواشي.

في حين توفي مئات الآلاف من اليمنيين نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على اليمن وقصف المنشئات الصحية في البلاد. وأكدت وزارة حقوق الإنسان في 29 آب/أغسطس الماضي أن عدد المدنيين الذين توفوا جراء العدوان والحصار بلغت 247 ألف مواطن نتيجة انعدام الأدوية وانتشار الأوبئة وسوء التغذية وأمراض الفشل الكلوي.

*البالستيات.. تؤرق قرن الشيطان..*

وفي تطوّر ميداني لافت، أعلنت القوة الصاروخية اليمنية يوم 19 كانون الأول/ديسمبر إطلاق صاروخ باليستي على قصر اليمامة في الرياض، وتعدّ هذه ثاني مرة في العام 2017 يصل فيها صاروخ أطلق من اليمن إلى كل هذه المسافة، بعد صاروخ بلغ مداه 750 كيلومتراً، كان قد استهدف مطار الملك خالد في الرياض في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
كما أطلق اليمنيون صاروخا باليستيا بعيد المدى يوم 22 تموز/يوليو على مصفاة لتكرير النفط في محافظة ينبع السعودية وأعلنت القوة الصاروخية اليمنية أن الصاروخ أصاب هدفه وأحدث أضررا مادية بالغة.
وعلى خط استهداف الامارات، أعلنت القوة الصاروخية اليمنية ظهر يوم الأحد 3 كانون الأول/ديسمبر، عن إطلاق صاروخ مجنح من نوع “كروز” على مفاعل براكة النووي في أبو ظبي.
وقبل هذه التواريخ، أطلقت القوة الصاروخية اليمنية ما يقارب 77 صاروخاً بالسيتياً على الأراضي السعودية وفق اعترافات العدوان نفسه.
كما دشن رئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة صالح الصماد، في الـ6 تشرين الثاني/نوفمبر، منظومة المندب الصاروخية البحرية. كذلك كشفت وحدة التصنع العسكري عن انجازات عديدة كان أبرزها عدد من الصواريخ والقناصات.

*2018 .. السعودية والإمارات ليستا في مأمن..*

ورغم استمرار العدوان على اليمن من قبل تحالف تقوده السعودية، يؤكد اليمنيون على مواصلة التصدي له، بكل الامكانات المتوافرة، وتشدد القيادة العسكرية للجيش واللجان الشعبية على أن المنشآت العسكرية والحيوية في السعودية والإمارات لن تكون بمأمن عن الصواريخ الباليستية اليمنية، وبات لزاماً على الرياض أن تجد مخرجاً لحربها العدوانية، خصوصاً مع تصاعد الاحتجاجات الغربية على مستوى صناع القرار على استمرارها، وتسببها بالعديد من المجازر، التي ترقى لمستوى جرائم حرب تمارسها دولة بحق شعب اعزل.