لغز اليمن…مساعي أمريكية غربية أقليمية للهيمنة على اليمن…لماذا وكيف؟
تسعى الولايات المتحدة الامريكية ان تحقق الكثير من اهدافها الاستراتيجية والتكتيكية عبر الساحة اليمنية، ولا تتحقق هذه الاهداف الى من خلال تواجدها العسكري في هذه المنطقة، وتتوقف هذه الاهداف في الاهمية الاستراتيجية والجيوسياسية لليمن عبر مضيق باب المندب، حيث ان واشنطن لا ترغب السلام وايقاف الحرب في اليمن، فستكون هناك فرصة لوجود قوات عسكرية اخرى.
بعد مرور اكثر من 1000 يوم من العدوان على اليمن، والولايات المتحدة الامريكية تتخذ سياساتها الاستفسازية تجاه اليمن لاستمرار الحرب، في حال السياسة الامريكية تتخذ ترامب رئيسا لها وهي تروج الحرب في المنطقة لمصالحها السياسية والاقتصادية، خصوصاً اليمن، لـ أهميت جزرها الاستراتيجية المطلة على البحر الاحمر وثروتها النفطية والغازية في الشمال والجنوب.
السياسات الامريكية لتنفيذ خططها في اليمن بنيت على مسارين الاول عدم استقرار الامن في باب المندب والثاني انتشار القاعدة في المحافظات الجنوبية التي تقع تحت تسيطرة الاحتلال الاماراتي السعودي، فهذين المسارين منحت امريكا ان تبرر تواجدها العسكري في اليمن لدعم التحالف في اطار تحقيق اهدافها.
ومن المسائل المهمة للمسؤولين الأمريكيين هو تعزيز سلطة أنصار الله على مدى السنوات الثلاث الماضية في ظل الدعم الشعبي الذي يشكل تهديدا كبيرا للنظام الصهيوني، واذا استمر انصارالله بهذه الصورة في المستقبل القريب سوف تهدد نشاطات الملاحة الاسرائيلية في البحر الاحمر وباب المندب.
كما انه منذ بدء العدوان في مارس 2015م، القوة الصاروخية اليمنية اثارت مخاوف الولايات المتحدة في استهداف المصالح الصهيو أمريكية في ثاني أهم الممرات المائية في العالم، وهذا الامر قد لفت انظار العالم بما فيها القوى العالمية الكبرى والقوى الاقليمية والكيان الصهيوني للهيمنة على اليمن.
وبحسب متبعتنا للبحوث والاستراتيجية الاسرائيلية والغربية والعربية من أهم اسباب مساعي السيطرة على باب المندب من قبل الصهاينة كـ الاتي:
الاول:تهريب السلاح الى غزة (كما يزعمون)
الثاني: عدم عبور بضائعهم وطاقاتهم من باب المندب
الثالث: الحفاظ على استقرار وأمن القواعد الامريكية في القرن الافريقي
كما ان الكثير من المراقبون يعتقدون السبب الرئيسي لقلق الولايات المتحدة والسعودية من وصول انصارالله الى سدة الحكم في اليمن هو السيطرة على مضيق باب المندب من قبل هذه الحركة اليمنية، وهذا هو السبب الرئيسي لدعم للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واسرائيل للتحالف في اليمن.
تقسيم اليمن:
قد أصبحت تقسيم اليمن بجدية في جدول أعمال الولايات المتحدة وجزءا من استراتيجيته للشرق الأوسط، ولكن تنفيذ هذه المهمة قد تم تفويضه للسعوديين والاماراتيين.
وتمتع اليمن بموقع استراتيجي متميز في السيطرة على مضيق باب المندب الذي يلعب دورا حاسما في تصدير النفط السعودي إلى الأسواق العالمية، فضلا عن أمن الشحن التجاري الذي يمر عبر قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط ثم الى اوروبا والولايات المتحدة، كما ان الاماراتيين يعرفون ان استراتيجية الموانئ اليمنية تعصف باقتصادها، وعلى هذا الاساس، التحولات السياسية والاقتصادية والعسكرية في الساحة اليمنية برؤية معادية للغرب والاحتلال كان لها اثرا كبيراً على أمن واستقرار واقتصاد هذه الدول، ونقل السفارات الاوروبية والامريكية وبعض الدول المنطقة من صنعاء الى عدن كانت خطوات مبدئية لتقسيم اليمن.
انعدام الأمن في باب المندب والذريعة للمشاركة الامريكية في اليمن:
هناك مساعي أمريكية لانعدام الامن في باب المندب يهدف الى مشاركة أمريكا مباشرة في حرب اليمن بتأييد مجلس الأمن والكنغرس الأمريكي.
في المرحلة الاولى، الولايات المتحدة تسعى بتقويض المحافظات الجنوبية وانتشار الارهاب فيها وفي الخطوة الثانية، تسعى إلى تجميع موافقة الاراء في ظل انعدام الامن والاستقرار للمشاركة في هجوم عسكري عربي غربي –كما تم تطبيقها في العراق وسوريا- بهدف السيطرة على اليمن.
كما ان هناك احتمالات اخرى من التدخل المباشر الامريكي في اليمن ومن أهمها، توازن القدرة في اليمن مع الجيش واللجان لإنهاء الحرب، حيث أن الولايات المتحدة الامريكية تعلم ان مشاركتها مباشرتاً في الحرب لا يمكن ان تتجاوز اكثر من عدة شهور لسببين:
الاول: القدرات الردعية العسكرية للجيش واللجان الشعبية.
الثاني: الضربة الاقتصادية التي ستضرب الدول الاوروبية من خلال عدم الاستقرار في باب المندب.
فلهذا الولايات المتحدة الامريكية باتت ترصد التطورات والاحداث العسكرية في باب المندب حتى تستغل هذه الفرصة للتدخل المباشر، لكن الذكاء اليمني بعد 1000 يوم من العدوان لافشال هذه الخطة اربكت حسابات البيت الابيض وجعلتها بين مطرقة الفشل وسندان الادانات.
وفي الحقيقة الهجوم الامريكي لمناصات الرادار اليمنية بحجة استهداف المدمرة الأمريكية “ماسون”، وسفن أخرى كانت جزء من هذه المسرحية، ويبدو أن الولايات المتحدة وحلفائها يكافحون من أجل تقديم لتنفيذ هذه الخطة للسيطرة على منطقة باب المندب.
*النجم الثاقب