الخبر وما وراء الخبر

١٠٠٠ يوم من الفشل لوسائل الإعلام المعادية

67

بقلم / مـاجـد السياغي ..

كانت الحرب الإعلامية ولا زالت حاضرة بقوة في أجندة دول تحالف العدوان السعودي الإمريكي على اليمن ، كيف لا وهي تحارب بقوتين متوازيتين
ترسانة الأسلحة المتطورة والتكنولوجيا العسكرية ومنظومة متكاملة من الوسائل والتقنيات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة ناهيك عن الجيوش الإلكترونية في منصات مواقع التواصل الإجتماعي .

وفي ظل معرفتنا بما تمتلكه دول تحالف العدوان من إمكانيات اعلامية سُخرت لها الأموال الطائلة كيف أدار العدو حربه الإعلامية وكيف تعاطى معها الإعلام الوطني المناهض ؟

فبعد ان استهدفت دول تحالف العدوان المؤسسات الإعلامية الوطنية وحاولت تعطيل البث الفضائي للقنوات المناهضة واستنساخها بما في ذلك المواقع الإخبارية وحجب الكثير منها ، قامت غرفة عمليات العدو الإعلامية بضخ المعلومات والأخبار والأراء بشكل أحادي مستخدمة كل نظريات الإعلام المتكئة على الكذب والتضليل وشتى انواع الحرب الكلامية والصورية .

فلعبت بورقة التحريض المذهبي والمناطقي بما يتناسب مع اهداف العدوان المعلنة الا ان ذلك لن يكتب له النجاح فالوعي الجماهيري الذي ترجمته المسيرات الجماهيرية الحاشدة واللقاءات القبلية ومختلف الفعاليات والأنشطة التي نشرها الإعلام المحلي من مختلف المحافظات أسقطت هذه الورقة

واستمرت وسائل الإعلام المعادية في نشر سرديتها من خلال محاولة تكريس مفاهيم ومصطلحات زائفة كالجيش الوطني والمقاومة والبستها ثوب الشرعية التي اسقطته عن المقاومة الفعلية ، وأضفت على هذه المسميات انتصارات وهمية لا وجود لها ، فيما الإعلام الحربي يوثق من أرض المعركة حالات الهزائم المتكررة لتوليفة من المرتزقة وشذاذ الآفاق ، ويوفر المعلومة الصحيحة عن سير المعارك في مختلف الجبهات وخاصة ميادين ماوراء الحدود التي تنسف فيها الأبراج وتحرق الأبرامز وتدمر الميركافا على أيادي ابطال الجيش واللجان الشعبية ، اما الجنود السعوديون فلا يرى سوى ظهورهم كما حدثتنا المشاهد والصور المنشورة في وسائل اعلامية مؤثرة في اتجاهات الرأي العالمي .

وتابعت فرض فرص التضليل والحرب النفسية يوم أعلنت هذه الوسائل عن تدمير كل القدرات العسكرية ليأتي الإعلام الوطني بمشاهد عن إنجازات جديدة للقوة الصاروخية وينشر لحظات إطلاقها وهي متجهة صوب عمق العدو وفي عاصمته ، ناهيك عن الإنجازات العسكرية الأخرى .

اما الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني ومقدراته على امتداد الأراضي اليمنية لن تسطيع وسائل اعلام العدو إخفائها او التعتيم عنها حتى لو اشترت الصمت الدولي حيالها، فكل الجرائم بحق وداعة الطفل وظرف الشباب وحكمة الكهل وطالت مقدرات ومكتسبات الوطن يتم توثيقها من قبل الإعلام بكل تفرعاته والمهتمين بهذا الشأن ونشرها للرأي العام حتى ولو كانت مؤلمة .

وبعد انحراف الأهداف الإعلامية المرسومة كان لا بد ان تضفي وسائل الإعلام المعادية البعد الإنساني على جرائمها فأطلقت مصطلح “اعادة الأمل” بدلاً عن عاصفة الحزم وترافق هذا مع حزمة من المساعدات المجوفة لبعض المناطق الجنوبية المحتلة في الوقت الذي يشتد فيه الحصار البري والبحري والجوي على الشعب اليمني ، الا ان الإعلام الوطني المناهض كان حاضراً ولازال يكتب في الصحف وينشر التقارير التلفزيونية المصورة ويشارك الجميع عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن تداعيات الحصار المفروض على كل مقومات الحياة جميعها صنعت رأياً حقيقياً مغايراً عكس ما تنطق به الوسائل المعادية .

وبعد ان عجزت دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي عن تحقيق أهدافها ومخططاتها وما قابلة من فشل في ادارة الحرب الإعلامية لجأت الى النيل من تماسك الجبهة الداخلية ووحدة النسيج الإجتماعي باشكالٍ وقوالب متعددة الا ان ذلك بعيد المنال وهو ما أكدته المواقف والأحداث .
فبعد مرور ١٠٠٠ يوم من العدوان الكوني على اليمن بكل ما يحمله من قدرات عسكرية وإعلامية
وحصار جائر يظل هذا التطور العسكري عاجزاً عن تحقيق أهدافه وأكثر عجزاً امام بسالة أبطالنا من الجيش واللجان الشعبية وصمود الملايين الأحرار ، اما إمكانيات العدو الإعلامية المادية منها والبشرية فقد فشلت فشلاً ذريعاً امام مصداقية اعلامنا المناهض الذي يتجاوز بمداه الفواصل الزمنية والحواجز المكانية ، ولعل ما نقرأه اليوم في الصحف والمواقع الإخبارية العالمية وما نشاهده في القنوات الفضائية على اختلاف لغاتها عن فشل الإدارة المتحكمة بالعدوان وإخفاقاتها المتتالية وجرائمها المستمرة ليس الإ دليلاً قاطعاً للشك مانعاً للريب ان هذا الشعب عصي عن الإنكسار وان من شروط الحقيقة ان تعرف دائماً فالمعتدي لا ولن ينتصر في ظلمه وضلالته وتضليله …