الخبر وما وراء الخبر

كيف يقراء اليمني المواقف والتصريحات الغربية المتقلبة تجاه العدوان المستمر على وطنه ؟

116

حامد البخيتي

بداية ان اردت ان  نعرف كيف ينظر اليمنيون الى العدوان المستمر عليهم ، عن سببه ومسبباته،

1- بعد نجاح ثورة 21 سبتمبر الشعبية في اليمن والتي كانت نتيجة لتحرك شعبي واسع بوعي وحكمة يمانية تسعى للقضاء على الفساد وادواته التي كانت في وعي اليمني مشروع امريكي يسعى للحفاظ عليه من اجل ان يكون اداة لتغذية الصراعات الداخلية ولا يتحقق للشعب اي تنمية حقيقية يستفيد منها ، لان الصراع الداخلي الذي انتجه الفساد والمفسدين سيحقق لامريكا رغبتها في الاستفادة من موقع اليمن الاستراتيجي وثرواته التي لا ينظر اليها الشعب بسبب دائرة الصراع الداخلي المغلقة والتي وضعتها لهم على يد اؤلئك الذين اسقطتهم ثورة الشعب في 21 سبتمبر
2- يتذكر اليمنيون جيدا التصريحات الاسرائيلية التي جاءت عقب ثورة 21 سبتمبر _ ومن عدة شخصيات اسرائيلية_ عن تخوفهم من الثورة الشعبية التحررية في اليمن ويعتبرون تلك التصريحات السبب الحقيقي للعدوان والتي يقراها اهل اليمن بوعيهم انها تعني ان تبقى الوصاية السعودية الامريكية مفروضة على الشعب  اليمني الثائر  عن طريق عملائهم بما يمنع اليمنيين من الاستفادة من خيرات بلادهم ويغرقهم في مستنقع الصراعات الداخلية و سيطرة الفاسدين والعملاء على القرار وهو ما عبروا عن رفضهم له بخروهم الواسع في الثورة الشعبية في 21 سبتمبر
3- يتذكر اليمنيون بان العدوان بداء عندما كانت القوى السياسية ستصل الى حل للازمة السياسية عبر مفاوضات براعية الامم المتحدة ومبعوثها السابق جمال بن عمر ، ليعزز ذلك لدى اليمنيين قناعة بان الهدف من العدوان كان منع وصول اليمنيون الى حل سياسي يضمن لهم دولة ذات سيادة وبدون وصاية خارجية يستفيد كل الشعب من خيرات وطنهم وثرواته الطبيعية.
مما سبق ، ومع استمرار العدوان السعودي الامريكي الاجرامي الرامي _ في نظر اليمنيين _ لفرض الوصاية المرفوضة شعبيا، لن يتوقف هذا العدوان طالما لم يحقق فرض وصايتهم على اليمن وابناءه ولذا فان قراءة اليمنيين لتصريحات الدول الغربية المتناقضة والمتقلبة تجاه هذا العدوان واستمراره ماهي الا محاولات من قبل تلك الانظمة لتشويه الحقائق امام شعوبها اولا نتيجة للجرائم البشعة التي ترتكب في اليمن بشكل يومي وتشتيت وتظليل الشعوب العربية عن هدفهم الحقيقي من العدوان على اليمن .
وما يعزز لدى اليمنيين قانعة بان تلك الانظمة وما يصدر عنها ما هي الا تصريحات مضلله ليست جادة وصادقة لانها لم تتحدث عن الحصار ولا تكترث لجرائم بشعة ترتكب في حق شعب يريد ان يبني وطنه ويستفيد من خيراته ويمنع التدخل الخارجي من فرض وصايتهم عليه بالرغم انها تظهر في نظر المتابع او المطلع انها تريد حل للازمة اليمنية ووقف الحرب ايجابية .
كما ان اهل اليمن ينظرون الى الامم المتحدة ومؤسساتها الانسانية ومبعوثها وما يصدر عنهم من مواقف وتصريحات لا تتحدث عن الانسان اليمني الذي يقتل بشكل يومي ويرمى عليه اسلحة محرمة ولا عن الحصار المفروض وانعدام الدواء والغذاء والاستشفاء لشعب قوامه 25 مليون ما هي الى تظليل للشعوب وتشويشها وتمييع مواقفها وتغذية لصمتها ازاء شعب يتعرض لحرب ابادة مستمرة بدون وجه حق وتحت غطاء اعلامي كبير يضلل الشعوب ويشوه الحقائق يامن اهل اليمن انها ليست لصالح اليمنيين في شئ .
مماسبق ينظر اليمنيين الثائرين بان تلك التصريحات لاتعنيهم وان دول العدوان لن توقف عدوانها طالما بقي اليمنيين محافظين على موقفهم من سيادة وطنهم ورفض الوصاية الخارجية مهما كانت التضحيات
وهذا يوجب على من يريد ان يتعرف على الصمود والثبات اليمني ان يطلع عن قرب ويسمع من اليمني  ولا يبني مواقفه وتوقعاته من ما يسمع من دول العدوان ووسائل الاعلام التي تتبنى مواقع المعتدين على اليمن حتى لا يتفاجئ بان هناك شعب لن ينكسر او يذل او يركع او يقبل ان يستعبد او تفرض عليه وصاية السعودية الامريكية مهما كانت التضحيات مستعينا بالله وبتاريخه الايماني النابع من تلك الحكمة اليمانية.