الخبر وما وراء الخبر

النظام السعودي يستثمر خلافات مرتزقة الرياض المتصاعدة

118

إبراهيم السراجي

تقول دول العدوان أنها شنت الحرب على اليمن بطلب وجهه الرئيس الفار عبدربه منصور هادي وأصبحت هذه الذريعة عنواناً لارتكاب كل الجرائم بحق الشعب اليمني وعلى عكس المنطق صرفت دول العدوان عشرات المليارات بل تصل إلى مئات المليارات بصفقات الأسلحة التي ابرمتها السعودية منذ عدوانها او بخسائرها المالية جراء تدمير طائراتها ودباباتها وبارجاتها فهل كانت كل تلك الخسائر فعلا بسبب طلب قدمه هادي للسعودية وتحالفها؟

وللإجابة على هذا السؤال نعود لما قالته الأمم المتحدة التي حددت أنها تحتاج إلى مليار ونصف المليار دولار من لإنجاح جهود الإغاثة في اليمن ولكنها أعلنت انها لمم تتمكن من جمع المبلغ كاملا من المانحين وان ما توفر من ذلك ما يزال اقل من نصف مليار دولار فقط فهل يصبح منطقياً أن تلبي السعودية طلب هادي بالتدخل العسكري وتخسر مئات المليارات من أجل ذلك ثم تعجز هي والدول المانحة عن جمع مليار ونصف دولار من اجل اصلاح القليل مما دمرته الحرب؟

كان ذلك مجرد صورة من الصور التي تكشف حقيقة العدوان على اليمن وتسقط الذرائع التي سوقتها دول العدوان أمام العالم وأيضا تكشف حقيقة العلاقة بين النظام السعودية ومرتزقتها المقيمين في الرياض والتي تتضح معالمها بأنها قائمة على مصلحة النظام السعودي التي تتحقق بتدمير اليمن وشق صفوف المرتزقة نفسهم ليصبحوا جاهزين ومهيئين لابتزازها لأن من عكس مصلحة الرياض الا يكون هناك خلاف بين هادي وبحاح وخلاف بين بحاح ووزرائه.

يستطيع النظام السعودي أن يزيل كل الخلافات القائمة بين مرتزقته المقيمين في الرياض ولكن ذلك النظام يخشى من وحدة صفوف أي طرف من الأطراف ولو كانوا تابعين له ولذلك هو من صنع تلك الخلافات التي تؤكد أن هادي وبحاح لا يملكان القرار بشأن الحل السياسي في اليمن ولكنهما يملكان قرار تصعيد الخلافات بينهما.

بينما يفترض أن الأمم المتحدة تقود جهودا للحل السياسي في اليمن فيما قوى الرياض التابعة للنظام السعودي منشغلة بالصراع البيني وسباق الطموحات فيما بينها والتي أصبحت جزء من يوميات وسائل اعلام العدوان والاعلام الدولي.

يعد رياض ياسين أحد الشخصيات المقربة من هادي وأحد أهم أسباب الخلاف القائم بين هادي وبحاح فمؤخراً سربت وسائل إعلامية وثيقة صادرة عن بحاح تلغي كل القرارات التي اتخذها ياسين في وزارة خارجية هادي.

وتضمنت الوثيقة تعميما من بحاح وجهه لديوان عام وزارة خارجية هادي وبعثاته الدبلوماسية تفيد بإلغاء جميع القرارات والتعيينات والترقيات التي أقرها من وصفه بالقائم بأعمال وزير الخارجية رياض ياسين.

ولأن بحاح يحسب على سلطة الاحتلال الإماراتي فقد تسببت الوثيقة بهجوم شرس عليه وجهته وسائل إعلام الإصلاح وهادي وصلت إلى حد التلميح بقرار إقالته من رئاسة حكومة هادي وتعيين خصمه اللدود رياض ياسين خلفاً له.

وبحسب المعلومات قام بحاح بطرد رياض ياسين من أحد الاجتماعات قبل أيام في الرياض وعلى إثرها اتخذ هادي قرار بإقالة بحاح من منصبه حيث تشير تلك المعلومات أن الخلاف بين هادي نفسه وبحاح تصاعدت على خلفية طموح الثاني بإزاحة الثاني وهو ما يشعر به هادي على أنه خطر قائم عليه إذا تم التوصل لاتفاق سياسي حول الأزمة في اليمن.

لم تتوقف اتهامات وسائل الإعلام التابعة للإصلاح عند ذلك الحد ولأن لدى حزب الإصلاح رغبة وطموح بإزاحة بحاح من منصبه باعتباره ممثلا لتيار الإمارات فقد أسهبت تلك الوسائل في توجيه الاتهامات له بل وصلت إلى حد القول بارتباطه بأنصار الله وكذلك بعض وزراء حكومته والعاملين لدى السلك الدبلوماسي.

هذه التهمة أصبحت سلاحا روتينياً يستخدمه الإصلاح في مواجهة خصومه وخاصة الحراك الجنوبي الذي بين الحين والأخر يواجه حملات إعلامية شرسة تتهمه بالتبعية لإيران في محاولة من قبل الإصلاح لتقديم أوراقه للإمارات كونه غير مرغوب به لدى سلطات الاحتلال الإماراتية.

وبحسب أهواء الإصلاح فقد سربت وسائل إعلامه ضمن حملتها المعلنة ضد بحاح أنباء عن إقالته من منصبه وفيما تقول بعض تلك التسريبات انه يجري الاعداد لتعيين رياض ياسين خلفاً وأنباء أخرى تقول أنه سيتم تعيين ابوبكر العطاس.

ويقول مراقبون أن النظام السعودي هو من يدير تلك الخلافات وعمد إلى تأجيجها مؤخراً بالتزامن مع الدعوات لمحادثات الحل السياسي كما يرون أن الخلافات بحد ذاتها تمكن النظام السعودي من استثمارها واستغلال تفكيك جبهة قوى الرياض بتأجيج خلافاتها البينة وتعزيز تبعيتها له.