الخبر وما وراء الخبر

أمريكا بعد “بركان والكروز المجنح” تدعوا لوقف الحرب…هل تملك السعودية بدائل أخرى بعد خسارة عفاش ومليشياته؟

63

بعد مضي ما يقارب 1000 يوم من العدوان االسعودي الامريكي على اليمن منذ مارس 2015، وبعد ان خسرت اخر ورقة التي كانت تراهن عليها لاحتلال صنعاء واركاع ارادة الشعب اليمني في 4 ديسمبر 2017 والتي ادت الى مصرع زعيم مليشيات الخيانة “علي عبدالله صالح”، تسعى ان تخرج حليفتها السعودية من المستنقع اليمني.

بعد ان شهدت القوة الصاروخية اليمنية تطوراً نوعياً في صناعات الصواريخ الباليستية البعيدة المدى، والتي اثارت مخاوف التحالف بصورة هستيرية خصوصا بعد استهداف الرياض والبوظبي بصاروخين مختلفين تماما واحد من نوع الكروز المجنح والاخر من نوع بركان 2، اعلنت الولايات المتحدة باستأناف المفاوضات لاحلال السلام في اليمن.

حيث صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، بأن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء تزايد العنف في اليمن، وتدعو جميع الأطراف المتنازعة للجلوس على طاولة المفاوضات، لكن السؤال هنا، اي عنف تتكلم عنه؟ هل ترى الامم المتحدة قتل الاطفال والنساء والعزل عنف؟ اذا لماذا تعقد صفقات بمليارات الدولارات لمملكة الرمال؟

ويرى المراقبون، ان الولايات المتحدة الامريكية بعد ان رفضت تحقيق السلام في اليمن والتجأت الى الحل العسكري، لكن اليوم عرفت، باستمرار الحرب سوف تخسر جميع عواصمها ومصالحها في المنطقة، وان القوة الصاروخية تستطيع ان ترتهن عليه.

وبحسب اعترافات بعض السياسيين في البيت الابيض، ان الولايات المتحدة الامريكية شريكة أساسية للسعودية في مجال الأمن وتزودها بالسلاح، وكما ان السعودية طرفا في الحرب على اليمن بالتبع ان امريكا ايضا طرفا في هذا العدوان.

وتشير التقارير العسكرية ان السعودية عجزت عن ادارة الحرب في اليمن، وان الحرب اطاحت بالاقتصاد السعودي وأن الحرب تعتبر مكلفة بالنسبة للسعوديين. وبحسب اخر دراسة جديدة لجامعة هارفرد، قد تكون كلفة الحرب في اليمن 200 مليون دولار في اليوم على السعودية.

كما ان استمرار الحرب والحصار البري والبحري والجوي على اليمن يأتي في الوقت الذي يعاني فيه اليمن من أكبر كارثة إنسانية في تاريخه، حيث أصيب ما يقارب مليون مواطن بوباء “الكوليرا”، وإن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم بسب الاطماع الامريكية الاسرائيلية السعودية.

وكما يرى الساسة الأمريكيون أنه مع وصول الحرب في اليمن إلى طريق مسدود، فإن جهود السعودية نحو المزيد من العنف والحرب الجوية لن تؤدي إلا إلى دعم وتنمية الإرهاب، وكذا تساهم في المزيد من عدم الاستقرار في منطقة الخليج بأكملها.

ووفقًا لحقوقيين أمريكيين فإن استمرار الولايات المتحدة في تقديم الدعم للتحالف يُعد خرقًا للقانون الأمريكي، لذا فمن المتوقع أن يمارس المزيد من أعضاء الكونجرس ضغطًا على سياسة الإدارة الأمريكية تجاه السعودية. ولكن إلى متى ستتحمل السعودية الضغط الأمريكي المتواصل؟ وهل تملك بدائل أخرى بعد خسارة علي عبدالله صالح ومليشياته؟

*النجم الثاقب