الخبر وما وراء الخبر

“جنــة عدْن” .. وجحيم الإرهاب

90

بعد انتهاء المعارك، أصبحت عدن والمحافظات الجنوبية تحت السيطرة السعودية والإماراتية، من دون أن يمثّل الجيش واللجان الشعبية أي خطر عليهما، في ظلّ غياب جبهات حقيقية في الجنوب. هذا هو الواقع جعل سقف التوقعات يصل إلى حدود أن تتحول عدن – بالمال الخليجي والإدارة الخليجية- إلى “جنة عدْن”.

صحيفة الأخبار اللبنانية تناولت القضية في تقرير نشرته مؤخرا، أشار إلى أنه و”بحسب القانون الدولي، تتحمل الدول المحتلة مسؤولية إدراة البلد المحتل، على المستوى القانوني والانساني والخدماتي والانتظام العام في المناطق الخاضعة لها، وتفرض الأحكام الدولية على الدولة المحتلة مسؤولية شاملة عن أمن ورفاهية المواطنين الذين يعيشون داخل المنطقة الواقعة تحت الاحتلال.”

وأضاف التقرير إنه أثناء الحرب: ” توالت الوعود على الجنوبيين من كل المسؤولين السعوديين والخليجيين المعنيين، بأن تعاون الجنوبيين مع العدوان سوف يسهّل عملية إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية والبشرية.”

واستدرك: “لكن سلطات الاحتلال الخليجي نكثت بوعودها بعد السيطرة على عدن، وأصبحت تتلطى خلف ما يسمى «شرعية» عبد ربه هادي ، لتسيطر اليوم على عدن عصابات الجريمة المنظمة، والفصائل السلفية والتكفيرية،(القاعدة وداعش)  في ظلّ غياب شبه تام للخدمات الحياتية من صحة وكهرباء ومياه وصرف صحي وغيرها، كما أن رواتب الموظفين في المؤسسات العامة مقطوعة منذ شهور، والأهم من كل ذلك الغياب التام للأمن، حيث باتت الجرائم الجنائية والسياسية وتصفية الحسابات بين الفصائل هي السائدة في المدينة.”

وفي هذا الإطار، أفاد قيادي في الحراك الجنوبي ان “مليشيات هادي والإصلاح، تتعمد تسهيل عمل الجماعات التكفيرية وعصابات النهب والسلب، تاركةً عدن لهذه الجماعات لتدخلها في الفوضى الدائرة.

مضيفاً أن :” أهل عدن والجنوب عموماً شعروا بالإهانة من استقدام قوات أجنبية لبسط الأمن في مناطقهم، فيما يتمتع شباب المقاومة بكفاءة عسكرية وأمنية وحسّ وطني، كما لا تنقصهم التجربة والخبرة، ولكن الجنوب تعاقبه السعودية بسبب عدم انخراط الجنوبيين مع التحالف في قتال الشماليين من جهة، ومن جهة ثانية تعمل السعودية على إبقاء الوضع على ما هو عليه لإبقاء الجنوب ضعيفاً حتى لا يتفرغ للمطالبة بحقوقه المشروعة في تقرير المصير”.

وعندما عادت حكومة خالد بحاح إلى عدن، لم تجد مكاناً تبسط عليه سيطرتها، في ظلّ سيطرة القاعدة وداعش، سوى فندق «القصر» ومقر القيادة الإماراتية في منطقة البريقة، وبالتحديد قصر فريد بن صالح العولقي، ومقرّ العمليات القريب من البريقة على اعتبار أنها أماكن آمنة.

العدنيون سخروا من هذه العودة، قائلين إن الوزراء في حكومة بحاح «لم يكن لهم عمل سوى تفقد محطة الكهرباء الغازية القريبة من فندق القصر». وحتى بهذا الشأن، وعدوا بتحسين إنتاج المحطة بكامل قدرتها التشغيلية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

ثم وقعت التفجيرات التي تبناها تنظيم «داعش» في مقرّ بحاح والمقار الإماراتية، ليتبين أن لا وجود لأي مكان آمن في عدن أو في غيرها؛ ما دفع بحاح إلى المغادرة باتجاه الرياض، فيما لا توجد خطط لعودته حتى الآن.

وبيت القصيد في كل ما يحدث في عدن اليوم، خصوصا بعد توالي الجرائم الإرهابية يومي الاثنين والثلاثاء، رغم وعود المحافظ، أن “جنة عدن” صارت جحيما!!

*حصاد اليوم