الخبر وما وراء الخبر

الرئيس الصماد يوجه خطابا بمناسبة اليوبيل الذهبي لعيد الإستقلال الـ 30 من نوفمبر

40

وجه الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى مساء اليوم خطابا بمناسبة اليوبيل الذهبي لعيد الإستقلال الـ 30 من نوفمبر المجيد.

وهنأ الرئيس الصماد الشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية لرحيل آخر جندي بريطاني من على تراب الوطن .. معتبرا أنها فرصة لتذكر الفوارق وموازين القوى غير الطبيعية التي عملت القوى الوطنية والمناضلين الأوائل وخاصةً في المحافظات الجنوبية تحتها في مقارعة الاحتلال البريطاني ومواجهته بكافة الطرق والأساليب، وأبسط الإمكانيات.

وقال ” فأشرقت من سواعد الأبطال الأحرار الشرفاء الصادقين المؤمنين شمس الحرية اليمنية، وغربت شمس الإحتلال البريطاني وإلى الأبد”.

وأضاف ” وها هي الصورة تتكرر، والطغيان وسُعار الهيمنة الغربية المكسورة، يريد أن يعيد الكرة، ويكبت كل محاولة حقيقية للاستقلال والحرية، وأن يستمر في سلب الشعب اليمني النجاح في استثمار تحولاته السياسية والنضالية، وهذه المرة عبر أدواته وقواه التي زرعها في المنطقة” .

وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن الشعب اليمني الذي كسر كل معادلات الطغيان وأسهم بفعالية في غروب شمس إمبراطوريات، جيلاً بعد جيل، متسلحاً بالإيمانِ والصبرِ والثبات، لحريٌ به النصر والمؤازرة من كل القوى.

وحمل العدوان السعودي الأمريكي المسؤولية الكاملة عن الحصار والإستهداف الاقتصادي للشعب اليمني .. وقال “نعاهد شعبنا العزيز على المضي قدماً حتى يتحقق النصر أوفياء لتضحياته وصبره، وأوفياء لنضالات شعبنا وأبطال التحرير والاستقلال الأوائل، حتى يتحقق حلمهم باليمن الحر، وكامل الاستقلال وأن نلاحق المعتدين وجرائمهم بحق الشعب اليمني حتى تتحقق العدالة والسعي دون كلل لتحقيق السلام العادل والشامل سلام المنتصرين والشجعان”.

ودعا الرئيس الصماد المجتمع الدولي ومنظماته، وقوى الخير والسلام، إلى رفع الحصار عن اليمن، والوقوف ضد السياسية الأمريكية البريطانية، التي تهدف إلى تركيع اليمن وشعبه .. مؤكدا أن اليمن وشعبه كان وسيظل مجتمع المحبة والسلام والقبول بالآخر، ووطن التنوع والثقافة والحضارة الأصيلة القائمة على التكامل والتعاون والتشارك في الخير والسلام.

ولفت إلى أنه من محاسن التوازي التاريخي أن تتوافق ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله الصلاة والسلام، مع عيد الإستقلال الـ 30 من نوفمبر بعد بطولات وتضحيات خالدة، قدمها الشعب اليمني لطرد المحتل البريطاني الذي تتجسد اليوم أساليبه وأدواته وبغيه في مواجهة الشعب اليمني المصر على نيل حريته واستقلاله الكامل والتام والناجز.

كما دعا رئيس المجلس السياسي الأعلى أبناء الشعب اليمني إلى إستمرار الصمود والثبات وروح التحدي والإيمان التي يستقي منها الجميع روح المقاومة اليوم.

فيما يلي نص الخطاب :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين .. أبناء شعبنا اليمني الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد،،،

شعبنا اليمني: العزيز، الصامد، الحر الأبي، القوي المتماسك في الداخل والخارج، وفي المحافظات الصامدة – وهي معلنة في سابقة إجرامية دولية مناطق عمليات عسكرية مفتوحة لتحالف العدوان السعودي الأمريكي منذ ثلاث سنوات- وفي كل اليمن الحر المحاصر والمستهدف، لا لشيء إلاّ لأنه يتوق للحرية والاستقلال والكرامة والتطور الذي يستحقه، ولأنه واجه ويواجه قوى الشر والاستكبار العالمي الذي لا يريد له ولشعبه إلا أن يكون في وضع التخلف، والتبعية، والحرمان، وتحت هيمنة الوكلاء والأدوات المرتهنة، وفي مقدمتها “مملكة آل سعود” و “الكيان الإماراتي” ومن في فلكهم.. نرفع إليكم جميعًا إخوة وأخوات أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني لرحيل آخر جندي من جنود الاحتلال البريطاني البغيض من على تراب الوطن.

وهي فرصة لنتذكر جميعاً الفوارق الجوهرية وموازين القوى غير الطبيعية التي عملت القوى الوطنية والمناضلين الأوائل – وخاصةً في المحافظات الجنوبية- تحتها في مقارعة الاحتلال البريطاني ومواجهته بكافة الطرق والأساليب، وأبسط الإمكانيات وبدون دعم من أحد، وفي ظل صمت دولي على بشاعة الاحتلال البريطاني الانتهازي الذي كان حينها يمثل الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس.

فأشرقت من سواعد الأبطال الأحرار الشرفاء البسطاء الصادقين المؤمنين شمس الحرية اليمنية، وغربت شمس  “الاحتلال البريطاني” وإلى الأبد، وتمكنت “البندقية” البدائية من قهر “البوارج” و”الطائرات” و”القوات الملكية البريطانية” ومرتزقتها المجلوبين حينها من أصقاع الأرض لقمع الحرية اليمنية والاستقلال الذي أراده أبناء اليمن، وحصلوا عليه بصبرهم وصمودهم .

وها هي الصورة تتكرر، والطغيان وسُعار الهيمنة الغربية المكسورة، يريد أن يعيد الكرة، ويكبت كل محاولة حقيقية للاستقلال والحرية، وأن يستمر في سلب الشعب اليمني النجاح في استثمار تحولاته السياسية والنضالية، وهذه المرة عبر أدواته وقواه التي زرعها في المنطقة، كقواعد متقدمة لحماية مصالحه، وفي مقدمتها محاصرة الشعوب العربية والإسلامية، وتلك الدول التي تملك مقومات النهوض من الثروة البشرية والطبيعية التي حباها الله بها وعلى رأسها اليمن وشعبه العزيز.

الأخوة والأخوات المواطنين الكرام الأعزاء..

إن شعباً مثلكم، كسر كل معادلات الطغيان، وأسهم بفعالية في غروب شمس “إمبراطوريات” الطغيان، جيلاً بعد جيل، متسلحاً بالإيمانِ والصبرِ والثبات، وجاعلاً من أبسط الإمكانيات ما يُعجز أغنى الدول المعتدية وأقواها، لحريٌ به النصر والمؤازرة من الله وكل قوى الخير والسلام .. وهو ما يجعلنا على ثقةٍ مطلقة ونحن نسمع ونرى الآباء، والأمهات، والناجين، الخارجين من تحت الأنقاض يطلبون من الله النصر والثبات، تشع أرواحهم ثباتاً وعزة، وإخواننا وأبنائنا أبطال الجيش واللجان الشعبية يحققون الانتصارات غير المسبوقة في كل الجبهات.

إن ثقتنا بالنصر المؤزر بحول الله وقوته، وما أمد به هذا الشعب العظيم العزيز من قوة، وصبر، وثبات، وحكمة، وما ألهمَ شبابه ورجاله الأفذاذ من أفكار، ومكنهم من قدرات ليقتحموا في أصعب الظروف وأعقدها مجالات البحث العلمي والتصنيع والتطوير الحربي، وما يبشر به المستقبل من قدرات تضمن لليمن مكانته الطبيعية بين الأمم وتعيد له ألقه التاريخي.

أيها الإخوة والأخوات:

إن مصير العدوان اليوم هو ذات المصير الذي لقيه المحتل بالأمس القريب، بل وأسوأ؛ لأن الأهداف هي ذاتها لم تتغير، وإنما تغيرت الأدوات والأساليب.. فيما بقي الشعب اليمني الأصيل هو ذاته، القوي العزيز، مع تطور نوعي، أنه صار أكثر وعيا وتماسكًا وعائداً إلى هويته التي أراد المحتل وأدواته مسخها وتشويهها والعبث بها بكل الطرق والأساليب القبيحة، كما استهدف تاريخياً “الهوية العربية والإسلامية” ومؤخراً بصناعة نموذج “القاعدة” وداعش، والأنظمة الانهزامية والمصلحية والعميلة، التي تتبخر جميعها، ويبقى الأصلح والصحيح الذي يزيده الله تماسكاً وفلاحاً.

الإخوة والأخوات:

ها هو العدوان المتستر منذ عقود تحت الكثير من الشعارات، والمتسبب لشعبنا بالكثير من المشكلات وخاصة بعد تحقيق الوحدة اليمنية.. يعود بقوة لإستهداف الجبهة الداخلية والنسيج الاجتماعي اليمني عقب فشل مخططاته العدوانية، وفشل المرتزقة وأدواتها في الداخل من كسر المجتمع اليمني وتفتيته وتقسيمه شعبياً قبل تفتيته جغرافياً.. وهو ما يضعنا جميعاً أمام مسؤولية تاريخية مقدسة في الحفاظ على الوحدة المجتمعية، والتماسك والصمود، وترميم أي مشكلات حصلت أو تحصل نتيجة التحريض والدعاية التي يشنها العدوان والمعتدين على اليمن، ومواجهة تبعات الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الحرب الشاملة التي تشنها “أمريكا” و”إسرائيل” وتتزعمها “السعودية” و”الإمارات”.

لقد استخدم الأمريكي الورقة الاقتصادية في العدوان منذ وقتٍ مبكر ولوّح بها في وجه الوفد الوطني المفاوض للقبول بعودة الفار “هادي” إلى “صنعاء” أو الحصار واستهداف العملة الوطنية، ونقل “البنك المركزي” وهي كلها إجراءات تتم مثلها مثل الغارات الجوية على مساكننا ونسائنا وأطفالنا كي نستسلم.. وها أنتم شعبٌ عظيم يقول كلمته الفصل أن الاستسلام غير وارد وأنهم ينتظروا المستحيل، وها هو الوعي الوطني الكبير يدرك حقيقة المؤامرة الاقتصادية، والحصار والتجويع، واستهداف المقدرات والإمكانيات ووسائل عيش عامة الناس، واستهداف المرتبات.

ويزداد هذا المجتمع المؤمن ثباتاً وصلابةً، ويحقق معجزة في الصبر والتحدي، تجعله في مقدمة الشعوب التي يُراهن عليها لإحداث التغيير المنشود وفي زمن قياسي، وعلى كافة المستويات، وها هو يحقق الانتصارات في الجانب العسكري رغم الحصار والدمار الذي تقترفه قوى العدوان، وسيحقق في الغد القريب المعجزات الاقتصادية والتطوير الحقيقي والتام في كل شبرٍ من أرض الوطن المعطاء، الغني بسواعد أبنائه وبناته.

إننا وإذ نحمل “العدوان السعودي الأمريكي” المسؤولية الكاملة عن الحصار والاستهداف الاقتصادي للشعب اليمني..  نعاهد شعبنا العزيز على المضي قدماً حتى يتحقق النصر أوفياء لتضحياته وصبره، وأوفياء لنضالات شعبنا وأبطال التحرير والاستقلال الأوائل، حتى يتحقق حلمهم باليمن الحر، وكامل الاستقلال.. وأن نلاحق المعتدين وجرائمهم بحق الشعب اليمني حتى تتحقق العدالة.. والسعي دون كلل لتحقيق السلام العادل والشامل، سلام المنتصرين، سلام الشجعان، ولن ينحني اليمني برأسه بعد اليوم إلا لله سبحانه وتعالى في سجوده وركوعه.

وإننا إذ ندعو المجتمع الدولي ومنظماته، وقوى الخير والسلام، وكل من يعرف اليمن وشعبه العزيز، إلى رفع الحصار عن اليمن، والوقوف ضد السياسية الأمريكية البريطانية، التي تهدف إلى تركيع اليمن وشعبه بسلاح الجوع، وتهديد ما يزيد عن 27 مليون نسمة بالجوع والمجاعة.. لنؤكد أيضا أن اليمن وشعبه كما كانوا وسيظلون مجتمع المحبة والسلام والقبول بالآخر، ووطن التنوع والثقافة والحضارة الأصيلة القائمة على التكامل والتعاون والتشارك في الخير والسلام .. وأن الهجمة العدوانية والتشويه الذي طاله، والعدوان الذي يتعرض له، هو جزء من هذا العبث الذي تمارسه “أمريكا” و”بريطانيا” و”إسرائيل” في المنطقة، وكثير من بلدان العالم في إطار الصراع الذي خلقته لمعالجة مشاكلها الاقتصادية والسياسية، ومحاولة إعادة تشكيل العالم وفق أهوائها ومصالحها، وهو ما يتطلب المزيد من الوقوف الجاد أمام هذه النزعات التي اتضح مؤخراً تجاوز خطرها وارتداداتها منطقة الشرق الأوسط وآسيا.

الإخوة والأخوات المواطنين:

إن من محاسن التوازي التاريخي أن تتوافق ذكرى “المولد النبوي الشريف” على صاحبه وآله الصلاة والسلام، مع الذكرى السنوية “الخمسين” لرحيل آخر محتل انجليزي عن أرض وطننا اليمني الحبيب في المحافظات الجنوبية، بعد بطولات وتضحيات خالدة، قدمها الشعب اليمني لطرد المحتل البريطاني الذي تتجسد اليوم أساليبه وأدواته وبغيه في مواجهة الشعب اليمني المصر على نيل حريته واستقلاله الكامل والتام والناجز، عبر أدواته وكياناته في “الخليج” التي أنتجها قبل رحيله ومنحها استقلالاً وهمياً، والاستمرار في استخدامها لحماية مصالحه، وفي مقدمتها: عدم إتاحة الفرصة للشعوب والمنطقة في أن تأخذ وضعها الطبيعي، وتستثمر قدراتها وخيراتها، والثروة البشرية والثروات الطبيعية فيها، وأن تبقى فقط سوقًا لبريطانيا، وأمريكا، وإسرائيل وخاضعة لها، ومنها: اليمن وشعبه العزيز.

لقد مثل مولد نبي الإنسانية ورسول الحرية ثورة عظمى في الوسط التاريخي الإنساني الذي كان الطغيان قد حاصره من كل الجوانب، وقد بقيت هذه الثورة حية متجددة جيلاً بعد آخر، وقرناً بعد قرن؛ لأنها تستمد نهجها، وروحها، ومقوماتها، من القيم الطبيعية التي غرسها الله سبحانه وتعالى في نفوس الناس، وجعل الإنسان خليفة له في الأرض وفي صراع دائم مع الشيطان وشروره ومن أغواهم في طغيانه، وفي مقدمتهم: قوى الشر والطغيان والهيمنة، الساعية إلى قهر الإنسان والشعوب والأمم.. وهي منحة تاريخية اليوم لنجدد تأكيدنا على انتهاج طريق النضال والكفاح من أجل تحقيق الحرية والاستقلال التام، وتجاوز عقبات ومصاعب فُرضت علينا طوال عقودٍ خلت.

وأدعو كافة أبناء شعبنا العزيز في “الشمال” و”الجنوب” إلى استمرار الصمود والثبات وروح التحدي والإيمان التي نستقي منها جميعاً روح المقاومة اليوم، وقد تكشف أمام البعض ممن وقعوا فريسة التغرير والخداع، وأعمال الدعاية، وحملات الكراهية، كامل الحقيقة لما جرى ويجري، والمستقبل الذي تريد قوى الشر والاحتلال القديمة بأدواتها الجديدة، أن تفرضه على اليمن وشعبه العزيز.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى، والحرية التامة للأسرى الصابرين الصامدين.

وتحية لرجال الرجال الأوفياء، الصادقين مع الله، ووطنهم وشعبهم، المرابطين في كل جبهةٍ وموقع، المحققين للنصر الكبير للشعب اليمني الحر الأبي، وهي تحية موصولة للشعب اليمني الذي خرج منه هؤلاء الأبطال الأفذاذ بالأمس واليوم، ويخرج منه أيضاً الصبر الكبير، والصمود والثبات الذي يُبهر العالم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سبأ

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com