( نص + فيديو ) محاضرة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي – المولد النبوي الشريف 1439هـ – المحاضرة الرابعة
https://youtu.be/aJ-_wZr_Bpw
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمد عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات، شعبنا اليمن المسلم العزيز، أمتنا الإسلامية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حديثنا اليوم هو عن حقبة ما قبل البعثة وقبل مولد النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، عن الفترة الممتدة ما بين نبي الله عيسى عليه السلام آخر الأنبياء في بني إسرائيل، وآخر الأنبياء الذين وثق القرآن الكريم نبوتهم وحركتهم فيما قدمه عن الرسل والأنبياء ما قبل رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، إلى حين مولد النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، الفترة هذه التي امتدت على مدى أكثر من 500 عام في بعض التقديرات التاريخية، وشابها الكثير من الانحرافات والمتغيرات الكبيرة في المجتمع البشري تسمى حسب التوصيف القرآني والتسمية القرآنية بالجاهلية، ومدلول ومفهوم هذا التعبير، الجاهلية، لا يعني فقط الأمة التي، أو الأجيال أو الناس الذين لا يقرأون ولا يكتبون، الجهل المتعلق بالأمية في القراءة والكتابة، لأن كثيرا من الدول والكيانات آنذاك لم تكن تعاني من أمية القراءة والكتابة، مجرد القراءة والكتابة، هذه حالة ربما طغت في الواقع العربي آنذاك، أن كانت نسبة القُراء والكتاب من العرب نسبة ضئيلة جدا ولكن هناك مثلا الروم الفرس، كيانات أخرى، كانت تنتشر فيها ظاهرة القراءة والكتابة والتأليف، ومع ذلك كانت محسوبة ضمن الجاهلية وضمن العهد الجاهلي، الجاهلية لها مدلول من المهم استيعابه ومن المهم التركيز عليه، الجاهلية هي تعني حالة الانفلات التي سادت في أوساط البشر فتجردت فيها عن الضوابط الشرعية والأخلاقية وأصبحت متبعة للأهواء والتوجه الغريزي بدون أي ضوابط شرعية ولا أخلاقية ولا أي التزام بتعليمات الله سبحانه وتعإلى إلا في حالات محدودة جدا، لا تترك أثرها الظاهر والجلي في حياة الناس، الإنسان في واقعه السلوكي والعملي هو إما أن يكون إنسانا ملتزما يضبط ويحكم تصرفاته توجهاته أعماله تحركاته، مواقفه بالضوابط الأخلاقية وتحت السقف الأخلاقي وله صلة وارتباط بنهج الله سبحانه وتعإلى وأنبياء الله سبحانه وتعإلى، وإما أن يكون إنسانا منفلتا لا ضوابط لديه ولا التزام لديه، ينجر وراء رغبات نفسه وغرائزه بالمقدار الذي يستطيع ويتمكن، لا يرده فيما قد يرده عن بعض التصرفات وبعض الأشياء إلا العجز، كذلك نظرة الإنسان، لأن الإنسان إما في واقعه العملي والسلوكي وإما في تصوراته للأمور للأشياء، في فكره والفكر مرتبط ارتباطا وثيقا بالحالة العملية للإنسان، أفكاره تصوراته، قناعاته، هي الحاكمة على تصرفاته وتوجهاته ومواقفه، الجاهلية تعني حالة الانفلات وحالة الابتعاد عن نهج الله سبحانه وتعإلى عن نوره، لذلك كانت فعلا عصرا ظلاميا بكل ما تعنيه الكلمة، فالتصورات والاعتقادات والأفكار، ثم ما ابتنى عليها من تصرفات وسلوكيات وعادات وتقاليد ومواقف إلى آخره كانت ظلامية، كانت باطلة، كانت جهالة، بعيدا عن مقتضى الفطرة، وبعيدا عن الحق وبعيدا عن الحقيقة، وهذه الحالة، الحالة الانحرافية هي توصف بالجهالة، توصف بالجهالة، يعني يمكن أن يكون الإنسان مثلا في عصرنا هذا، يمكن أن يكون جامعيا، يمكن أن يكون بروفسورا، يمكن أن يكون معلما، يمكن أن يكون على مستوى عال من القراءة على مستوى عال من الكتابة والاطلاع على مقروءات وكتب ونحو ذلك، ولكنه في سلوكه، في انحرافه السلوكي جاهل، يتعامل بجهالة، نبي الله لوط قال لقومه، قال عليه السلام لقومه: (بل أنتم قوم تجهلون) وصف حالتهم الانحرافية بالجهالة، القرآن الكريم أيضا وصف حالة المعصية لله بالجهالة أيضا، (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة) جهالة يعني بعدا عن مقتضى الفطرة، عن مقتضى الحكمة عن مقتضى العدل، عن مقتضى الإنصاف، عن مقتضى الحكمة والمنطق حسب تعبيرنا السائد، عن مقتضى العقل، عن مقتضى ما تقتضيه الفطرة ويقتضيها التعليمات الإلهية التي فطر الله الناس على تقديسها وعلى الاعتراف بها، وعلى الاحتكاك عليها في المدح والذم والثواب والعقاب، فهذه الحالة من الجهالة، هذه الحالة من الانفلات كانت هي الحالة السائدة بالرغم من وجود كيانات بشكل دول، من وجود الكثير من الشخصيات التي لها ثقلها في المجتمع ينظر إليها في المجتمع إلى أنها ذات مستوى عال من التفكير، من السياسة من الحنكة السياسية، من الإدراك من الفهم، لها وزنها إما بالنظر إليها كشخصيات علمية، وبالذات في العلوم الشرعية، في العلوم الدينية من أخبار أهل الكتاب، علمائهم، علماء الدين لديهم، أو حتى في الوسط العربي مثلا،
شخصيات تعرف بأنها ذات وزن بناء على إدراكها فهما، نضجها، يعني مثل ما يوجد مثلا في زمننا هذا الكثير من الشخصيات التي تنشط في المجتمع ولها وزنها الاجتماعي باعتبارها شخصيات وازنة ذات نضج معرفي، ذات نضج تفكيري، ذات نضج في القرار والموقف والسلوك، يعود الناس إليها يرتبط بها الكثير من الجماهير لأنها ذات حكمة، ذات رشد، ذات قرارات صائبة، ذات أفكار متزنة، ذات تصورات صحيحة، هناك كثير يعني اليوم، ترى الكثير من الشخصيات التي يرتبط بها جماهير واسعة، ولها كياناتها ولها أطرها التي تجمع أصحابها ويرتبط بها على ضوئها جمهورها الواسع من الناس، يطمئنون إلى قراراتها، يطمئنون إلى مواقفها يطمئنون إلى أفكارها، يطمئنون على تصوراتها، فكان يوجد في أوساط المجتمع من يرى فيهم المجتمع عقلاء، ويرى فيهم المجتمع قادة، ويرى فيهم المجتمع أصحاب قرارات صائبة وقرارات سديدة وغير ذلك، هؤلاء كانوا موجودين في المجتمع، السياسيون ومن كل فئات المجتمع موجودون في أوساط المجتمع، وموجود معهم كل تلك الظلمات، كل تلك الخرافات، كل تلك الأباطيل، بل أصبحوا هم الرعاة لها، الرعاة لها، والمستغلون، أصبحوا هم الرعاة والمستغلون لها في واقع الحياة والمستفيدين منها بشكل أو بآخر، فحالة، الحالة الجاهلية الأولى في التعبير القرآني الحكيم والحقيقي والمحق، في الحق القرآني يصف ذلك العهد الجاهلي، هذه الكلمة مدلول مهم، يجب أن ننظر هذه النظرة لكي نكون حذرين فيما يعنيه واقعنا فيما مثلا نتحدث بشأنه، الجاهلية الأخرى التي تحدث عنها النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله حينما قال فيما روي عنه: “بعثت بين جاهليتين، أخراهما شر من أولاهما” فهي أشد، وأكثر شر وخطورة، فهذا العهد الجاهلي بالرغم من كل من فيه وما فيه من فلاسفة وعباقرة وقادة ورموز، وعلماء ومفكرون، وسياسيون وإلى غير ذلك، زعامات من مختلف فئات المجتمع، يثق فيها الكثير من الناس، يرتبط بها الكثير من الناس، يطمئن إلى نظرتها وإلى تفكيرها وإلى أقوالها الكثير من الناس، وجد فيها كل تلك الخرافات والجهالات والأباطيل والانحرافات، لماذا؟ مهما كان يوجد في الوسط البشري من قادة أو زعامات أو مفكرون أو خبراء أو باحثون أو علماء أو أو أو إلى آخره، لما يمكن ان تهدي البشرية إلى لم تكن مرتبطة بقنوات الهداية ومصادر الهداية، الأنبياء عليهم السلام وكتب الله وبشكل صحيح، وبشكل صحيح، ما إذا كانت عملية الارتباط هذه غير سليمة وشابتها أيضا كذلك، شابتها تحريفات، وسنأتي في الحديث عن هذا، فلا فائدة آنذاك، يصبح الانتماء إلى الأنبياء في منهجهم، في دينهم، هدايتهم انتماء شكليا وغير صحيح وغير واقعي، باستثناء أشياء تكون عادية وبسيطة أو محدودة تفقد فاعلياتها وتأثيرها لفقدان ما هو مهم ومرتبط بها، العهد الجاهلي هذا كان فيها جملة من الانحرافات لا يتسع الوقت للحديث عنها بكلها وإنما نتحدث عن بعض من أبرزها، أول وأكبر وأبرز ظاهرة كانت قائمة آنذاك ولا زالت قائمة اليوم وإن لم تكن في بعض المناطق، أو كان لها شكل في مناطق يختلف عن شكلها في مناطق أخرى،
هي ظاهرة الشرك بالله سبحانه وتعإلى، ومعناه الاعتقاد بتعدد الآلهة، هذه العقيدة الباطلة الظالمة الفاسدة، كانت قد طغت في واقع البشرية وشملت الواقع البشري وقد تكون الاستثناءات استثناءات لا تكاد تذكر يعني، قد تكون إما أشخاصا معدودين، أو كذلك يعني بطون محدودة جدا، الحالة التي طغت في الواقع العالمي هي ظاهرة الشرك بالله سبحانه وتعإلى وهو الاعتقاد الصريح الواضح بتعدد الآلهة يعني لم تكن حالة الشرك يعني حالة إلزامية، يلزمهم مثلا من القول بكذا أنهم قد جعلوا شريكا مع الله، لا، كانوا صريحين في عقيدتهم هذه، كان المشركون من كل الفئات والتيارات القائمة آنذاك، كانوا صريحين في عقيدتهم هذه، وكانوا يعتقدون بتعدد الآلهة وأنها ليست إله واحد هو الله الإله الحق، وإنما يعتقدون بجود آلهة أخرى بحسب زعمهم وافترائهم وباطلهم مع الله سبحانه وتعإلى، وإن كان الله سبحانه وتعإلى عندهم في اعتقادهم هو الإله الأكبر ولكن كانوا يتوهمون أو يعتقدون باطلا أن تلك الآلهة هي أشبه ما يكون بدون مساعد، ومعينة، أو في بعض الحالات لها اختصاصات معينة، إله يظنونه متفرغ لموضوع معين وإله بحسب زعمهم متفرغ لمسألة معينة، ذاك عليه أن يرزق وذاك عليه أن يرزق البشر بالأطفال، وذاك عليه أن يشفي المرضى، وذاك متفرغ لعملية النصر، وذاك متفرغ لعملية الدعم العسكري، وذاك متفرغ، يعني جهالات وخرافات كثيرة، حالة الشرك هذه انتشرت في الوسط العربي آنذاك وهي طارئة طرأت حتى على ذرية نبي الله إسماعيل، ما عدا القليل جدا منهم ممن بقوا على الحنفية الإبراهيمية، على نهج إبراهيم ودين إبراهيم في التوحيد لله سبحانه وتعإلى، إلا قليل جدا من آباء النبي صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأجداده، وإلا فغلب حتى في قريش وما هو أوسع من قريش، مثلا كنانة، وامتد هذا في الوسط البشري بشكل عام، وحالة الشرك هذه لا يفوتنا أن ننبه على أنها حالة طارئة ليست أصيلة في المجتمع البشري، طرأت في المجتمع البشري، ولكن طغت، يعني اعتنقها الكثير من الناس، تأثر بها الكثير من الناس، وفي شكوى نبي الله إبراهيم ودعائه، (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ . رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ) كثير من الناس ضلوا بهذا، واعتقدوا بتعدد الإلهة وأشركوا بالله سبحانه وتعإلى، في الواقع العربي كان اعتقادهم على المجسمات، أصنام، ما يسمى بالأصنام، تنوعها يعني أكثرها ومعظمها حجرية، أصنام حجرية كانوا ينحتونها من الحجار من الصخر، ولاحظوا، شيء عجيب، الإنسان إذا ابتعد عن هدي الله يكون له قابلية لأي ضلال ولأي خرافة مهما كانت، والدور السلبي جدا جدا للذين يرعون حالة الضلال في أوساط البشرية، لأنهم هم من يلعبون بالناس، لأن الأصنام البشرية التي اتجه العرب آنذاك لعبادتها، والبعض من الخشب، يصنعون من الخشب، والبعض أيضا يصنعون حتى من الكعب والتمر، تمرية، يسبر له صنم تمرية، وإذا حصلت ظروف صعبة يأكله، يعني إذا جت أزمة شديدة جدا، وحالات منها يعني في بعض المناطق، وبعض القبائل قد ينحتون لهم والكثير يشترون أصناما، يعني يشتريه هو بفلوسه هو، يعني بذهبه أو بفضته أو بإبله، يعني يشتري الصنم ثم يقومون بالالتفاف حوله واعتقاده آلهة، خرافة رهيبة وواضحة جدا، عندما ينحتون ويصنعون صنما من صخر معين، أو يشترونه من سوق معين، وهم يرون فيه تلك الكتلة الصخرية التي لا تبصر ولا تسمع ولا تتحرك ولا تفعل شيئا ولا تمتلك إحساسا ولا شعورا ولا أي شيء، أو كان من الخشب مثلا أو كان من العجين أو أي شيء، من أي معدن، اختلاف المعادن وتنوعها، يرونه أمامهم لا يملك لهم ضرا ولا نفعا ولا يسمعهم ولا يبصرهم وإن كان لديه أشكال بشرية مثلا شكل يدين ورجلين لا يستطيع أن يتحرك بها ولا يفعل شيئا، ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه، وعرفوا أنه نحت أصلا ضمن عملية النحت، لشغل من نحتوه وعمل من نحتوه، مثل ما قاله نبي الله إبراهيم: “أتعبدون ما تنحتون”، يعني أنتم من صنعتم هؤلاء كيف تتوجهون لعبادتهم، فالأصنام انتشرت بشكل كبير، حتى كان في الكعبة ومحيطها حسب الأخبار والآثار أكثر من 360 صنما، زحمة أصنام لأن القبائل العربية كل قبيلة تطرح لها هناك صنم، يبقى لها هناك خاص إذا حجت أو ذهبت إلى الحج فهي ستأخذ بعين الاعتبار صنمها في التوجه إليه وتكاثرت حالة الأصنام هذه بمعنى مثلا على مستوى القبائل تلك القبيلة لديها صنمها وتلك القبيلة لديها صنمها الخاص والقبيلة الأخرى لديها صنمها الأخر وأحيانا على حتى على مستوى بعض الأسر أو بعض الأشخاص إذا عنده ثروة ومرتاح با يشتري له صنم خاص به عنده في البيت وإلا عنده زيادة تفاعل روحاني وديني يشتي يتعبد أكثر عنده تركيز على هذا الجانب الحالة هذه انتشرت في الواقع العربي بشكل كبير جدا وطغت عليه والحالة الأخرى لدى اليهود والنصارى انحراف كذلك ولكن في تأليه أشخاص بدلا من الأصنام الحجرية تأليه أشخاص إما من الأنبياء مثلما هو الحال بالنسبة للنصارى في تأليه عيسى عليه السلام رسول الله وعبده فاعتقدوه إلها مع الله سبحانه وتعإلى وربا معه، أو فيما يتعلق في اليهود في اتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله وحالة حصلت أيضا لدى النصارى هذه وفي مسالة عزير، التصورات الخاطئة نحو الله سبحانه وتعإلى في اعتقادهم بأن الملائكة بنات الله هذا بالنسبة مثلا في الحالة العربية طبعا من المسائل التي ينبغي الالتفات إليها أن كل تلك الفئات المشركة هي كانت معترفة بالله لم تكن تنكر وجود الله ولا ألوهيته ولكنها لم تكن توحده لأن الكثير من الكتاب وبالذات المعاصرين حتى في بعض المسلسلات التاريخية يخطئون يعني يتصورون أن أولئك كانوا ينكرون الله نهائيا ولم يكونوا يعرفون شيئا عن الله ولا شيء اسمه الله أبدا وأنهم كانوا ينكرون وجود الله ويكفرون به بمعنى إنكاره نهائيا والإلحاد التام وهذا غير صحيح هم كانوا مقرين بالله مقرين بربوبيته وبأنه رب السموات والأرض ومالك الكون وووإلخ.
الله جل شأنه كان يحتج عليهم في القرآن بهذه (َولَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) بل آيات كثيرة في سورة المؤمنين وفي سورة يونس اعترافهم بأن الله هو الذي يرزق ويدبر الأمر ويدير شئون السموات والأرض وأنه من يجير ولا يجار عليه وله ملكوت السموات والأرض إلخ أشياء كثيرة معترفين بها، هذا سواء كان بالنسبة لمشركي العرب الذين يعتنقون الوثنية وعبادة الأصنام او بالنسبة لليهود أو بالنسبة للنصارى الحالة القائمة في أوساط البشرية الغالب فيها هذا الإقرار بالله بألوهيته بربوبيته بملكه بخلقه بتدبيره الواسع برزقه إلخ ، ولكن مشكلة الآخرين أنهم يعتقدون بوجود آلهة لها شرك لها دور شريكة في الملك وشريكة في الألوهية بحسب جهلهم وباطلهم وإدعائهم وشريكة بالتالي في العبودية يتوجهون إليها بالعبادة شريكة فيهم يعتقدون أن لها شركا في السموات والأرض وفيهم وأنها اقل مستوى في نظرهم من الله ولكن يعتقدونها آلهة ويعتقدون بربوبيتها كما هو الحال عليه الآن لدى المنحرفين من النصارى عندهم هذه العقيدة تجاه عيسى عليه السلام ينطقون بها يسمونه ربا ويعتقدونه شريكا إلخ.
فإذاً هذا الجهل الكبير كان منتشرا وهو من يعني هو الجهل الأكبر والذنب الأعظم من الشرك هذا ظلم عظيم لماذا؟
أولا أن فيه جحود بأكبر حقيقة وانحراف بأكبر مسألة أكبر حقيقة أن الله وحده جل شأنه هو الملك والإله والخالق والرازق والمدبر والرب لا رب غيره ولا إله إلا هو ، فاعتقاد بعض المخلوقات الضعيفة المملوكة لله سبحانه وتعإلى التي يظن ملكه وملِكه والعبودية له باعتقادها شركاء مع الله في الألوهية فيه إساءة كبيرة إلى الله وانتقاص لله سبحانه وتعإلى وإعطائها ما ليس لها وتوجيه ماهو حق حصري لله لا ينبغي أن يوجه إلا له إليها ففيه جحود كبير وتنكر لله سبحانه وتعإلى وإساءة بالغة لله سبحانه وتعإلى ثم خطورته الكبيرة جدا في الواقع العملي وإلا فليس في ذلك ما يضر الله هو مجرد كلام فارغ لا حقيقة له تيه ضياع ولكن خطورته على الإنسان أما الله فلا ضر عليه أبدا الإنسان يبنى على هذا انحرافاته الباقية لأن حالة الشرك يبنى عليها انصراف تام عن نهج الله عن هدي الله عن تشريع الله ينفرط عند الإنسان ينفرط عنده وحدة التلقي لم يعد يعتبر أن عليه أن يتلقى التعليمات التكليف في هذه الحياة تحديد مسئوليته في هذه الحياة تحديد التشريع والحلال والحرام من جهة واحدة من طرف واحد من جانب الله سبحانه وتعإلى بل يرى أن الله جل شأنه ليس له الحق الحصري في ذلك وأن هناك من لهم علاقة بذلك يبنى عليه انصراف الإنسان عن الله في ذلك وضياعه في ذلك ضياعه في ذلك لأنه يطلب ما يطلب من الآخرين من تلك الأصنام الحجرية أو البشرية مالا تملكه وليس لديها ولايوجد عندها ولا يمكن أن تقدمه له فيستغرق في ذلك ويتوجه إليها بكل مشاعره واهتمامه فيضيع بذلك لايصل إلى نتيجة يضيع نفسه بينما هو يسئ إلى الله سبحانه وتعإلى ويعصي الله سبحانه وتعإلى ففيها حالة انحراف كبير على المستوى العملي على مستوى التلقي على مستوى التوجه على مستوى الارتباط التشريعي وفيها أيضا ضياع للإنسان والله شبه حالة هؤلاء الضايعين في توجههم إلى العبيد إلى المملوكين وإلى أحيانا الجمادات والمجسمات التي لاتملك شيئا بحال ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إلى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ) شبههم بهذه الحالة لأنهم لا يصلون إلى شيء وأن حالهم هو هذا الحال عندما تبسط كفيك هكذا وتحملها بالماء ثم ترفعها ليصل الماء إلى فمك وهي مبسوطة هكذا لم يصل ولا حاجه معه وماهو ببالغه لم يصل يعني ضياع سراب تيه عبث خرافة جهالة وانصراف عن الالتزام العملي بتوجيهات الله وتعليمات الله وجحود ونكران لأكبر حقيقة وأكبر حق أكبر وأعظم حق على الإنسان هو حق الله عليه في الألوهية في الملك وفي الربوبية وفي أن لا يتوجه هذا الإنسان في اعتقاد ربوبية لأي أحد إلا الله لأنه وحدة الرب ولأنه وحده الملك ولأنه وحده الإله جل شأنه كانت قضية خطيرة جدا وهي قضية منافيه للفطرة طرأت في الواقع البشري الله فطر الإنسان على الاعتراف بربوبيته وحده الله جل شأنه قال في كتابة الكريم (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ . أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) يحتج الله بأنه أودع في الفطرة البشرية في نفس الإنسان في فطرته وفي أعماقه هذا الشعور وهذه المعرفة بأن ربه الواحد هو الله سبحانه وتعإلى وبالتالي ليس أن يحتج في شركه بانه كان يجهل هذا موجود في فطرته، ولا بأنه تأثر اجتماعياً نشأ في بيئة مشركة ، نشأ في بيئة مشركة (أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) لا ، حجة عليه قائمة من داخله من أعماق نفسه، فطرته التي أودعها الله فيه.
التأثير الاجتماعي تأثير كبير، التأثير السياسي ، كيانات دول زعامات شخصيات يرتبط بها الناس تسوغ لهم ذلك تدفعهم إلى ذلك تربي عليه البشر أو المجتمعات جيلا بعد جيل حتى تصبح مسالة من المسلمات وحتى يستغرب الناس عندما يأتي ما يختلف مع تلك المسلمات لديهم التي قد ألفوها ونشئوا فيها ما أحد ينكر ما أحد يعارض ما أحد يبين ما أحد يذكر حالة من الصمت حالة من السكوت حالة من التجمد تصبح المسألة عادة وتقليد فيتشبث بها المجتمع ثم يستنكر عندما يسمع صوتا آخر.
لاحظوا كيف كان الإنكار عندما تحرك رسول الله صلى عليه وعلى آله (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) يعني يستنكرون هذا استنكار كبير، وينطلق من يرعى هذا الانحراف (وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ) الملأ هم أصحاب النفوذ السلطوي في المجتمع لهم سلطة لهم تأثير في المجتمع من خلال هذه السلطة وهذا النفوذ يرعون انحرافات معينة .
مثلا كان بعضهم يكون تاجر يبيع ويشتري في أصنام يجي منها بدخل كبير وما يشتي القوم يتأخروا ماعد جاله أرباح و ” مداقل” في الأصنام ذي يبيعها، يشتي تجارة ، أو البعض نفوذه السلطوي ابتنى على ذلك وتصور أنه سيفقد هذا النفوذ لو تغيرت عقيدة الناس من حوله أو اتجهوا اتجاها آخر، انزعاج كبير من الارتباط بمنهج الله وشرعه انزعاج شديد لأن الطغاة والظالمين و الجاهلين والعابثين والنافذين بغير الحق من يبنون نفوذهم وسلطانهم على باطل على ظلم على فساد على تسلط هم أشد الناس انزعاجا من العودة إلى منهج الله والارتباط بشرعه ليش؟ الرجال ما يشتي يتقيد بحلال وحرام لص سارق ظالم طاغية متجبر متسلط هذا سيمنع عليه في منهج الله في شرع الله سيقيد عن ذلك فهو لن يقبل بهذه الحالة إذا قبل بها عنوانا ويصلح معه ممن هم محسوبون عليها لعلماء دين أو أين كان من العناوين ممن هم في يده جاهزين لإصدار الفتاوي المناسبة حسب الرغبة والطلب لابأس مثلما يحصل المفتي السعودي حتى عندما تكون المسالة مسالة علاقة مع إسرائيل جائز يصدر فتوى جائز محرم قتل الإسرائيليين يجوز الزيارة للإسرائيليين جاهز أي توجه يصدر عليه فتوى باسم الدين هذه الحالة ما عندهم مانع عندما يصبح الدين أله ووسيلة لهم لاستغلالهم ماعنده مشكلة كثير من الناس فالحالة هذه كانت سائدة لديهم حالة الشرك والانحراف الكبير جدا أكبر انحراف وأكبر ضلال وأكبر باطل، للأسف الشديد تعلمون اليوم في الواقع البشري أغلب البشر ما يزال اليوم على حالة الشرك ليس الشرك بالإلزام ليس حالة تكفيرية مثلما يفعل الوهابية يكفرون المسلمين لا، بمعنى أن من لديهم هذه العقيدة الشركية بكل صراحة بكل وضوح يجادلون عليها يعتبرون الموحد مخطأ وقد يعملون على قتلة وإبادته مثلما يحصل في ميانمار، حالة الشرك من خلال الأقوام المعتنقين للوثنية سواء في البوذية أو غيرها و حالة الشرك لدى مثلا النصارى لدى كثير من الأقوام حالة منتشرة اليوم في الأرض ، مع أنها خرافة مع أننا باعتبار في عصر التقدم والتطور ، مع أن الدول والبلدان التي زالت لها مجسمات تتوجه لها بالعبادة وأصنام لديهم أيضا عباقرة لديهم سياسيين لديهم مفكرين والخرافة قائمة مع كل ذلك يعتبرون الموروث الديني موروثا مقدسا ويتشبثون به ويستمرون عليه ويسعون للحفاظ عليه، جزء رئيسي من أسباب وجود هذه الظاهرة وانتشارها على هذا النحو هو تقصير المسلمين وفشلهم في تقديم النموذج الموحد الراقي الذي كان لعقيدة التوحيد أثرها الكبير أثرها الكبير في حياته في سلوكه في واقعه للأسف الواقع لدى المسلمين اليوم ليس واقعا جذابا أبدا لأي أمم أخرى في الأرض واقع منفرا وبشعا وسئيا وساحة مليئة بالمظالم ومليئة بالمفاسد ومليئة بالمنكرات ومليئة بالانحطاط الأخلاقي ومليئة بالظلم والطغيان والأثرة والاستبداد والتخلف واقع غير مشجع للأقوام الأخرى لا يرون في المسلمين جمال الإسلام وعظمة الإسلام وعظمة وأثر الإسلام النافع، البناء الذي يبني الحياة الذي يبني الإسلام الذي يرتقي بالإنسان في سلوكه في فهمة في أخلاقة في تصوراته في معاملاته دين يرتقي بالإنسان عقيدة التوحيد يبنى عليها تلقي التوجيهات والتعليمات الإلهية الحقة وبناء واقع الحياة عليها وحينها تكون المداميك والأسس التي تبنى عليها تصرفات الناس هي الأخلاق والقيم والمبادئ العظيمة والسامية.
واقع الإسلام ليس واقعا يسهم في تغيير هذه العقيدة وإلا الدين الإسلامي دين التوحيد هو دين موعود بالظهور على كل الأديان الباطلة الأخرى (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) المشركون لو كرهوا وابتنى على كفرهم هذا مواقف عسكرية سياسية اقتصادية بكل أشكال المواجهة والتصدي لهذا الدين هم فاشلون لأنهم هم من شذوا على الفطرة، المسلمون اليوم معنون بتغيير واقعهم وإصلاح واقعهم على أساس الأخلاق والقيم والمبادئ التي أضاعوها ، فأضاعوا بإضاعتها جمال الإسلام وعظمة الإسلام وأثر الإسلام في الحياة وأثر الإسلام في أنفسهم في أخلاقهم في معاملاتهم في تصرفاتهم في علاقاتهم بالأمم الأخرى ، المسلمون اليوم بحاجة أن يعودوا إلى إسلامهم في واقعهم في قيمه في مبادئه في أخلاقه الضائعة، في عدله أين هو عدل الإسلام أين هو عدل الإسلام أنظمة وحكومات كبيرة منتمية للإسلام هي من أظلم البشر و متفوقة على كثير من المشركين في ظلمها وطغيانها وجبروتها وإفسادها واستبدادها و انعدام حالة العدل عندها ومتسلطة بأسوء مما هي عليه بعض المشركين ، نعم حالة الشرك حالة منتشرة اليوم في الجاهلية الأخرى بشكل كبير الشرك بالأصنام الحجرية والأصنام البشرية والطواغيت نعم الحالة هذه واحدة من الحالات والانحرافات الكبرى أيضا بنى عليها أيضا انعدام الرحمة ، المجتمع الجاهلي مجتمع انعدم فيه الرحمة بشكل نشف يبس جف جفت فيه الرحمة فكان مجتمعا متوحشا ولذلك بلغت حالة التوحش لديهم الإقدام على قتل الأطفال بكل وحشية مثل دفن البنات للتعيب من كونهن بنات من كونها أنثى ولدت له فيعمل على وأدها يعني يدفنها وهي على قيد الحياة وطفلة صغيرة إما عقب أن تلدها أمها وإما بعد أن يتمكن من ذلك في مرحلة معينة فيدفنها وهي على قيد الحياة وحشية رهيبة انعدام عجيب للرحمة أو قتل الأولاد الذكور في حالات متعددة منها حالة القرابين إلى الأصنام يعني بعضهم يشتي يتقرب إلى الصنم تقرب كبير يأخذ بيد ابنه ويذهب به إلى ذلك الصنم ثم يذبحه تقرباً إلى ذلك الصنم (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ) وحالة منتشرة ولهذا قال لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ ذبح طفله أو أبنه وبعض قد يكون أبنه قد يكون كبير يعني ويذهب به ويذبحهُ يكتفه ويسير يذبحه عند الصنم في حالات أخرى نتيجةً للظروف الاقتصادية البعض إما خشية إملاق كما ورد في القرآن الكريم يعني يخاف على أبنه الفقر انه لا يكبر ويعاني من الفقر وعندهم عقده شديدة من الفقر فيتصور أن الحل الجذري لهذه المشكلة هو أن يقتل ابنهُ ويقتلون أبنائهم خشية الفقر خَشيَةَ إِملاقٍ قال الله (نَحنُ نَرزُقُهُم وَإِيّاكُم) الله هو الرزاق (لا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم) الله وعد برزقهم وإياكم فلم يكونوا لا عبئا عليكم مشكلةً عليكم لأن الله هو الذي يتولى الرزق لعباده ولم يكونوا ضائعين هم في أنفسهم بدون رزق لأن الله هو الرزاق الكريم ذو القوة المتين والغني الحميد، كذلك البعض ليس خشيةً على ابنه من المستقبل للفقر إنما لأنه هو يعاني من ظروف صعبه ولا يريد أن يتكلف بالنفقة على ابنه فيقتل ابنهُ ولهذا قال (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقهم وإياكم) هذه الحالة كانت منتشرة يعني مجتمع انعدمت فيه الرحمة فكان على هذا النحو لا يمتلك الرحمة حتى تجاه ابنه وتجاه طفله وتجاه طفلته كيف سيكون تجاه الآخرين إذا ما عاد في رحمة حتى تجاه ابنه وبنته في مرحلة الطفولة كيف سيكون تجاه الآخرين، الوضع الأخلاقي كان هناك انحطاط كبير جداً انتشار كبير للفواحش الفاحشة الجريمة الأخلاقية كانت منتشرة بشكل كبير جداً وبدون أي تحاشٍ، أصبحت مسألة اعتيادية ولو أنها مذمومة لديهم هي مذمومة لا تزال مذمومة وينظرون إليها بعين الازدراء والاحتقار والاستياء ولكن ماشين عليها ومنتشرة بشكل كبير ولذالك كانت تنتشر ظاهرة الأولاد غير الشرعيين والتفكك الاجتماعي كان المجتمع آنذاك مهدداً بالتفكك الاجتماعي وكانوا أحيانا يتنازعون على المولود الواحد يتنازع عليه أربعة أو خمسة إذا كان ذكراً كلاً منهم يدعي أنهُ والده حالة أشبه ما تكون بحالة الحيوانات وكأنهم ليسوا مجتمعاً بشرياً الأسرة كانت مهدده بالتفكك وهي اللبنة الأساسية في الفطرة البشرية التي يتكون منها المجتمع إن سلمت كان في هذا سلامة المجتمع وإن تضعضعت وضربت من الأساس ضرب المجتمع بمعول الهدم في أساس بنيانه وهي الأسرة فكانت منتشرة بشكل فظيع بما فيها من دنس نفسي من انحطاط نفسي وأخلاقي ومن أضرار اجتماعية كبيرة جداً تهدد المجتمع في تماسكه الأسري وفي تكوينه أيضاً واليوم يسعى أعداء المنهج الإلهي أعداء الأنبياء وأعداء المنهج الإلهي يسعون دائماً إلى نشر الفاحشة والرذيلة في أوساط المجتمعات في عصرنا هذا يستفيدون من الإمكانات الكثيرة والوسائل الكثيرة والأساليب الكثيرة التي تساعد على انتشار الفاحشة وهي سلوك جاهلي باطل قذر دنس يفسد المجتمع البشري يفسد أخلاقهُ يفسد قيمهُ يفسد بنيتهُ الاجتماعية، لها أضرار على كل المستويات حتى صحياً اليوم واحد من أكبر الأسباب لانتشار بعض الأمراض الخطيرة جداً ومنها مرض الايدز هي هذا الانحراف الانحراف الفاحشة انتشار الفاحشة إضافة إلى أنها تجلب السخط الإلهي والعقوبات الإلهية الكبيرة جداً على المجتمع، أيضاً انتشار الخمر والميسر الخمر كان منتشراً حتى أنهُ أصبح من المشروبات آنذاك شبه الضرورية والمعتادة جداً في المجتمع العربي
والخمر خطير جداً خطير على القيم وعلى الأخلاق، ومفاسده كثيرة ورهيبة إلى درجة أنه سماه النبي صلوات الله عليه وعلى آله بأم الخبائث أم الخبائث، مصدر لبقية الخبائث الانحرافات المفاسد السلوكية الإنسان الذي يعتاد شرب الخمر يتأثر في استقامته الفكرية، يصبح عنده خلل كبير في التفكير وفي النفسية التي يحملها نفسية دنسه تافهة مستهترة عابثة دَنِيئة منحطة، أيضاً كذلك على مستوى الواقع السلوكي عادةً من يعتادون شرب الخمر هم منفلتون في السلوك الأخلاقي، يعتادون ممارسة الفاحشة في كل أشكالها، الخمار فاحش عادةً يعني يتلازم شرب الخمر مع ارتكاب الفواحش والعياذ بالله، وهكذا الاتزان السلوكي في التعامل المعتاد لشرب الخمر إنسان عدواني غير طبيعي أعصابه غير طبيعية نفسيته نفسية غير سليمة تفكيره تفكير غير سليم، ولاحظوا مثلاً آنذاك واليوم في العصر الجاهلي الأول وفي الجاهلية الأخرى كثير ممن هم في مقام قيادات مثلاً أو قادة دول أحياناً رئيس أو مسؤول معين في موقع من مواقع المسؤولية المهمة أو زعامات اجتماعية أحياناً، ولا نقصد بهذا التعميم أبداً لا نقصد بهذا التعميم، يعني في كل الفئات والمكونات هناك مَنْ هم طاهرون عن مثل هذه الرذائل، لكن يوجد، يوجد من هذا النوع مَنْ يكون إما رئيس أو ملك أو مسؤول أو أمير أو في أي موقع من مستويات ومواقع المسؤولية، يشرب الخمر ويُدمن على شرب الخمر ويُكثر من شرب الخمر وهي خطِرة في قليلها وفي كثيرها وملعونة في كثيرها وفي قليلها، وملعونٌ منْ يشربها في قليلها أو كثيرها، لكن يوجد من يفعلون ذلك وهم على هذا النحو من الانحراف ثم يكونون مشكلة كبيرة على المجتمع لأن إذا كان به رئيس خمار أو مسؤول يشرب الخمر أو سياسي يشرب الخمر أو مثقف يشرب الخمر أو زعيم اجتماعي زعيم قبيلة يشرب الخمر لهذا انعكاس على قراراته على تفكيره على تصرفاته على مواقفه، فستكون مواقفه مواقف سيئة مواقف غير متزنة غير سليمة، باختلال التفكير لديه لأن له تأثير مباشر على حالة التفكير لدى الإنسان والحالة النفسية الحالة الفكرية لدى الإنسان والحالة النفسية لدى الإنسان، وأنا أعتقد اليوم أن كثيرا من المشاكل والتصرفات غير المتزنة والقرارات غير المتزنة لكثير من القادة والسياسيين والزعامات في عالمنا العربي والإسلامي منشأها إدمانهم على الخمر، تجعل قراراتهم قرارات غير صائبة أبداً ولا سليمة نهائياً، لأنهم يصبحون بهذا أناساً مستهترين عبثيين تافهين وغير طبيعيين لا في تفكيرهم ولا في تصوراتهم ولا في نفسياتهم، ودنيئين جداً ومستهترين ما عنده مشكلة قد يتخذ قراراً فيه ظلم كبير فيه مفاسد كبيرة له تداعيات خطيرة ما عنده مشكلة مستهتر عابث سكران لاهي، يفقد الجدّية يفقد الاتزان يفقد الشرف يفقد الحرص على الناس يفقد كل المقومات السليمة للقرار السليم، النفسية الثقافية الفكرية ،نظرته مختلة نفسيته مختلة وأنا أنصح اليوم انصح لله كل الذين يعتادون على شرب الخمر من زعماء أو سياسيين أو مفكرين أو ناس عاديين أن يتركوا هذه الظاهرة أن يتركوا هذه الجريمة أن يتركوا هذه المعصية أن يتركوا هذا المحرم هذا محرم شرعاً، الله سمى الخمر رجس من عمل الشيطان قال عنه (رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه فاجتنبوه لعلكم تفلحون) رجس لا يتقدر الإنسان بها لأن البعض يروج لها ويدافع عنها ويغضب ويعتبرها من مسائل الحريات الشخصية بل بعضهم يعتبرها من عادات التحضر ليست عادة حضارية عادة جاهلية وتخلف وانحطاط ودناءة كانت منتشرة ودمرت وأفسدت المجتمع ولها نتائجها الكارثية في المجتمع وهي من أبرز ما كان منتشر في زمن الجاهلية الأولى، الميسر كذلك بكل مفاسده الاقتصادية، الربا بكل أضراره الاقتصادية والمدمرة هو كذلك بلى طغى وانتشر اليوم حتى أصبح واحداً من أساسيات السياسة الاقتصادية لمعظم الدول العربية والإسلامية بكل ما ترتب عليه من ثراء فاحش لفئة قليلة وإفقار للمجتمع وتحميل للاقتصاد في كل بلد عربي وإسلامي يمارس ذلك أعباء رهيبة جداً نتيجة للربا.
التحريم والتحليل الفوضوي يعني لم تكن مسألة التحريم والتحليل قد شطبت نهائياً في العهد الجاهلي لا، لايزالون آنذاك يعتبرون بعض الأشياء حرام وبعض الأشياء حلال لكن بالمقلوب فحرموا من الحلال وأحلوا من الحرام، واستحلوا بعض المحرمات جعلوها شبيهة بالحلال ما عاد هناك أي تحرج في مسألة ممارستها ولهذا الله قال (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب) ، مثلاً استحلوا الميتة وهي محرمة وظاهرة تخلف، وانحطاط، أكل الميتة وانعدام للذوق الفطري والبشري والسليم وهي حرام، في نفس الوقت حرمة مؤكدة استحلوها وأكلوها، الدم استحلوه وأكلوه وهو محرم ، لحم الخنزير كذلك استحلوه وهو محرم، حرموا بعض الإبل بعض البقر بعض الغنم بعض الماعز لاعتبارات معينة، لأنها عدد كذا من المولود وإلا أنتجت كذا مثلما هو الحال في البحيرة والسائبة و الوصيلة والحام من الإبل والبقر والغنم، ففوضى كان عندهم في التحليل والتحريم وحالة مزاجية أثرت على ذلك وحكمت ذلك ، إضافة إلى انتشار ظاهرة العدوان واستباحة سفك الدماء وانتشار البغي الحالة العدوانية كانت حالة منتشرة كما هي اليوم ، بالطبع كما هي اليوم للأسف عادي قبيلة تعتدي على أخرى طمعاً في ثروتها أو مالها أو إبلها أو غنمها أو لأبسط الأسباب لأتفه الأشياء واقتتال كبير وعنيف، الحالة العدوانية كانت قائمة بشكل كبير للسلطة للنهب للسلب للاستيلاء على ثروة الغير للأحقاد حالات الثأر الجاهلي غير المنضبط في قتل أي منتمي إلى قبيلة القاتل أو بلد القاتل أو غير ذلك من الظواهر التي انتشرت آنذاك بشكل كبير انعدام لحالة الأمن وكذالك انتشار للفوضى انعدام لحالة الأمن والاستقرار نهائياً الحالة الاجتماعية مهددة الوضع الاقتصادي كذلك في وضع بالذات في الجزيرة العربية على نحو فضيع ومتدني فيما كان الوضع مثلاُ في مكة على المستوى الاقتصادي كان جيداً في مكة ، مكة والكعبة البيت الحرام بقي لها حرمتها ومكانتها الكبيرة في أوساط المجتمع وكان العرب يعظمون الكعبة ويحجون وكانوا لا يزالون يدعون أنهم على ملة إبراهيم بالرغم من كل ما معهم من شرك ومنكرات وأباطيل واستقسام بالأزلام وعبادة للأوثان وخرافات كثيرة وانحرافات كثيرة يدعون على أنهم على ملة إبراهيم البعض منهم مثلاُ اعتنق المسيحية البعض منهم اعتنق اليهودية البعض منهم له توجه هنا أو هناك لكن الآخرون برغم ما هم عليه من وثنية وشرك كلهم يدعون أنهم على ملة إبراهيم واليهود يدعون كذلك والنصارى كذلك ومتشاجرين على إبراهيم متنازعين عليه كل يدعي انتمائه إلى ملته ولهذا قال الله (مَا كَانَ إبراهيم يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) كلا كانوا على غلط متشاجرين عليه وما هو حوله كلهم ، ومتشاجرين بالنسبة لليهود والنصارى على الجنة وما هم حولها كلهم هم متجهين اتجاه آخر ، العرب كان من أسوء العقائد لديهم إنكار البعث والقيامة والجحد بالمعاد وكانوا يستغلون هذه العقيدة الكفرية والإنكارية للبعث والمعاد لحالة التفلت والعبث التي يعيشونها وعدم الانضباط لا في الحالة العدائية التي هم عليها يعتدون ويعبثون ويظلمون والمفاسد الأخلاقية وغير ذلك بل يريد الإنسان ليفجر أمامه يسال أيان يوم القيامة، كانت الحالة التي هم عليها من الإنكار الشديد للبعث سرها والدافع ورائها هذا الإصرار على الاستمرار في الفوضى وعدم الالتزام ما يشتي يلتزم يقول لك ما بش جنة ولا نار خلينا نسوي الذي نشتي ونتصرف مثل الذي نشتي وهي حياة هنا نعبث فيها ونسوي الذي نشتي ونكيف ونحصل على ما نرغب وبس ما عاد بش أفق ما عاد به مستقبل آخر ما عاد به جنة ولا به نار نخاف منها كانوا على هذا النحو ينكرون البعث وكذلك كفر بالله باستضعاف قدرته على البعث ، في مكة كانت هناك أيضا كان هناك الكعبة البيت الحرام المقدس والحج إليه استمر الحج في أوساط العرب آنذاك وكانت قريش في مكة تحضى بمكانة اجتماعية كبيرة في الوسط العربي بطبيعة مسؤوليتهم في إدارة شؤون الحج والكعبة وبطبيعة أنهم لا يزالوا هم الصفوة من ذرية إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام من نسل إسماعيل ابن إبراهيم فكان لهم حضورهم في الوسط العربي واحترامهم في الوسط العربي ولا ينالهم أي استهداف من جانب القبائل العربية الأخرى التي تعرف أنها ستحج وهي تريد أن تحج ولا يكون لها مشكلة مع قريش قريش أيضا ً كان لهم رحلات تجارية ونشاط تجاري إلى اليمن وإلى الحبشة في الصيف ولهم أيضا إلى الشام رحلة الشتاء والصيف يعني رحلة منها إلى الشام ورحلة منها إلى اليمن أو إلى الحبشة كانت واحدة منها في الصيف والأخرى في الشتاء رحلات تجارية تعود لهم بوفرة اقتصادية وثروة اقتصادية ضخمة والإقبال إليهم للحجيج يساعد على هذه الثروة وتنامي هذه الثروة ولهذا قال الله (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ . إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ . فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ . الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)، فحضوا بنعمة الأمن والاستقرار وحضوا أيضا بنعمة الوفرة الاقتصادية والبناء والثروة ولكن لم يشكروا الله على هذه الثروة وهذه النعمة، وكانوا هم أيضا ضائعون كحال غيرهم في حالة الشرك حالة الكفر المفاسد الأخلاقية إلى غير ذلك المميزات التي كانت لا تزال في الواقع العربي هي الإباء والعزة والكرم يعني بعض الأخلاق لا زالت موجودة ومهيئة لهذا المجتمع لتلقي الرسالة الإلهية في وسط قريش كانت أسرة بني هاشم أجداد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وبيته الذي ولد منه كانوا أيضا مختلفين مثلاُ عبد المطلب جد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله كما هاشم أيضا عرف عنهم أنهم كانوا على حنيفية إبراهيم موحدين، ولم يكونوا على الشرك مثلما كان عليه حال قومهم ، وأيضا متسمون أسرة متسمة بالشرف والطهارة والبعد عن المفاسد الأخلاقية والصيانة من المفاسد الأخلاقية وهذا شيء عرفوا به حتى في الوسط العربي آنذاك أنهم أسرة تتنزه عن المفاسد الأخلاقية وأسرة تصون نفسها من هذه ، وهذا لحفظ الله لهذا الشرف حتى يأتي هذا المولود طاهراً من نسل طاهر لا يتلوث نسل طاهر يصل به نسبه إلى إسماعيل عليه السلام إلى إبراهيم عليه السلام من ذرية إبراهيم من ذرية من دون اي دنس أخلاقي أو مفاسد أخلاقية تنحرف بهذا النسل المبارك، فرسول الله كان حقاً من نسل إسماعيل كما قال ما ولدتني بغي قط، يعني طول نسل إسماعيل من لدن نبي الله محمد صلوات الله عليه وعلى اله إلى إسماعيل عليه السلام طهره الله من هذه الرذيلة وهذه المفاسد ، وأسرة هي الصفوة داخل مجتمع قريش فكان الحال كما ورد عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله كما روته الأمة فيما روته مذاهب الأمة ومحدثوا الأمة في أهم مصادرها إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم، لأنه كما قلنا قبل الأمس تقريباً في كلمة سابقة سنة الله مع أنبياءه الاصطفاء الاختيار الانتجاب الإعداد التكويني حتى والتأهيل فيما بعد فانا كما في رواية أخرى
(خياراً من خيار من خيار)، يعني صفوة الصفوة الصفوة من ذرية إسماعيل عليه السلام وهذا تكريم للبشر يأتي إليهم برسول من بيئة طاهرة ونقية وسليمة ليس رسولاً مشوهاً برصيد ومحيط سيء وفاسد وإلا لم يكن مقبولاً يقولوا له رح لك من أنت شوف اتذكر من أنت منه يكفي أن يقول هكذا يعني، فهي سنة الله اصطفى آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين وهي اصطفاء للناس يعني ، ليست اصطفاء للتكبر على الناس لا يصطفي للناس ليقدم لهم شيئا عظيماً وصالحاً ليكون لهم لهم ورسول لهم هو وفي مصلحتهم في العمل على هدايتهم في السلوك بهم في طريق الله وفي طريق الخير، مرحلة ما قبل ولادة النبي صلوات الله عليه وعلى اله وقد ساءت أوضاع البشر وساءت أوضاع الواقع البشري بشكل عام وتعاظمت وتفاقمت مشاكل البشر نتيجة الجاهلية القائمة لأنها تنتج المشاكل الاجتماعية المشاكل السياسية المشاكل الاقتصادية هذا ما يجب أن نعيه جيداً الواقع البشري إذا غاب عنه نهج الله غابت عنه مبادئ وقيم الأنبياء وأصبح مجتمعاً جاهلياً وحشياً تسوده شريعة الغاب، القوة الطمع المفاسد الرذائل، فتفاقم وتعظم مشاكله الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية والنفسية وحلها لا يتأتى من زاوية واحدة حل سياسي أو حل اقتصادي لوحدة أو حل لا لابد من حل جذري يعود إلى أصل القيم والمبادئ والأخلاق وإعادتها إلى حياة الناس لإصلاح الناس، فيصلح إذا صلح الإنسان كل شيء تصرفاته اتجاهاته أفكاره يصلح يصلح واقعه يعني في النهاية ، في ظل ذروة تلك الأوضاع فيما هي عليه من مشاكل وأزمات وفتن وجاهلية وظلمات أتت حادثة اسمها حادثة الفيل ، في عام سمي بعام الفيل ، عام الفيل هذا اتجهت فيه قوة عسكرية جبارة بقيادة أبرهة الحبشي وأبرهة هذا من الحبشة وله جيش كان من الحبشة ومن مرتزقة العرب سواء من اليمن أو من غير اليمن من الجزيرة جيش ضخم اتجه بهدف هدم الكعبة وبهدف آخر رئيسي يغفل عن الكثير من أصحاب السيرة والمؤرخين الهدف الآخر هو ما قد اثر من بشارات وأخبار عن زمن أو عن عام يولد به نبي جديد يغير وجه هذا العالم ويسقط الكيانات القائمة للطاغوت والاستكبار والفساد والظلم والانحراف نبي سيقدم ويغير هذا الواقع بكله على أساس أن المؤشرات والأخبار تدل على مولده في ذلك العام وفعلاً كان العام نفسه عام مولد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ، فذهب وكان معه فيل كبير أو مجموعة من الفيلة كما في بعض الأخبار بينها فيل كبير والفيل كان يستخدم عسكريا لدى بعض الدول آنذاك والكيانات المتمكنة كما هو حال الروم والفرس والعرب كانوا يخافون جداً من الفيل ينهزمون عسكرياً يعني يرون فيه عتادا عسكرياً غير مألوف بالنسبة لهم فيخافون منه وينهزمون بسرعة ولا تثبت أمامه الخيول فاتجه عسكرياً ومعه الفيل هذا والأفيال تلك وفعلاً مع العظمة التي كانت للكعبة والتقديس الذي كان للبيت الحرام ، لكن الفجيعة من الفيل خلاهم يتنصلوا كلهم العرب عن حماية البيت وعن التصدي لأصحاب الفيل وغفلتهم عن الهدف الرئيس للحملة العسكرية تلك التي هي حملة كما كانت حملة فرعون للاستباق لولادة موسى بقتل كل الأطفال ، ذهبت تلك الحملة وفشلت لأن الله سبحانه وتعالى تصدى لها وكان التصدي الإلهي من خلال الطير الأبابيل التي أرسلها الله لإبادة ذلك الجيش كانت هي أيضا من أكبر وأهم إرهاصات هذا المولود القادم الذي ولد بعد أيام ، أربعين يوما في بعض الأخبار ، البعض أكثر البعض أقل لكن في نفس ذلك العام ولد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، نتحدث في الغد إن شاء الله عن رسول الله في مولده ما بعد مولده في بداية أمر الإسلام في التغيير العظيم الذي صنعه بالإسلام في واقع العرب وفي الواقع العام والبشري امتدت تأثيراته العظيمة إلى كل أنحاء الدنيا وإلى اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته