شدو الزمان…للشاعر محمد القعمي
ولد الحبيب فأشرقت دنيا الورى
وشدا الزمان بذكره وتعطر
وتبددت ظلم الحياة بنوره
وتنفس الصبح البهي وأسفرا
واخضرت الصحراء بعد جفافها
والحب أورق في القلوب وأزهرا
نبض القلوب أعاده من بعدما
قد كان فيها جامدا متحجرا
وأبان للإنسان درب حياته
إذ كان قبلا تائها متحيرا
يشكو من الظلمات همًّا جاثمًا
حتى أنار له الطريق فأبصرا
يا أيها المبعوث فينا رحمة
ما زلت غيثا بالحياة مبشرا
بشرى خلاص من كروب أرهقت
وأحالت الدنيا لهيبا أحمرا
لما أتيت إلى الوجود تنفست
بعد اختناق دام فيها أعْصُرا
واعذوذبت من بعد طول مرارة
وصفت وكان بهاؤها متكدرا
وكسوتها حلل السعادة والهنا
ورسمت بسمتها فصارت أنضرا
وأتيت والإنسان أرخص سعلة
عبدًا يساق لكي يباع ويُشترى
فهدمت سجنا ظل فيه معذبا
أطلقته من غله فتحررا
ومنحته كل الحقوق مكرما
لولاك ما عرف الحقوق ولا درى
ورفعته من قاع جب حالك
حتى غدت غياته فوق الذرى
وهو الذي ماكان يعرف همُه
غير التصعلك إن غزا أو أصحرا
حيران طول زمانه متخبطا
يبغي من الصحراء عشبا أخضرا
يفنى له وعليه يفني قومه
هو هكذا حتى يموت ويقبرَا
حتى إذا ألهمته وبعثته
ماعاد يرضى الإلتفات إلى الورا
بل صار أمضى العزم حتى أنه
ترك العوالم خلفه وتصدرَا
وسمتْ به هممٌ إلى عليائه
حتى علا كسرى وأرغم قيصرا
وجرت على أقوامهم أحكامه
وغدا عليهم حاكما ومؤمرا
من بعد أن كان المُسيّرَ دهره
فإذا به يعلو وصار مخيرا
نهل العلوم وصار فيها سابقا
وهب الحياة جنى العلوم وعمّرَا
هذا بفضلك ياحبيب قلوبنا
ياخير من صلى وسار على الثرى
ومسحت عن وجه البرية بؤسها
وكشفت عنها يوم نحس أغبرا
طابت بطيبك طيبة وتشرفت
وجمالك ازدانت به أم القرى
بل أنت نور حياتنا وجمالها
وأريج أنفاس النسيم إذا سرى
أنت الضمير الحي فيها رأفة
وأمانها لولاك ماطاب السُرى
خلفت فينا العروة الوثقى إذا
نُقضتْ فقد نقضت بها كل العُرى
فهي النجاة لمن أراد تمسكا
بعرى النجاة ومن أبى لن يُعذرَا
وتركت قرآنا ومن يهدي به
هم أهل بيتك في الصحيح بلا امترا
ما ضل من بهما تمسك صادقا
من بعد أحمد، خاب ضل من افترى
صلى عليك الله ياعلم الهدى
والآل خير الناس ما برق شرى
أزكى صلاة طيبها لاينتهي
يبقى تجددها إلى أن نحشرا