في رحاب الرسول وابن الرسول
بقلم / د. يوسف الحاضري
يطل علينا بدء من اليوم السبت 7 ربيع الأول السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يوميا ليلقي إلينا محاضرات دينية في رحاب المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم ، محاضرات دينية بثيابها السليم الصحيح وليس برؤاها التضليليلة ذات الثقافة المغلوطة الباطلة والتي تصف مصطلحا (دينيا) على إنه فكر وثقافة متجردة عن المجالات الأخرى السياسية والاقتصادية والعسكرية والفكرية والاجتماعية ، ففي محاضرته ليومنا هذا والتي لم تخرج عن نفس المسار الذي عهدناه منذ أن عرفنا أخاه الشهيد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي وحتى اللحظة هذه إنها محاضرات قرآنية تعطي فكرة سليمة عن القرآن وعن مجالات القرآن وهدف القرآن وجوانب ومجالات القرآن انه مجال شامل لبقية المجالات دون نقص أو استثناء أو تقصير فخطاب السيد عبدالملك مقتبس من خطاب وثقافة القرآن الكريم شاملا لكل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية والفكرية والتربوية والعسكرية وغيرها والتي تشكل جميعها (الفكر الديني) او الثقافة الدينية، فالسياسة هي دين، والاقتصاد دين، والإعلام والجيش والحروب والتصنيع والتربية كلها دين، فأصبحنا ونحن نتثقف مما يطرحه السيد القائد بثقافة دينية حقيقية ليزداد السياسي سياسة حقيقية وواعية والاقتصادي والإعلامي والعسكري وكل في مجاله يجد في هذه المحاضرة وغيرها من المحاضرات ما يثبت عمله بالتحرك الثابت السوي السليم.
هذا عندما نتكلم عن محاضرات السيد الدينية العامة فكيف عندما تندمج محاضرة السيد بمولد النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم فيبحر السيد في بحر الرسول وسيرته العظيمة الدينية التي لم تفرط في شيء على جميع المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية وغيرها فهنا سنتكلم عن فكر حياتي عظيم، فكر حياتي سعى إليها اليهود وإخوانهم من المنافقين خلال1400عام جاهدين ليمنعوه من الوصول إلى الإنسان المسلم ليبقى مسلما شكليا خارجيا لا يستفيد من المنهجية القرآنية ولا تستفيد منه المسيرة الدينية فيتجمدان معا كما تجمدا قرون من الزمن حتى تم تفعيلهما تفعيلا حقيقيا في زمننا هذا زمن السيد عبدالملك الحوثي، فتحول المولد النبوي وذكراه السنوية محطة نتزود منها الثقافة الدينية السليمة فتتغير معها جوانب كثيرة من حياتنا في شتى المجالات وبدون استثناء، بعد أن كان مجرد قصص حكواتية تشرح فيها مغامرات الرسول مع النساء وفي زاوية المسجد وكيف كان يدهن لحيته ويعطر ثيابه وفق ثقافة مغلوطة خبيثة مازالت آثارها تجتاح مناهجنا المدرسية والجامعية رغم إن هذا العلم بين ظهرانينا وكأننا سنمضي في نفس المسار الذي مضى فيه النبي حتى وصل في نهاية المطاف لتحطيم الأصنام التي دنست فكر وثقافة وحياة الإنسان في تلك الفترة ونحن سنصل في نهاية المطاف إلى تحطيم أصنام الثقافة المغلوطة التي دنست فكر وثقافة الإنسان في هذه الفترة.
محطات رائعة استوقفتني في محاضرة السيد اليوم أهمها:
1- أن المنافقين الذين كانوا يعيشون حول النبي في المدينة وفضحهم القرآن في أكثر من مائتي آية من آيات القرآن لم يكونوا الوحيدين الذين لم يحترموا النبي بعظمته ومكانته بل إن هناك أناس غلاظ القلوب لم يقدروا النعمة التي يعيشون فيها بتواجده بينهم حيث كانوا ينفضوا من أمامه وهو يحدثهم ويخطب فيهم بمجرد ما يسمعوا صوت طبلة أو تجارة ما تلهيهم عما عند الله والتي تعكس للجميع أي معاناة كان يعيشها النبي على المستوى البشري ممن كانوا يعتبرون من صفه ومحسوبين عليه ومن فئته وليسوا يهودا أو مشركين اعداء له.
2.أن النفسية والعقلية والقلب اليماني أنبثق من الأرض الطيبة المرتبطة بالري الغفور لذا كانوا يميلون لله وللعزة والكرامة فناصروا النبي من قبل أن يلد بمئات السنين وليس منذ ان هاجر من مكة إلى المدينة عبر الملك اليمني تبع، فهل تمتلك أي حضارة أخرى غير الحضارة اليمانية مثل هذا السبق والوعي والسعي الى الحق وأهله منذ تلك اللحظة وحتى هذه اللحظة في أيامنا هذه ونحن نخوض غمار التصدي للشر اجمع رحمه للبشرية أجمع وللعالمين جميعا.
لو استمر في الإبحار في محاضرة السيد فلن يتوقف قلمي عن الكتابة حتى لو أنهيت ما في الأرض من شجر أقلام لأنها من كلمات وكلمات الله لا تنفد.