الخبر وما وراء الخبر

مولد النبي الأعظم

282

بقلم / أمين عبدالوهاب الجنيد

(يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين . قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )
أيها الناس أيها المؤمنون أيها اليمانيون ها قد جاءتكم موعظة من ربكم ألا وإنها موعظة الرسالة والنبوة . موعظة الهداية والرحمة .

موعظة الفضل والخير والفوز العظيم .نعمة الشفاء الأعظم لما في الصدور. نعمة من به تجلى القلوب وتزكي النفوس .
إنها مناسبة المولد النبوي الأعظم مًولد نور الأبصار وضياءها . وعافية الأبدان وشفاءها . وطب القلوب ودوائها . نعم إنه الرحمة المهداة والوسيلة العظمي لنيل النصر والتأيد والرضي الإلهي .

إن من خلق السموات والأرض وسخر ما فيها للبشرية هو من جاءها بما يصلح وضعها ويوحدها ويجمع شأنها ويزكيها ويعلمها وينذرها ويبشرها . هو من جاءها بالحلول العملية والفعلية لحل مشاكلها بما يتطابق مع وضعيتها لجميع مراحلها الزمنية إلى قيام الساعة . هو من جاءنا بما يذهب عنا كدر العيش والهموم والأحزان والقهر والحرمان والظلم والطغيان وحلحلة الأوضاع ومتغيراتها ومشاكلها وظلالها وتيهها وانحرافاتها ويزيل عنها الإصر والأغلال والقيود والأثقال وتخفيف أعبائها وإرساء قواعد وعوامل وقيم النهوض والهداية لتنال البشرية عزها ومجدها ونصرها وشرفها الخالد .

من أجل ذلك الفضل والعطاء الإلهي فإنه يتوجب علينا انطلاقا من باب الشكر والعرفان لله تعالى على هذه النعمة أن نتحرك بمسؤولية ونتفاعل بكل مصداقية بجوارحنا وأموالنا وان نستشعر وندرك عظمة ذلك الفضل العظيم . لتكن مخرجاتنا وأعمالنا وفرحتنا معبرة عن مدى تعلقنا وانتمائنا لهذا النبي الأعظم.

ولتكن المناسبة ترجمة لما يحصدة المؤمنون في الميدان من انتصارات عظيمة يسطرها المجاهدون المتولون للنبي الأعظم في جميع الأقطار العربية والتي من أهما إسقاط كيد ومكر وغطرسته وتجبر أحفاد الأعداء الرئيسيين قديما وحديثاً للرسالة السماوية من اليهود ومشركي قريش وأحفادهم.

فتخليد الذكرى عبر الأعمال والأفعال الفرائحية المعبرة عنها باﻹبتهاج والفرح المجتمعي والشعبي والحضور الوجداني والنفسي والعقلي والتعبودي والتفاعل الجسدي والحسي والمعنوي والروحي تعزز فينا معنى اﻹجلال والتوقير للنبي الأعظم كمنتهى للعشق الوجداني . وإظهار مدى تعلق القلوب به والتفاخر بالانتساب ﻷمته ولأهله ولآله واتباعه الراشدين الصادقين . فببركة إحياءنا للمولد الأعظم للنبي الأكرم سننال وسنحظى بما يشفي صدورنا بما يحويها من كدر الحياة والمعاناة . كما وعدنا الله تعالى فسنة وفطرته لن تكون إلا عبر هذا المسار وفي هذا الاتجاه وعبر هذه البوابة فهي الحل الأمثل ولا خيار آخر .

ولمن يريد معرفة صفات ووضعية من هم الذين يدركون عظمة هذه المناسبة ويتفاعلون مع هذا الفضل الإلهي ومع هذا الحدث هم من وصف الله ذكرهم في سياق هذه السورة في الآيات التي تلي مقدمة الموضوع أعلا حيث سماهم الله تعالى بأولياء الله (أﻵ إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين امنوا وكانوا يتقون . لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة . لاتبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم . ولا يحزنك قولهم أن العزة لله جميعًا …)

فبقدر استجابتنا لله تعالى وتلبيتنا لأوامره وتولينا للنبي الأعظم والقيام بذلك الفرحة “فبذلك فليفرحوا “..سنكون أولياء لله من الذين (لاخوف عليهم) وهذا يعني انه سيتم تخويف وقتال وحصار وووو …أولياء الله ولكن مهما تعاظمت قوى الاستكبار علينا ومهما نزل بنا من تهديد ومحن وتخويف وحصار فإننا سننال العزة وسيصحبنا النصر في كل مواقفنا ومواجهتنا وستذهب الأحزان عنا وستشفاء الصدور وسنحصد بشرى النصر واقعا عمليا . وسنجني ثمار صبرنا وبشارات إنجازاتنا وإعمالنا وطموحاتنا في الدنيا والآخرة و سيتحقق لنا ما هو أعظم وأكبر وأعم وأشمل وأجل من كل شيء ألا وهو “ الفوز العظيم “ فصلوات ربي عليه وعلى آله في الليل إذ يغشى والنهار إذ تجلى..ولك الحمد ياالله على منك وفضلك وكرمك إن أكرمتنا وجعلتنا من أمة خاتم أنبيائك وممن يحيون ذكرى فضلك وجودك وكرمك .

والسلام عليكم ورحمة الله