بالمختصر المفيد.. البادئ أظلم … والقادم أعظم
بقلم /عبدالفتاح البنوس
الكبر والعنجهية والغطرسة التي يمارسها أمراء اليهودية السعودية بقيادة المهفوف محمد بن سلمان تجاه يمننا وشعبنا مصيرها إلى زوال كما هو مصير مملكتهم التي ستكون شاهدة على مهلكتهم وسقوط عرشهم ونهاية سطوتهم وتسلطهم على رقاب أبناء نجد والحجاز المغلوبين على أمرهم ، الذين يقبعون تحت رحمة هذه الأسرة اليهودية الجذور والانتماء والتوجه ، فمع مرور الأيام وتعاقبها في ظل استمرار العدوان والحصار ومع إغراقهم في الدم اليمني وارتكابهم المجازر والمذابح البشعة ذهب الكيان السعودي الباغي إلى إعلان مرحلة جديدة من مراحل الحصار والتجويع لقرابة الثلاثين مليون مواطن يمني من الرجال والنساء والأطفال ، من خلال إغلاق كافة المنافذ والموانئ البحرية والبرية والجوية في محاولة بائسة لإركاع اليمنيين وإجبارهم على رفع الراية البيضاء وإعلان الاستسلام .
هذا القرار والتوجه السعودي الصهيوني الأمريكي يأتي في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية و إنسانية بالغة الخطورة والتعقيد والصعوبة ، فعلى الجانب الاقتصادي لا تزال تداعيات انقطاع المرتبات ونهب حكومة الفنادق الأموال التي تمت طباعتها في روسيا قائمة وهو ما أنعكس سلبيا على الأوضاع المعيشية لشريحة واسعة من المواطنين الذين تقطعت بهم السبل ووجدوا أنفسهم في ضائقة مادية ومعيشية بالغة الصعوبة ، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر في أوساط المواطنين ، وفي الجوانب الإنسانية تبرز في الواجهة العديد من المشاكل التي خلفها العدوان والحصار وفي مقدمتها أزمة النازحين بسبب ظروف العدوان والاستهداف السعودي اليهودي للأحياء السكنية ومصالح المواطنين وممتلكاتهم العامة والخاصة ، هذه الأزمة التي تتوسع دائرتها من يوم لآخر مع استمرار العدوان والحصار ، بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة الحصار المفروض على البلاد وعدم السماح بدخول الأدوية والعلاجات بالتزامن مع تلويث الأجواء بغازات جرثومية تخلفها الصواريخ والقنابل التي تلقيها طائرات العدوان على رؤوس اليمنيين ، وأمام هذا الواقع المرير وفي الوقت الذي كانت الكثير من المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية تواصل ضغوطاتها من أجل إقناع قوى التحالف السلولي برفع الحصار ووقف العدوان على اليمن ، إذا بالعدو السعودي وبضوء أخضر أمريكي يعلن عن إغلاق كافة المنافذ البحرية والبرية والجوية اليمنية في آخر ورقة اقتصادية يلعب بها في محاولة منه لتحقيق المكاسب والأهداف التي عجز وفشل في تحقيقها قرابة العامين والنصف .
بالمختصر المفيد من السهل على المهفوف وأسياده إغلاق كافة المنافذ اليمنية ، ولكن من الصعب ؛ والصعب جدا أن يفت هذا الحصار في عضد اليمنيين ، أو أن ينال من صبرهم وصمودهم وثباتهم ، وعليهم أن يدركوا بأن كل الخيارات متاحة ومفتوحة أمام القوى الوطنية اليمنية لمواجهة هذا القرار والتوجه ولن يقف أبناء الشعب اليمني مكتوفي الأيدي وهم يشاهدون أنفسهم عرضة للهلاك والموت جوعا ، وسيكون أمامهم فرض الحصار من جانبهم على دول العدوان ومن يقف خلفهم ، ومن باب المندب سيكون الرد اليمني العملي على صمت وسكوت وتفرج العالم على الحماقة والرعونة السعودية المسنودة والمدعومة أمريكيا ، والبادئ أظلم ، على وعد بأن يكون القادم أعظم ، و( يا روح ما بعدك روح )، ( وما فيش حد أحسن من حد ) .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .