الخبر وما وراء الخبر

سنة الله أن ينصر أولياءه ويدفع عنهم إذا تحركوا على أساس هداه

469

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ} (المائدة من الآية: 11) فلا تقول: نحن عندما نلتزم قد نعطي فرصة للعدو، وقد .. وقد يتمكن ثم .. إلى آخره، الله يقول هنا: {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ} من حيث لا تشعرون، وفي وقت ما قد دخلتم في التزامات قائمة على أساس توجيهه مع آخرين، فإذا هو كف أيديهم عنكم من حيث لا تشعرون ألن يكف أيديهم عنكم؟ ألن يكونوا هم الخاسرين، ألن يحبط كيدهم عندما يفكرون أن يستغلوا فرصة معينة؟، بل ربما قد يدفعون إلى أن يظهروا في الصورة ناقضين مثلا، مثلما تعامل رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) معهم؟ ما كان أحيانا ما تدري ونقضوا هم من هناك، ينبذ إليهم على سواء ويضربهم، لكن العرب عندما كانوا يدخلون في هدن، كانوا يدخلون في هدنة لم تقم على أساس تقييم صحيح، ثم في نفس الوقت لا يهتمون ببناء أنفسهم كما يهتم العدو ببناء نفسه، ينخدعون به وهو شغال يبني نفسه وبدا عليهم من جديد وضربهم، ولا قيادات جديرة فعلا بكثير من الأشياء هذه التي وعد الله بها المؤمنين، لأنه قد يكون بعضهم لا يختلفون فعلا عن قيادات العدو، هل هذا محط تأييد إلهي؟ وبعضهم لا يختلف عن شارون.

لاحظ كيف الآية هذه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ} لأن تذكر نعم الله لها أثر مستمر، وأثر هام في كل الظروف، وفي كل الوضعيات {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} لكن المؤمنون بما تعنيه الكلمة، والمؤمنون الذين بنيانهم بنيان صحيح، على أساس قرآني، تجد الآية هذه أيضاً فيما يتعلق بنسف كثير من المفاهيم التي تقعد الناس، أو الرؤى القاصرة التي تؤدي بالناس إلى أن يقعدوا، أنها كلها ناتجة عن ضعف ثقة بالله سبحانه وتعالى، هو هنا يقول للمؤمنين: {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ}؛ لأن الله هو مسيطر ورقيب ومهيمن على كل الناس، على نفوس وقلوب أوليائه وجنده، ونفوس أعدائه.

وفي الوقت الذي يقدم وعودًا عندما يقول: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ} (الحج من الآية: 40) يقدم أمثلة عملية وقعت فعلا {هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ} هذه تنسف الشعور الذي هو حاصل عند الناس، نقول: العدو .. قال العدو إذا كذا .. فيمكن يضربنا، لا تعملوا كذا، لأنه يمكن يضربنا ضربة قاضية!!.

لا، إذا الناس يتحركون على أساس دين الله، على أساس هدي الله، ويثقون بالله وثوقا عمليا، ويبتنون على أساس قرآني، فهذه هي سنة الله أن ينصر أولياءه، وأن يكف أشياء كثيرة من جانب العدو قد لا يكون في طاقتك أنت، ولا إمكانياتك ـ سواء معدات عسكرية، أو إمكانيات أخرى ـ أن تدفعه، هو يكف يده عنك {وَاتَّقُوا اللَّهَ} لا يكون من عند الإنسان تقصير يقصر، يتراجع، يقعد؛ لأنه يرى العدو كبيراً، ربما يحصل، وربما يضربنا، وأحسن نحافظ على أنفسنا، أحسن نتحول إلى دعوة، دعوة هكذا نحافظ على الدين بشكل دعوة، لا ننطلق بهذا الشكل فيضربونا فيقضوا على الإسلام، هذه رؤى قاصرة كلها، الله يقول: {وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

الدرس الحادي والعشرون – من دروس رمضان.

بتاريخ 21 رمضان 1424هـ

الموافق 15/ 11/2003م

اليمن ـ صعدة.