حي البليلي سيشهد على إرهابكم!
بقلم / نايف حيدان
كنتُ أشاهدُ عشراتِ الأولاد ومثلهم وأكثر بنات صغار كلهم يصيحون ويبكون.. أطفال يجرون بخوف والدموع تسابقهم وقلوب أمهاتهم تتوجع قلقاً وخوفاً وَذعراً، أشاهد كل هذا وَما بيدي حيلة لإسكات هذا الطفل وتجفيف دمعة من عين هذه الطفلة..
من أواسي وَمن أنقذ ومن أسكت؟!
الكل مرعوبٌ والكل يجري والشظايا تتوزع للحارات والدماء تنزف..
وجريحٌ هنا يسقط مضرجاً بالدماء وجريحٌ آخر تنهالُ عليه الأحجار من المباني أمام هؤلاء الأطفال..
حتى جامع البليلي لم يسلم من هذا العدوان البربري الوهّابي السعودي، فقد تعرَّض لشظايا هذه الصواريخ الوهابية..
إبني رعد ذو العشر السنوات وهو بجانب أمل وجارالله وبينما كانوا عائدين من المدرسة، شاهَدَ الصاروخ أو الشظية بالسماء بعد سماعه الانفجارَ الهائلَ فقال: افتكرت هذا الطائر بالسماء يا أبي، غراب أو نسر يلاحق الحمام، وتفاجأت بهذا الطائر الغريب يحط على مبنى وسط سوق ليحول الجزء العلوي من هذا المبنى الواقع وسط السوق لحُطام..
ورعد يشاهد هذا المنظر وكله تعجب.. لماذا وماذا صنع رعد أو هذا الطفل المفزوع ليصب عليه كل هذا الحقد وكل هذا الشر؟!..
كان حي البليلي وسط العاصمة صنعاء قد شهد يوماً إرهابياً مثلما أمسى عليه تضامناً مع حي الصعدي..
العاصمة تتعرض لتدمير ولإبادة جماعية والعدو بتصرفه هذا يعتقدُ بأنه كلما قتل ودمّر اقترب من النصر.. وهو لا يعلم أن كل شهيد مدَني يسقط فدمُه يرسل عشرات المقاتلين للجبهات، وكل رجفة أو فزعة لأُمّ ولطفل تصنَعُ معنوياتٍ عالية للسماء ودفعة كبيرة للمقاتل اليمني للتقدم والتوغل بأرض العدو..
هؤلاء الأعداء الأغبياء يستقوون علينا بطائراتهم، ويا ليتهم يكتفون باستخدامها لمواجهة الرجال في الجبهات، ولكن عجزهم وغباءهم وحقدهم يجعلهم يستخدمونها لقتل الأطفال والنساء ويتعمدون هذا في الأوقات المتأخرة من الليل وفي الأوقات المزدحمة من النهار..
حي البليلي تعرض في وقت سابق وفي يوم عيد لنفس هذا العمل الإرهابي..
سقط عشرات الشهداء وهم آمنون ببيت الله ومستقبلون قبلته..
إنتحاريون يهاجمون الجامعَ ويقتلون المصلين وفي يوم عيد، كما تفعل طائراتهم، وفي يوم دراسي ينتظر كل أب وَأُم لفلذة كبده..
كل هذه الجرائم وكل هذا الإرهاب موثَّق بعقول كل هؤلاء الأطفال ومسطّر بدموعهم حتى يأتي اليوم الذي نشاهد الدمعَ والخوفَ بوجه كل مَن شارك بهذا الإجرام وبهذا العدوان الوحشي.