ما وراء تصفية مشائخ السلفية المناهضين للإمارات في عدن
مجددا عادت التصفيات إلى مدينة عدن، حيث أقدم مسلحون على اغتيال إمام جامع سعد بن أبي وقاص في مدينة إنماء بالمنصورة، الشيخ عادل الشهري، بعد أيام على اغتيال إمام جامع الصحابة فهد اليونسي والشيخين ضمن المدرسة السلفية التي تختلف فكريا مع مدرسة قائد الحزام الأمني الشيخ هاني بن بريك، ذراع الإمارات الدينية والعسكرية في الجنوب.
وكان قد نشب صراع قبل عامين بين الجماعات السلفية حول جوامع عدن، وحاول بن بريك، السيطرة على كافة مساجد عدن وإخراج أئمة المساجد الذين يناهضون المشروع الإماراتي في الجنوب.
وأفادت مصادر أن “استهداف الشهري، جزء من مسلسل بدأ بتصفية الشيخ عبدالرحمن العدني، وراوي العريقي، وياسين العدني، وفهد اليونسي، ” وأضافت المصادر ” أن لكل من المشائخ مواقف مناهضة لبن بريك، ولمشروع الإمارات، إما بالتحذير من على المنابر، أو في الجلسات الخاصة”.
وحاولت الإمارات السيطرة على الكثير من جوامع عدن بالقوة العسكرية، حيث فرضت مدير الأوقاف عبدالرحمن الوالي، وهو موالي لها، وهو من يصدر التعيينات بتسمية أئمة الجوامع، وأقدمت على إخراج الشيخ أنور دحلان ونفيه إلى السعودية، وتعيين شيخ موال للإمارات بديلا عنه، وعينت إمام جامع الرحمن فور اغتيال الشيخ راوي.
ومنذ حظرت الإمارات نشاط جمعيتي الحكمة والإحسان في الجنوب، شهدت المحافظات الجنوبية أعمال عنف، استهدفت المشائخ الذين يرتبطون بالجمعيتين، وتم اعتقال رئيس جمعية الإحسان، الشيخ عبدالله اليزيدي، ونائبه أحمد بن رعود، ومدير الإحسان السابق في عدن محمود البيضاني، وقامت السلطات الأمنية المدعومة من قبل الإمارات، بنفي الشيخ أنور دحلان، وجمال البكري، وعمار بن ناشر، إضافة إلى تصفيات تمت لمن رفض مغادرة عدن، ومنهم: الشيخ فهد اليونسي، والشيخ عادل الشهري، والشيخ راوي العريقي.
وكان قد غرد هاني بن بريك في حسابه في “تويتير” معتبرا أن ” تلك الجوامع تفرخ إرهابيين” وطالب “بضرورة السيطرة عليها”.
ويرى مراقبون أن الإمارات تسعى لدعم السلفية التي يقودها هاني بن بريك، والتي تعتبرها الإمارات المؤسسة الدينية التي يمكن لها أن تمرر مشاريعها في الجنوب عبرها بدون أي اعتراض.
*النجم الثاقب