الخبر وما وراء الخبر

اجتماع الرياض ابعاد ودلالات

88

بقلم / محمد المنصور

اجتماع وزراء خارجية وأركانات حرب دول حلف العدوان على اليمن في الرياض جاء بهدف التغطية على مأزق التحالف العسكري والسياسي والأخلاقي والإنساني للعام الثالث على التوالي.

العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي التحالفي على اليمن بانت اهدافه المشبوهة وانفضحت وسائله الاجرامية لليمنيين والعالم، وبات اليوم سبة وعارا يلاحق قادة العدوان بسوء جرائمهم التي يندى لها جبين التاريخ.

الاجتماع يأتي في توقيته ومكانه كنوع من ابداء الدعم والتأييد للسعودية الغارقة في وحل أزماتها الداخلية والخارجية ، ولانتزاع الدول المشاركة في الاجتماع ما امكن من أموال السعودية الحرام حتى ولو كان الثمن قتل اليمنيين وحصارهم .

الاجتماع يأتي ايضا لإعادة ما يسمى بالتحالف العربي إلى الواجهة لتبرير استمرار العدوان المجرم على اليمن ، وللتغطية السياسية والاعلامية  على فضيحة اعتراف محمد بن سلمان بأن هدف  الحرب على اليمن هو لمنع قيام حزب الله آخر على حدودهم الشمالية ، مما كشف حقيقة العدوان السعودي الاماراتي الأمريكي التحالفي وانه ليس من اجل الشرعية المزعومة لهادي ومرتزقة الرياض الذين وضعتهم تصريحات ابن سلمان في مكانهم الحقيقي مجرد ادوات رخيصة  ومرتزقة يوظفهم العدوان لمصالحه غير المشروعة واطماعه.

تصريحات ابن سلمان وضعت الحرب والعدوان في سياقها الصحيح كحرب دولة على اخرى وهذا الاعتراف له تبعاته السياسية والقانونية على السعودية والإمارات والدول المشاركة في التحالف.

ولذلك حاول البيان الصادر عن الاجتماع إعادة موضعة التحالف في سياق التبرير للتدخل  بدعم الشرعية  وانتهاك (الانقلابيين ) لحقوق الإنسان في اليمن وتسببهم في الأمراض والمجاعات وغير ذلك من جرائم تحالف العدوان التي نسبها لغيره وعلى طريقة رمتني بدائها وانسلت ، وفي غير خجل ولا ادنى شعور بالانسانية ودون مراعاة لقوانين الحرب التي جرى انتهاكها في اليمن  .

الامم المتحدة نالها نصيب من النقد الذي تضمنه بيان اجتماع تحالف الشر والارهاب  لادراجها تحالف الشر والعدوان  ضمن قائمة العار  وقتلة الاطفال .

وفي صورة للإفلاس القيمي والاخلاقي لتحالف الشر والارهاب السعودي الأمريكي الاماراتي أعاد بيان اجتماع وزراء الخارجية ورؤسا الاركان التنديد بأكذوبة استهداف الصواريخ اليمنية مكة المكرمة ، في محاولة بائسة لتاليب الشعوب الاسلامية ضد اليمن والتغاضي عن جرائم ومجازر  العدوان والحصار والتجويع الممارس من قبل تحالف العدوان .

البيان زعم عن استهداف اليمن للامارات والبحرين وهو مالم يتم حتى الآن لكانما هي موقف استباقي للتحذير وفي سياق رد فعل على تحذير وتهديدات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لدول العدوان والتي صرح بها الناطق الرسمي لانصارالله محمد عبد السلام من على قناة الجزيرة القطرية، وتوعد الإمارات والسعودية بضربات صاروخية ردا على استمرار العدوان على اليمن.

ظهور الناطق الرسمي لأنصارالله على قناة الجزيرة للمرة الأولى منذ سنوات لا شك حمل دلالات ورسائل مزعجة للسعودية وتحالفها المعادي لقطر كان ولا شك من بين اسباب انعقاد اجتماع الرياض المفاجئ ودون سابق انذار.

واذا كان اجتماع الرياض يهدف واقعا إلى رفع معنويات جيوش ومرتزقة تحالف العدوان، ومؤازرة بن سلمان وبن زايد في مواجهة القادم من المفاجآت العسكرية والهزائم فإن هذا الاجتماع وما صدر عنه هو تحصيل حاصل واقع فرض نفسه على الشعب اليمني العظيم، ومن ثم عرف بوعيه التاريخي  والحضاري ما يجب عمله منذ اللحظة الأولى للعدوان الهمجي ، وقرر بوعي وثبات وارادة خوض المواجهة بشجاعة ونبل وإباء فشلت معها كل اسلحة العدوان واساليبه الاجرامية في كسر تلك الارادة اليمنية التي لن تقهر باذن الله .

اجتماع الرياض جاء كذلك في سياق التصعيد الامريكي السعودي ضد ايران التي اعاد اتهامها البيان بكل الاتهامات المكررة والسخيفة التي لم تثبت واقعا، الفزاعة الايرانية استخدمت عمليا وطوال سنوات من قبل السعودية وامريكا والكيان الصهيوني لتبرير الفتن الطائفية والمذهبية ومشاريع التفتيت والتحطيم للبلدان العربية الواحدة تلو الاخرى ، وتسويغ التدخل والغزو العسكري الاجنبي الامريكي على وجه الخصوص.

فشل تحالف العدوان في اليمن خلال قرابة الالف يوم وسيفشل في مقبل الأيام والاسابيع والشهور أكثر مهما كانت التضحيات والمصاعب التي نعيشها كشعب وضعه العدوان امام خيارين فاختار أحبهما إلى نفسه وهو الصمود ورفض الضيم، وسينتصر بعون الله.