عندما تصدق مع الله يعطيك طاقات وقدرات يجعل العباقرة يتلاشون أمامك
هو يشغل الكل عندما يأتي البعض ويقول: [يا أخي هؤلاء الذين يقولون: [الله اكبر …. ] هؤلاء لو يأتي قتال لما عملوا شيئا!] قل: هم الآن يقومون بعمل هام، متى ما جاء عمل أكبر، ربما ـ لأن الله سبحانه هو يتدخل في بناء النفوس يقوي النفوس، يقوي الفهم والذكاء ـ ربما هؤلاء الذين تحتقرهم قد يكون لهم دور كبير ولو كانوا في أثناء رفع الشعار في مرحلة معينة يكون عنده أنه سيقوم بهذه، لكن لو كانت قضية أعلى احتمال أنه سيضعف، ربما عندما يصدق مع الله أن الله يصل به إلى حالة فعلا يصبح قوياً، هذه لها شواهد واقعية من الواقع من آمن مع رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) من كانوا مستذلين عند الآخرين مستضعفين، أي نفوسهم نتيجة الإستضعاف والإستذلال هي تكون هابطة معنوياتهم، أعطاهم الإسلام دفعة في رفع معنوياتهم أصبحوا، أذكياء عباقرة فرسانا أبطالا، إذا ما صَدَقَ الإنسان مع الله فعلا ترتفع معنوياته، إذا كان غير صادق مع الله تهبط معنوياته، ولو كان من أصول قوية تهبط معنوياته.
لذلك نقول في بداية الموضوع: بأن الناس عندما يكونون متحركين في عمل، لا يكونوا يحتقرون أنفسهم بأن ما معهم شخصيات [ما معنا العالم الفلاني والعالم الفلاني، وفلان وفلان والشيخ الفلاني والمثقف الفلاني والكاتب الفلاني والصحفي الفلاني …. إلى آخره] لا، إفهم بأن الإسلام هو بدأ على هذا النحو، عباقرة قريش أولئك هم تهاووا في الأخير، الأشخاص الذين كانوا في نفوسهم ضعاف ويراهم الآخرون ضعافا ويراهم لا شيء فعلا أصبحوا هم عباقرة، أصبحوا أذكياء، أصبحوا أقوياء، وأصبح الكبار الذين كانوا يرون أنفسهم بأنه ما يمكن يستقيم هذا الشيء وما هم فيه، عندهم ما يمكن ينجح محمد وما هم فيه إذ عليه أن يتقبلهم بإملاءات من فوق ويكون هذا الدين متأقلماً مع مصالحهم، إذا أراد أن يكون هناك فاعلية لدعوته وتتسع للآخرين! لا، هؤلاء العباقرة أصبحوا في الأخير لا شيء، وبرز الآخرون جعلهم الله أذكياء وعباقرة وأقوياء ومهتدين … إلى آخره.
هذه قضية فهمها يقي الناس من احتقار بعضهم بعض، بل يقي الإنسان هو نفسه من أن يحتقر نفسه، إذا هو في سبيل لله لا يحتقر نفسه، بمعنى ماذا؟ يكون عنده يمكن ما يعمل للإسلام شيئاً! أصدق مع الله، عندما تصدق مع الله، وتتفهم وتهتدي بهدي الله، يعطيك الله طاقات كثيرة وقدرات كثيرة وفهماً كثيراً وإمكانيات تجعل دورك واسعاً جداً أكثر مما يمكن تتوقع، أكثر مما كنت تتوقع أن تصل إليه، يظل الإنسان يحتقر نفسه وعنده ما يستطيع يعمل شيئا ولا منه شيء سيجلس هكذا دائما، يجلس دائما ما يرتفع، إعرف بأن الله هو يتدخل في القلوب ويقوي النفوس هو يربط على القلوب، ألم يقل: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الكهف: من الآية14) وفي الطرف الآخر يقول: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} (لأنفال: من الآية12).
الصناديد أولئك الكبار عندما برزوا في بدر من صناديد قريش، أبطال، أليسوا ذووا أصول قوية وأبطال؟ هنا جعلهم ينهارون وشدّ الآخرين، ولهذا بعضهم اندهش عندما رأى ابن مسعود على صدره وهو إنسان كان يعتبره لاشيء قال: [لقد ارتقيت مرتقا صعبا] وهو في بدر وقد صار يخور في دمه، فتح عينيه وإذا بابن مسعود فوق صدره جالس فقال: [لقد ارتقيت مرتقا صعبا] هذه قد تكون من هذا النوع، يرونهم فيحتقرونهم، يمر الشريط هذا الشريط خطير، هذا الشريط يأتي خطير، وإذا بمن كانوا يزدرونهم ويحتقرونهم ويعتبرون أنهم لا شيء وفي الأخير يرون هذا الدين نفسه لا شيء إذا ما هم فيه هم، وما هم مستعدين أن يكونوا فيه إلا بأن يكون هناك إملاءات معينة، رأوهم فوق صدورهم في بدر!.
إذاً الإنسان لا يحتقر أحدا ولا يحتقر نفسه هو وبدون غرور، أي عندما نقول: لا تحتقر نفسك معناه أن يكون عندك ثقة بأنه عندما تخلص مع الله سبحانه وتعالى سيؤهلك للدور المنوط بك، والناس مهما تعددت كفاءاتهم واقعا هذا من عظمة الإسلام أنه قابل ـ فعلاً ـ لأن يُنصر بالناس الحاصل، هناك ثوابت معينة يجب أن تتوفر: طاعة مثلا لمن يقودهم، إخلاص لله، سير على هديه، هذه ثوابت أساسية. كونهم ضعافا ما معهم شيء، هو من أسرة أو من طبقة تبدو ضعيفة أو محتقرة في المجتمع أو أو … كل هذه [الأو] ستنتهي في الأخير، أليس بلال حبشياً؟ كيف أصبح بلال؟ وغيره كيف أصبحوا؟ صهيب رومي، وفلان فارسي، وفلان … وترى صناديد فرسان العرب أصبحوا لاشيء، تهاووا؛ لأن الإنسان هو من خلق الله والله سبحانه وتعالى هو الذي يصنع الإنسان فيما إذا اتجه على هداه بالشكل الذي يؤهله لدور هام في سبيله.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
الدرس الثالث – من دروس رمضان المبارك.
ألقاها السيد / حسين بدر الدين الحوثي/ رضوان الله عليه.
بتاريخ 3 رمضان 1424هـ
الموافق 27/ 10/2003م
اليمن ـ صعدة.