رسالة الرئيس صالح الصماد
بقلم / أحمد شملان
إنتظرنا أن يكونَ هناك رَدٌّ لرسالة الصماد التي وجّهها لشركاء الصفّ الوطني من حزب المؤتمر وشركائه، رداً عليهم بتهديد فك الشراكة وسكوتهم عنها، بمعنى السكوت علامة الرضى بما انتقدهم ووبّخهم به، والجميع يعرفُ أن الخلافات السياسية بين أبناء الوطن الواحد طبيعيةٌ وكل الاختلالات التي ذكرها الرئيسُ في رسالته بشكل عتاب وتوبيخ كانت فقط ما عرفناها وانتشرت في وسائل الإعلام، ولم يظهر للعلن الاختلافات الكبيرة التي لم تتسرب للإعلام، فالمقصود من رسالته ليس التشهير وفضح الطرف الآخر، بل تذكيرهم بقوله تعالى (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ).
ولعل وعسى أن يراجعوا حساباتهم، فقد اكتملت الحُجّة والمنطق، سواء من ناحية تغليب مصلحة الوطن أَوْ من باب الخوف من الله والوفاء لهذا الشعب الصابر المضحّي أَوْ حتى من خلال قراءة المعطيات ومجريات الوضع واقتراب النصر الذي يجبُ أن يُتوج في ظل توحّد وتماسك.
وإن لمن مصلحتهم ومصلحة أي طرف أن ينحازَ ويركب في سفينة النجاة, سفينة العزة والكرامة والوطنية وشرف الدفاع عن الوطن، وأن تُغلَّبَ الحكمة لديهم واستيعاب رسالة رئيس المجلس السياسي لأنصار الله رئيس المجلس السياسي الأعلى رئيس الجمهورية، وهو من أبدى لهم مرونة كبيرة جِــدًّا وتنازل وتجاوز عن أخطاء جسيمة ارتكبوها من أجل المصلحة العامة.
وقبولهم بانتقاد ما جاء فيه والتوبيخ الناعم عن طريق صمتهم يجعلها رسالة مهمة جِــدًّا ليس فقط لمن وجهت الرسالة لهم بل لكل أبناء الشعب ليستوعبوا، وتكون عندهم فكرة وثقافة عامة لما جرى ويجري على الساحة الوطنية من سياسات وأحداث داخلية، حيث وقد أدت الرسالة مفعولها وأثمرت في مراجعة حساباتهم ومعرفة أخطائهم وكمرحلة استثنائية صعبة ومفصلية تعيد كتابة تأريخ جديد يجب علينا جَميعاً التكاتف والعمل الجاد، كلٌّ حسب موقعه وإمكانياته المتاحة.
ومن لم يتغير ويتحرك ويصبر ويتنازل في ظل عدوان خارجي استباح كُلّ شيء فمتى قد يتحرك أَوْ يتغير؟ ومن لم يتغير ويستنفر في ظل عدوان على بلده وأَطْفَاله وشعبه، ما الشيء الذي يمكن أن يغيّره ويستنفر غِيرتَه ونفسَه؟!