نص كلمة الرئيس الصماد في حفل تخرج دفعة البنيان المرصوص
فيما يلي نص الكلمة:
الحمد لله القائل: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله..
أيها الإخوة الحاضرون جميعاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير، ونهنئكم ونهنئ جميع أبناء شعبنا بأعياد الثورة اليمنية.
وأن يتزامن هذا التخرج مع احتفالات شعبنا بالعيد الرابع والخمسين لثورة الـ 14 من أكتوبر فإن هذا يدل على حجم الارتقاء والعزيمة والوعي والإرادة التي يحملها أبناء شعبنا، وفي مقدمتهم أبناء المؤسستين العسكرية والأمنية.
إننا ونحن نرى هذا الأداء وهذا التدريب وهذا الزخم في هذه الدورات وهذه الدُفع التي تتخرج، لينبعث فينا الفخر، والاعتزاز، ويدل بما لا يدع مجالاً للشك أن حتمية النصر هي طريق شعبنا، وهذا هو الذي نلمسه ونراه من خلال هذا الأداء وهذا الارتقاء والتطور، فبعد ما يقارب الثلاثة أعوام من العدوان والحصار والاستهداف، وفي مقدمته الاستهداف للمؤسسة العسكرية، نرى هذا الصمود، وهذا التحدي، وهذا الإنجاز، وهذا التكييف مع طبيعة المعركة، ومع طبيعة الاستهداف فإن هذا هو خير دليل على حتمية الانتصار.
وإن من اكبر ما نفتخر به ونعتز به أن نرى رجال اليمن، رجال الجيش وهم يلتحفون العلم اليمني، ويرفعونه عالياً، ويتدربون على أيدي إخوانهم وزملائهم من ضباط وزارة الدفاع، بينما في الطرف الآخر نرى من يتخرجون وهم يلتحفون العلم الإماراتي والعلم السعودي، ويتدربون على أيدي المدربين الأمريكيين والسودانيين والإماراتيين والسعوديين شتان ما بين الفريقين أولئك يقاتلون في سبيل الشيطان، وفي سبيل أمريكا، وتسفك دماؤهم من اجل المحتل ، وأنتم من تعرفون علم اليمن وقيمته ورمزيته أنتم لا غيركم، انتم والأبطال في الجبهات من تمثلون اليمن حقيقة وانتم من تمثلون الوطن، ومن تحملون روح المسؤولية والوطنية بكل ما تعنيه الكلمة، فالواحد منكم بالآلاف من أولئك.
كلي ثقة بإذن الله تعالى أن هذا التخرج سيكون له أثر ونقلة نوعية في ميدان المعركة، وكما قلت لزملائكم في الدورة السابقة أنهم سيضيفون نقلة نوعية وسيغيرون استراتيجية المعركة فكانت هناك مسارات خطيرة للعدوان في تلك المرحلة، كان يراهن على حسم المعركة فيها وعلى سحق قواتنا وخطوط دفاعنا، فكان لتلك الدُفع دور أساسي وبارز في إفشال تلك المخططات وتلك المسارات.
ونحن اليوم بكم بعد الله سبحانه وتعالى نراهن أن هناك أموراً كثيرةً ستتغير، وأنتم قدوة لغيركم من أبناء القوات المسلحة للانطلاق إلى معسكرات التدريب، ومعسكرات التجميع؛ لينطلق الناس إلى ساحة المعركة للدفاع عن دين الله، وعن كرامتهم، وعن عزة هذا الشعب، وكرامة أبنائه، فأرواح المدافعين عن أوطانهم وحريتهم غالية ليس لها ثمن إلا الجنة، أو الشهادة في سبيل الله، وسبيل هذا الوطن كما قال سبحانه وتعالي:
{وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا}.
نفوسكم غالية ليس لها ثمن إلا أن تدافع عن هذا البلد وعن عزته وعن كرامته، وغيركم يبيعون أنفسهم بيع البخس بيعاً بائساً بدراهم إماراتية معدودة، وكان الاحتلال والمعتدين فيهم من الزاهدين؛ لذلك أيها الرجال أيها الأشاوس نحن ومن هنا ندعوكم إلى العمل بمؤهلات النصر التي تجعل الله سبحانه وتعالى يقف معكم كما قال سبحانه وتعالى:{بَلَىٰ ۚ إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ}
إنها فرصة لنعبر عن كل الشكر والتقدير لكل من ساهم وبذل، ولقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان وقيادة المناطق العسكرية وبالذات المنطقة العسكرية الرابعة التي نلحظ فيها هذا الزخم، وهذا التجميع، وهذا التخرج، والتي نأمل بإذن الله تعالى أنها ستغير موازين المعركة وشعبكم ينتظر بإذن الله تعالى بشائر النصر وتحققه على أيديكم وبكم.
ولكم كل الشكر والتقدير وبإذن الله تعالى سنواصل في المجلس السياسي الأعلى والحكومة العمل على وتيرة واحدة تضعكم دوما في أولويات واهتمامات الجميع، وتوفير إمكانيات ومتطلبات الدفع المتخرجة بما يمكنها من القيام بمسئولياتها.
سبأ