واقع الجنوب في خطاب السيد القائد
بقلم / زيد الغرسي
في خطاب السيد القائد اليوم بمناسبة ذكرى استشهاد الامام زيد عليه السلام وثورة اكتوبر المجيدة خاطب الجنوبيين بما يعترفون به وتحدث معهم بمقاييسهم المادية ونسف كل التضليل الاعلامي لدول العدوان حول شعاراته التي يضلل بها لإخفاء حقائق احتلاله للجنوب. وربطهم بتاريخهم المشرف وقارن بينه وبين واقعهم اليوم واعاد لهم ذاكرة التحرر وثورة اكتوبر التي عمل الاحتلال على حرف مضامينها وثوابتها القائمة على الحرية والاستقلال. وخاطبهم عن واقعهم الذي يقولون فيه انهم تحرروا وضرب لهم مثلا بهادي اكبر كبير لديهم …
السيد القائد في خطابه اليوم شخص التيه الذي يعيش فيه بعض ابناء الجنوب وقدم التوصيف الواقعي لهم مع ارشادات العلاج الضرورية التي سيعودون اليها طال الزمن او قصر والامر بيدهم فهل مع المعاناة والتضحيات الكبيرة ام مع التحرك وتلافي الكثير من التضحيات التي لو استمر الاحتلال لدفع الجنوبيون أكثر وأكثر فيكفي الالاف من الدماء التي سفكت والتدهور الكبير في كل المجالات للعودة لدراسة واقعهم بعد كل هذه المعاناة …
من أبرز النقاط التي يعمل عليها الاحتلال في الجنوب منها: الاولى تغيير المفاهيم وقلبها وعكسها تماما حتى وصل البعض لقناعة بها وابرزها ان ابن البلد اصبح محتل بينما السوداني والاماراتي والسعودي ليس محتل بل مرحب به وهنا يدرك المتابع كيف استطاع الاحتلال ايجاد قبول به، بل وله المنه ان احتل بلدهم وانقذهم كما يقولون. ومع كل الواقع الذي يعيشونه ويعترفون به الا انهم يرفضون توجيه الاتهامات للمحتل نهائيا ويسعون لايجاد متهم هنا وهناك …
والثانية تغييب المبادئ والقيم والمفاهيم الوطنية التي سعى الاحتلال لخلق مفاهيم اخرى معاكسة تخدم احتلاله ونجح في ذلك حتى وصل مفهوم الخيانة بانه وطنية والتعامل مع المحتل بانه شرعيه والمشاركة في جرائمه تثبيت للامن والاستقرار وتبرير جرائمه بانه رد للجميل …
الاحتلال الجديد استفاد من تجربة المحتل البريطاني في شراء الولاءات بالاموال والمناصب بعيدا عن القيم والمبادئ حتى أصبح الارتزاق والعمالة وطنية لا يجوز لاحد ان يتهمهم بالخيانة او يصفهم بالمرتزقة فالاحتلال حاليا يستفيد من عملاءه ومرتزقته في اطالة مدة احتلاله وتوسعه في كل المحافظات الجنوبية وهي نفس النقطة التي اعتمد عليها الاحتلال البريطاني حتى استمر لاكثر من مائة عام …
اما الثالثة فيعمل الاحتلال على مسح كل جرائمه وطمسها من ذاكرة المواطن مستفيدا من حالة النسيان للمواطن اليمني وفي حال ارتفع السخط ضده من المواطنين يعمل على توجيهه في اتجاهات اخرى ثم يستمر في التغطية عليها بصرف الوعود العرقوبية لتخديرهم وامتصاص سخطهم وأبرز دليل على ذلك مئات الوعود التي تحدث عنها في مجال الكهرباء منذ احتلاله قبل عامين ونصف ولم يجد ابناء عدن شيئا من ذلك..
من اهم الوسائل التي يركز عليها الاحتلال هو الاعلام الذي نجح في تزوير الواقع وتغييب الوعي والمنطق وقلب الحقائق الميدانية رأسا على عقب واستثمر ذلك في القبول به واعتباره منقذا لهم، ساعده في ذلك غياب الاعلام الوطني وابتعاده عن تناول جرائم الاحتلال ومواجهة شائعاته وتضليله وتزييفه للراي العام في الجنوب. وكم كرر السيد القائد الحديث عن الاعلام وتقصيره في الفترة الماضية الى جانب التثقيف بكل الوسائل المتاحة …
معركة الوعي هي المعركة الاهم التي يخاف منها المحتل دائما ولذلك يسعى لطمس القيم والمبادئ والاخلاق والمفاهيم الوطنية ولمواجهة ذلك دعا السيد القائد الى تضمينها في المناهج وتعميمها في وعي المواطن حتى تترسخ وتتصدى لأي محاولات احتلال جديدة وتفشل كل رهانات الاطماع الاستعمارية في اليمن …