الخبر وما وراء الخبر

تصريحات وتهديدات ترامب بالونية ولن تستطيع أن تقف على قدميها على الارض

44

بقلم / محمد فايع

لم يكد ترامب ان ينتهي من تصريحاته وتهديداته البالونية  حتى سارعت مملكة التكفير المتهالكة الى جانب شقيقها المهزوم  الكيان الصهيوني  للترحيب  بما اسماه ترامب الاستراتيجية  الجديدة  ضد ايران  فبالتزامن  مع تهنيئة نتنياهو لترامب “بالمواجهة الجريئة ضد النظام الإيراني “فان السعودية تعلن “ترحيبها باستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة” تجاه إيران.

المتتبع للمرحلة التي وصل اليها اليوم المشروع الامريكي في المنطقة من فشل وانحسار  سيجد انه لا قلق ..فتصريحات وتهديدات ترامب بالونية  جاءت كردة فعل على الهزيمة التي بات يتلقاها المشروع الامريكي الصهيوني الوهابي التكفيري في المنطقة وخاصة في سوريا والعراق في مواجهة المقاومة الشعبية العسكرية القتالية الى جانب الجيشان السوري والعراقي.  فيما كان ولا يزال تحالف ثلاثي الشر الامريكي الصهيو تكفيري وهابي سعودي يتلقى الهزائم والفشل في اليمن امام  ثلاثي الايمان والحكمة اليمانية  (قيادة ،شعب ،قوة ضاربة)

بحساب حب البقاء والحرص على المصالح  هناك أمران  أساسيان لا يمكن لأمريكا تجاوزهما على الاطلاق

الامر أول إن استراتيجية ترامب  ومن يدور في فلكها لايمكن أن تلقى أي قبول من قبل محاور التكتلات الدولية القائمة فالاتحاد الأوربي وروسيا ودول آسيا كالصين وكوريا الشمالية ودول أمريكا اللاتينية  كلها تكتلات تقف على النقيض من السياسات الامريكية اصلا  ..فضلا عن ذلك هي تكتلات تربطها شبكة مصالح اقتصادية كبرى مع ايران ومع بعضها البعض …وفي ضل الانحسار والتدهور الاقتصادي والازمات البنيوية  التي  اصبحت تواجهها دول البترو دولار فلم يعد هناك من لديه الاستطاعة لا السعودية ولا أي دولة خليجية  يمكن أن يقدم البدائل الاقتصادية لتك الدولة او تلك فضلا عن تقديمها لمحور كالمحور الاوربي .

الامر الثاني صناع السياسة الامريكي يعلمون اليوم اكثر من غيرهم  أن الذهاب عمليا  وراء تهديدات ترامب معناه الانتحار وبالتالي فان تصريحات ترامب مجرد تصريحات بالونية لا تستطيع أن تقف على قدميها  امام وقائع التحولات والتغيرات في المنطقة والتي تؤكد أحداثها أن عنجهية أمريكا شاخت وضعفت وأنحسر وهي في طريقه الى الانهيار والزوال في مقابل ما تشهده المنطقة والعالم لإسلامي من تنامي  لمسار الوعي والتحرر الشعوبي على طريق المقاومة والجهاد في سبيل الله  في مواجهة  المشروع الامريكي الصهيوني وأدواته وعلى كافة مجالات الحياة واصعدتها  وعلى راسها الصعيد  العسكري.

وفي النتيجة لا قلق من بالونات  ترامب وأن غلبت حماقة ترامب وتمكن من قيادة بلده ومن يدور في فلكها  للإقدام على أي فعل عسكري  فهو بمثابة التوقيع على موت أي تواجد للمشروع  الامريكي الصهيوني وكل من يرتبط به من انظمة العمالة في المنطقة والى الابد.