الخسائر الحقيقية لجيش العدو السعودي وتحالفه في اليمن…حقائق عسكرية تحسم الجدل
عصف حجم الخسائر المادية والبشرية في صفوف القوات السعوديه الغازية وتحالفها في جبهات الداخل اليمني وفي الجنوب السعودي في المحصلة النهائية بالاقتصاد السعودي و الذي يشكل عصب القوة في السعوديه وأساس مكانتها في الهرم السياسي الاقليمي والدولي.
وعلى الرغم من إن صناع القرار قد حسموا خيارهم السياسي والاستراتيجي و بناء على حجم هذه الخسائر الفادحه بحتمية اعلان الهزيمه أو على الأقل جدولتها كهزائم ذات طابع انسحاب ممنهج لتمييع الهزيمه التاريخيه ، إلا أن ثمة تناقض حاد لاتزال تثيره تلك الأرقام المتواضعة الذي تتمسك بإعلانها وزارة الدفاع السعوديه والاعلام السعودي لعدد القتلى والجرحى في الجيش السعودي مقارنة بالأرقام الحقيقية الصادمه التي تشير إليها الكثير من المصادر السعوديه سواء الشعبيه او المحايدة والمستقلة والتي أدركت بوقت مبكر حجم هذه الخسائر القاسيه وتتحدث عنها بلغة الاسى والحزن والحسره….
وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي بذلتها الحكومه السعوديه لإخفاء وتزوير المعلومات التي اعتبرتها سلاحا في المعركة بغرض إعماء الرأي العام السعودي والخليجي والعربي، وذلك من خلال التعامل مع مستويين من المعلومات ، الأول يمكن الوصول إليه ويتعلق بالأرقام الرسمية المعلنة على المواقع الرسمية لوزارة الدفاع السعوديه والوكالات الاعلاميه المتصله بها ، والمستوى الثاني المحجوب ولا يمكن الوصول إليه ومحاولة الوصول اليها سيتعرض صاحبها للسجن والتعذيب..
لأنه يتضمن الخسائر الحقيقية البشرية والمادية وإعلانها ينطوي على مخاطر سياسية واقتصادية شديدة، أما الأسلوب الثاني الذي تمارسه الحكومه السعوديه للتحكم بالرأي العام فانه يتمثل في السيطرة والتوجيه لأسطول الإعلام السعودي والخليجي والاقليمي و العالمي الذي تتحكم في اغلبه، فضلا عن ممارسة الضغوط ترهيبا وترغيبا على بقية وسائل الإعلام الداخلية والخارجية ،إلا أن امتداد فترة الصراع التي قاربت الثلاثة اعوام وتراكم نعوش الجنود والضباط السعوديين وتحالفهم وإعداد الجرحى والفارين من الخدمه العسكريه وتجاوز كلفة الحرب الحدود القصوى دفع بالكثير من االناشطين والاعلاميين السعوديين والخليجيين على طرح تساؤلات هامه حول حجم الخسائر نظرا لما يتم تداوله بزخم كبير في اوساط الشعب السعودي نتيجة كثرة القتلى والجرحى القادمين من المعركه…
اعتمد الاعلام الحربي اليمني ووزارة الدفاع اليمنيه في نشر الخسائر البشريه والاليه الغازيه بمعيار الحد الادنى فقط.هذا المعيار هو الموثق بالصوت والصوره من ارض المعركه.لكن هناك حساب اخر للخسائر الا وهي الاحصاءات العسكريه التي يتحدث عنها القاده والمقاتلين بالجيش واللجان الشعبيه وهي أدق الحسابات بعد الاحصائيه المصوره بالكاميرا ولكن نظرا للحرب الاعلاميه والنفسيه والاستخباريه ولاعتبارات استراتيجيه اخرى متصله مسرح الحرب تم اعتماد الارقام الموثقه بالصوت والصوره فقط….
على سبيل المثال نشر الاعلام الحربي اليمني ان خسائر الجيش السعودي بالشهر الماضي تجاوز الــ 100 قتيل بين جندي وضابط لقوا مصرعهم خلال الشهر الماضي لكن الارقام الحقيقيه تتجاوز الثلاثمائة قتيل في المقابل نشر الاعلام السعودي ان 100 جندي وضابط سعودي لقوا مصرعهم خلال الثلاثة الاشهر الماضيه وهنا المغالطه المكشوفه والتضليل المخزي فاذا نظرنا الى الارقام التي نشرها الاعلام الحربي اليمني فهي متوافقه جزئيا مع مااعلن عنه الاعلام السعودي ولكن الاختلاف يكمن في الفتره الزمنيه اي بدلاً ان تكون خسائر شهر واحد جعلها الاعلام السعودي خسائر خلال ثلاثة اشهر…
هكذا يتم التضليل في محاولة لافشال الحرب النفسيه اليمنيه ومن جانب التقليل في الخسائر نظرا للفتره الزمنيه التي حدثت بها الخسائر المذكوره….
ولتوخي الدقة في هذه الامر تم اعتماد منهجية ومعايير موضوعية تعتمد بالدرجة الأساس على التقارير والمصادر العسكريه المختلفه سواء اليمنيه او الغازيه الرصينة ، وكذلك اشتقاق معادلة لتحديد حجم الخسائر تقوم على أساس تصنيف أنواع الخسائر العسكرية وآليات إعلان الخسائر في الجيش السعودي ، وكذلك تصنيف الخسائر إلى خسائر منظورة مادية وبشرية وخسائر غير منظورة وهي تلك المتعلقة بالمكانة والمعنويات والهيبة والتأثيرات النفسية والانهيار المعنوي والعملياتي.
دأب الإعلام الغازي كتقليد صهيوني امريكي ومنذ بادية العدوان على اليمن في التقليل من حجم الخسائر الحقيقية وذلك لاعتبارات تخص طبيعة الرأي العام السعودي والخليجي ، وشدة تأثيره على عملية صنع القرار السعودي وآليات تمويل الحرب الباهظة التكلفه التي بات يتحمل وزرها الشعب السعودي وهذه سابقه في تاريخ الشعب السعودي من خلال فرض الضرائب والرسوم المتنوعه ورفع الدعم عن الكهرباء والمشتقات النفطيه والغذائيه وغيرها ، إضافة إلى تأثير ذلك على معنويات الجنود والضباط في الميدان ، ففي الفترة من 2015 -2016 كان الجيش السعودي وتحالفه يعلنوا عن خسائرهم في الجبهات بعشرات او مئات من الجنود وما لبث أن تسربت الأرقام الحقيقية والتي وصلت إلىعشرات الالاف بين قتيل وجريح وسرعان ما أطاحت هذه الخسائر بالثقه والسمعه والهيبه والمكانه وبات النظام السعودي مفصول تماما عن الشعب المكلوم…
في الختام..اعتمد اليمن على نشر خسائر العدو كحد أدنى وفق قاعدة اعلاميه صلبه توثق الصله بين الاعلام والشعب وتظل المصداقيه هي جوهر القوّه والتأثير في اوساط الجماهير ..اما الغزاه واعلامهم اعتمدوا على التناقضات التي ستنقلب ضدهم فيما بعد وهذا ماحدث من خلال نشر ارقام تقريبه لااساس لها في الواقع ولكن مع مرور فتره زمنيه لابأس بها من الحرب ظهرت الفضائح بقوّه اكتشف المواطن اليمني والسعودي والخليجي والعربي والمسلم مستوى الكذب والتضليل والتدليس والتناقض في الاعلام السعودي والخليجي الذي ترجم درجة الافلاس والهروب من الاعتراف بالخسائر الحقيقيه الصادمه التي تكبدها جيش العدو السعودي وتحالفه.
ا.احمد عايض احمد