الخبر وما وراء الخبر

محمد عايش : تلقيت عرضاً مغرياً للالتحاق بـ”الأيدي العاملة” في الرياض

98

ذمار نيوز -وكالة مرصد  23-10-2015

*محمد عايش| قالا لي قبل مدة: تعال، سيارة تشريفات ستنتظرك في المنفذ ثم طائرة من جيزان إلى الرياض، وخمسة ملايين ريال سعودي هدية وصولك وعربون صداقتك.
قلت لهما: وأطفالي وأسرتي؟
قالا: أكيد جيبهم معك
قلت: وجيراني؟ وأصدقائي؟ والعجائز الطيبيون في حارتي؟ وكل من أحبهم ويحبوني منذ طفولتي؟! هل ستتسعهم سيارة التشريفات وطائرة جيزان والخمسة مليون لعنة؟!

أم أن علي أن أتركهم هنا؟ وكيف سأستمتع إذاً بنعيم فنادقكم، وأنا أعرف أن هؤلاء جميعا يعيشون مذعورين تحت جحيم الموت النازل من طائراتكم؟!

لايتعلق رفضي، كماتريان، لا بالرغبة في اجتراح بطولات، ولا بالزهد في المال، ولا حتى بالوطنية.. بل الأمر كله يتعلق فقط بقدرة أو عدم قدرة أيٍ منا على العيش بسلام مع فكرة أن أناساً يكترث لهم؛ تتناقص فرصهم في الحياة يومياً، بينما هو في “بحبوحةٍ” يصنعها المال نفسه الذي يقتلهم!

هكذا إذاً:
كل من هاجروا الى الرياض في ٢٠١٥ هم “أيدي عاملة” مثلهم مثل الأيدي العاملة التي هاجرت، وتهاجر، إلى السعودية منذ الطفرة النفطية.

كله طلبة الله
كله لقّاط بيس

الفرق أن أولئك أيدي عاملة شريفة تستثمر بعرق جبينها، وهؤلاء أيدي عاملة رخيصة تستثمر بدماء شعبها.

كل من التحقوا بالرياض، أو بالعاصفة، هم “عمالة” فائضة في اليمن وجدت فرصاً وظيفية في المملكة فهاجرت إلى المملكة، أو فتحت في بلادها “توكيلاتٍ” لـ”العاصفة”.

“الشرعية” وظيفة
“المقاومة” وظيفة
“التحرير” وظيفة

هاتوا لي بشرا واحدا التحق بوظيفة من الوظائف الثلاث ولا يتقاضى مكافأة مالية نظير عمله؛ مكافأة ثابتة أو مقطوعة، باليومية أو بالشهرية؟!

هاتوا لي شخصية واحدة، سياسية أو إعلامية أو حقوقية، التحقت بالعاصفة بصفة “متطوع” أو “مناضل ببلاش”؟!
————-
حسناً:
كيف يمكن الاعتماد على أوقح “عمالة” مدفوعة على ظهر الكوكب، في “تحرير” وطن، أو بناء مستقبل وطن، أو حتى مجرد الحفاظ على الوطن بخارطته وحدوده التي نعرفها؟!

أفيقوا .. ليس لديكم حكومة ولا أحزاب في الرياض ، بل “باعة” لم يصدقوا أنهم وجدوا زبوناً فأخذوا يغرونه بشراء المزيد.. المزيد من “الدم” والمزيد من “اليمن”.
وسيستمرون في عروضهم وفي تطويل أمد الحرب دون أن يبالوا في أي وادٍ هلكتم.