منظماتٌ دولية: مجزرةٌ مروعةٌ بسلاح أَمريكي الصنع
عقبَ المجزرة البشعة، نشرت منظمة هيومن رايتس ووتتش الدولية، على موقعها الرسمي، نتائج تحقيقات فرقها في اليمن في كبريات المجازر التي ارتكبها التحالُفُ في اليمن، وأثبتت بأنها كلها كانت متعمدةً وعشوائيةً وترقى إلى مستوى جرائم حرب.
رسالةُ المنظمة التي وجّهتها إلى فريق التحقيق التابع لتحالف العدوان السعوديّ تضمنت ردوداً على كُلّ النتائج التي أعلن عنها هذا الفريقُ والتي ثبت أنها كانت كلها كاذبة ومنافيةً للواقع.
حيث أكدت هيومن رايتس ووتش أنه بغض النظر عن المعلومات الخاطئة التي يدّعيها تحالُفُ العدوان على اليمن، سواء في مركَز العمليات الجوية باليمن أَوْ في الرياض فإنها كانت تعلم بأن أي هجوم على القاعة سيؤدي إلى خسائرَ هائلة جِدًّا بصفوف المدنيين، خَاصَّة أن موعدَ ومكان العزاء كان معلناً ويعلمه الجميع، مع امتلاء القاعة بمئات المدنيين وقت الهجوم.
قابلت هيومن رايتس ووتش 14 شاهدَ عيان على الواقعة ورجلين وفدا على المكان فور وقوع الغارة الجوية للمساعدة بجهود الإنقاذ، من بين مصادرَ أُخْرَى، واطلعت على مقاطع فيديو وصور لموقع الغارة ومخلفات ذخائر.
كانت الغارة هجمة غير قانونية وَعشوائية ضد المدنيين وأعيان مدنية، في انتهاك صارخ لقوانين الحرب. يبدو أن الصالة الكبرى هوجمت قصداً وبتعمُّد من واقع الاستهتار بحياة المدنيين، وهو ما يشكل جريمة حرب، وَلَا بُدّ من التحقيق جنائياً مع الضالعين في الواقعة.
من جانبها قالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، في تصريحات صحفية بعد وقوع مجزرة الصالة الكبرى بأنه بعد تنفيذ النظام السعوديّ والدول المتحالفة معَه لغارات غير قانونية في اليمن، شملت المدارس والأسواق والمستشفيات وحفلات الزفاف والمنازل منذُ 26 مارس 2015م، أضاف هذا التحالف بقيادة السعوديّة جريمةً مروعة جديدة بقصفه لمراسم عزاء في العاصمة صنعاء في 8 أكتوبر 2016م لتضافَ إلى قائمة انتهاكاته المتزايدة.
الأمر الذي يوجبُ إجراءَ تحقيق دولي مستقل عن هذه الجريمة البشعة، خَاصَّة أن التحالفَ أبدى عدمَ رغبته في الالتزام بواجباته القانونية المتمثلة في إجراء تحقيق موثوق , إنه يجبُ ألا يكون للسعوديّة مكانٌ في مجلس حقوق الإنْسَان الأممي.
وأشارت المنظمةُ في تقريرها إلى أن الصور ومقاطع الفيديو الملتقَطة بعد الهجوم أظهرت جثثاً محترقةً ومشوّهة متناثرة داخل وخارج القاعة، والمبنى مدمراً، ورجالَ إنقاذ يحملون جثثاً إلى سيارات إسعاف.
مشيرة إلى أن على الولايات المتحدة الأَمريكية والمملكة المتحدة وجميع الدول المساندة لتحالف العدوان على اليمن توجيه رسالة واضحة إلى السعوديّة بعدم رغبتهم في المشاركة في هذه الجرائم. وأنه يجب ألا يُترك المدنيون اليمنيون في وجه هذا الجنون الذي يرتكبه التحالف.
كما حدّدت هيومن رايتس ووتش الذخيرةَ المستخدمةَ على أنها قنبلة “جي بي يو – 12 بايفواي 2” (GBU-12 Paveway II) بوزن 225 كيلوغراماً موجَّهة بالليزر وأَمريكية الصنع. استند التحديدُ إلى استعراض صور ومقاطع فيديو وبعض الشظايا التي بقيت سليمةً وعليها علامات المصنع وبقايا الذخيرة الأُخْرَى. حيث التقطت الصور والفيديو في موقع الهجوم مُؤَسّسة “مواطَنة” الحقوقية الرائدة، مقرُّها صنعاء، وصحفيون من قناة الإخبارية البريطانية “آي تي في”، وناشطين محليين زاروا اليوم التالي لقصف الصالة.
إلى ذلك قال المتحدثُ باسم وزارة الصحة في صنعاء، الدكتور تميم الشامي، لـ هيومن رايتس ووتش بأنه استشهد حوالي 110 أشخاص وأصيب حوالى 610 على الأقل بجروح بالغة وأنه من المرجح ارتفاع عدد القتلى نظراً لتعرض عدة جثث لحروق أَوْ تشوهات بشكل يصعب التعرف عليها.
*المسيرة