خطوتان في الاتجاه الصحيح !
بقلم / عبدالله علي صبري
إدراج تحالف العدوان على اليمن في القائمة السوداء المختصة بقتلة الأطفال، جاء ليعزز الاتجاه نحو مساءلة التحالف إزاء الجرائم التي يرتكبها بحق اليمنيين، خاصة بعد أن أقر مجلس حقوق الإنسان تشكيل لجنة خبراء لهذا الغرض.
ورغم أن الخطوتين أعلاه لم تكونا بالدرجة المطلوبة، ويعتورهما الكثير من النقص إلا أنهما يمثلان تطوراً ولو محدوداً، في مسار الأداء الأممي تجاه الحرب على اليمن والتداعيات الإنسانية التي تصاحبها، ما يجعل موقف السعودية وحلفائها أكثر حرجاً في الأيام القادمة.
كرة الثلج تكبر يوماً بعد آخر، والصمت العالمي إزاء ما يحدث لليمن ولليمنيين بسبب العدوان الخارجي لن يدوم على النحو الذي يرتضيه آل سعود، حتى وإن ركنوا إلى أموالهم ونفوذهم الكبير في الدوائر الأممية، وما لم يتداركوا موقفهم ويتوقفوا عن عدوانهم، فإن أياماً عصيبة بانتظارهم ، ومن يشجعهم اليوم في عدوانهم وغيهم، سيتبرأ منهم غداً ، وهم على قارعة الطريق!
وما يقال عن السعودية وحلفائها يقال بالمثل عن مرتزقتها وما يسمى بالحكومة الشرعية ،إذ ينتظرها هي الأخرى تبعات المساءلة والتحقيق في الجرائم التي يرتكبها العدوان، وما جرى بعد مجزرة الصالة الكبرى التي تحل ذكراها الأولى اليوم( الأحد)، يدلل على أن السعودية تحتاط لنفسها، حين تزعم أن الاحداثيات المرفوعة لقوات التحالف تأتي من المرتزقة في الداخل والخارج، ولن نفاجأ إن وجدناهم كبش فداء يلاحقون في المحاكم الوطنية والدولية بالنيابة عن ملوك وأمراء النفط.
ولعل متحاذقا هنا أو هناك، يرفع عقيرته، ويقول إن الانتهاكات بحق المدنيين في اليمن، ليست حكراً على التحالف، وإن المساءلة ستطول الأطراف في الداخل أيضاً.. ونقول لهؤلاء ، لولا أن السعودية تعرف أن تشكيل لجنة تحقيق دولية سيرتد على رقبتها قبل غيرها لما تدخلت وأعاقت تشكيل مثل هذه اللجنة، ولا شك أنها ستمارس أدواراً وضغوطاً إضافية بهدف إزاحة المسؤولية عنها يقدر ما تستطيع.
لكن ، لنفترض أن تحقيقاً محايداً قد كشف أن أطرافاً داخلية أياً كانت قد تورطت في استهداف المدنيين والأطفال، فإن العدالة يجب أن تطولهم أيضاً ،ولن يتباكى على مجرمي الحرب إلا إنسان متجرد من الضمير والأخلاق.
لندعم هاتين الخطوتين، ولندعم الجبهة القانونية التي تشتغل على ملف توثيق جرائم العدوان، التي يدرك فرسانها أن عملهم الدؤوب قد أثمر أخيراً.. فما ضاع حق وراءه مطالب، ومن أفلت من عدالة الأرض، فإن عدالة السماء له بالمرصاد.