الخبر وما وراء الخبر

رفع العقوبات الأمريكية على السودان إمتهان أم مكرمة!؟

50

سيكون على البشير تقديم واجب الشكر لأسياده لأن اسيادهم تكرموا بإزاحة القيود عن الإقتصاد السوداني، في معادلة محاطة بالذل والإمتهان والكرامة وتقديم رخيص للسيادة الوطنية، عدى عن الإقرار ان لواشنطن الحق بتطبيق عقوباتها ضد الدول والشعوب المستقلة.

ولأن الجميع مصاب بداء العبودية ووباء الرضوخ للهيمنة الأمريكية فقد احتفت السعودية بهذه المكرمة كونها جائت نتيجة الإستماته الملكية امام البيت الأبيض لطلب الصفح والغفران للرئيس السوداني عمر البشير المتمرد التائب، مع ابقائه على قائمة الدول الراعية للإرهاب ريثما تنزل الشفقة والرحمة الأمريكية مجدداً.

اما الثمن العيني والصفقة المتبادلة فتأتي بالتسلسل فمثلما يقبض البيت الأبيض وترامب مليارات الدولارات من السعودية وتعميق مبدأ الطاعة المطلقة يدفع البشير الآلاف من الجنود والقوات العسكرية لتأديت الخدمة لدى السعودية كضحايا جدد في عدوانها الخاسر على اليمن، ولا ضير ان يحتفلوا في النهاية على مأدبة الفشل العسكري والسياسي والإنساني.

وما يتعمق لدى واشنطن ان مبدأ العقاب بأحجار الدمى التي تتحرك على خشبت الوصاية الأمريكية باتت تجني ثماره دون الحاجة لبذل مزيداً من الإجرائات لتنظيم صفوف اجنداتها وادواتها في المنطقة.

العقوبات الاقتصادية الامريكية غير المشروعة ضد السودان شرعنها رضوخ السعودي السوداني وبدلاً من ادانتها بإعتبارها تدخلاً سافراً وانتهاكاً للسيادة الوطنية ومحاولة لخطف ارادة الشعوب باتت مكرمة تتفضل بها واشنطن في معادلة تجسد الامتهان الامريكي لأدواته وحلفائه.

*النجم الثاقب