الخبر وما وراء الخبر

استمرار مسلسل الانسحاب من التحالف…الامارات على وشك الانهيار سياسياً واقتصادياً وحقوقياً

62

استمرار الصراع السعودي الاماراتي في اليمن يكثف ويصعد من الصراع المناطقي (السياسي والامني)  المحتدم في مابين المحافظات الجنوبية لانتمائهم لجهة معينة والحفاظ على مصالحهم.

حيث ان هذا الامر قاد البلاد باتجاه الأسوأ، واليوم التوتر الامني والسياسي والاقتصادي يخيم على الشارع الجنوبي رغم ان السقف المرسوم من قبل دولتي “الاحتلال” ممنوع تجاوزه والمعاناة مرسومة ومكتوبة على عاتق المواطن البسيط.

ويرى المراقبون ان حرب اليمن افتك بالاماراتيين سياسيا واقتصاديا وحقوقياً، وانها تبحث عن سبل الخروج من اليمن، هذا ما دل عليه تصريحات عديدة من قبل الحكومة الاماراتية، لكن في المقابل الضغوطات الامريكية الاسرائيلية واقناع بعض القيادت في الحكومة الاماراتية لا تقبل بانسحاب الامارات عسكرياً من اليمن لاسباب متعددة ومن أهمها الملف الاقتصادي الاماراتي والمصالح الصهيو أمريكية والقارة العجوزة في الخليج والبحر الاحمر والجزر.

من أهم هذه التصيحات، أعلن المندوب الدائم للإمارات لدى الأمم المتحدة، عبيد سالم الزعابي، في كلمته أمام الدورة السادسة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان فيما يتعلق باليمن، التي عقدت في 29 سبتمبر الماضي، عن دعم الإمارات لجهود المبعوث الأممي في سعيه لإيجاد تسوية سياسية للأزمة اليمنية، وأكد أن موقف الإمارات هو الحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض التدخل في شؤونه الداخلية، مشددة على الحل السياسي المستند إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني والقرارات الدولية.

لم تكن المرة الأولى التي تلوح فيها الإمارات بالحل السياسي للخروج من التحالف أو رفع يدها عن العمليات العسكرية في اليمن، ففي يونيو الماضي، أعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، أن الحرب في اليمن انتهت عمليًا بالنسبة إلى جنود بلاده، مشيرًا إلى أن الإمارات ترصد الترتيبات السياسية على هذا الصعيد، وهو الانسحاب الذي رأى فيه مراقبون أمرًا طبيعيًا نتيجة للصفعات التي تلقتها خلال أكثر من عامين من مشاركتها في التحالف السعودي، والتي كان أضخمها ثقلًا على أبوظبي، تلك الهجمات الصاروخية التي شنها الجيش اليمني واللجان الشعبية في سبتمبر عام 2016، على مواقع تمركز للجيش الإماراتي داخل اليمن، وأسفر الهجوم حينها عن مقتل اثنين وخمسين جنديًا إماراتيًا في أفدح خسارة لحقت بالجيش الإماراتي على مدار تاريخه، ناهيك عن مسلسل السقوط المتكرر لطائرات سلاح الجو الإماراتي، والتي كان آخرها في 11 سبتمبر الماضي، في وادي عمقيل بشبوة، وأدت إلى مقتل 2 من طاقمها.

من أهم  الاهداف الاماراتية في اليمن، هو السيطرة على المحافظات الجنوبية خصوصاً الموانئ والسواحل، وتنفيذ مشروع التقسيم والتجزئة، وانشاء منطقة آمنة لاستقرار المجموعات الارهابية لتنفيذ أهدافها، وضم أجزاء من الأرضي وبعض الجزر اليمنية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

لكن اليوم وبعد مرور اكثر من 30 شهر من العدوان ادركت الامارات، ان السعودية ورطتها في عدوان لم يجلب لها سوى الانتقادات الدولية والخسائر المادية والبشرية والأزمات الدولية، فيما فشلت في تحقيق أيًا من أهدافها.

*النجم الثاقب