الخبر وما وراء الخبر

وأكثر منها.. لدينا الشجاعة والجرأة

51

بقلم / مختار الشرفي

الأمر الأكثر أهمية في إسقاط الطائرة الأمريكية بعد أن تمكن أنصار الله من إسقاطها، هو ما كشفته العملية من أن أنصار الله يملكون الشجاعة والجرأة على إسقاطها والإعلان عن أنهم من أسقطوها، وهذا ما يجعل الأمريكي في موقف سيء جدا في هذا العدوان على اليمن، ولذلك ما يزال الأمريكي ملتزما بالصمت ولم يتحدث عما أصاب طائرته، حتى يكون رؤية سياسية وعسكرية لتوظيف الحادث ومن دون أن يبدو متضررا منه.

الطائرات الأمريكية تحلق وتقاتل في مناطق متعددة في العالم و تواجه او تصدم بقوى لديها امكانية إسقاطها، لكن لم يتجرأ أحد على إسقاطها رغم عربدتها بالجميع، ألا يستطيع الجيش السوري أو إيران أو روسيا أو حزب الله إسقاط الطائرات الأمريكية التي يقولون إنها تقاتل إلى جانب داعش في سوريا و العراق ويقولون إنها من تسببت بسيطرة داعش على جبل الثردة في دير الزور بعد قصف الطائرات الأمريكية لمواقع الجيش السوري في الجبل ما أدى أيضا إلى محاصرة مطار دير الزور العسكري من قبل داعش ..

إن اتخاذ القرار بإسقاط طائرة أمريكية في اليمن والتنفيذ هو الأمر الأهم، والذي سيقف العالم أمامه كثيرا، لقد أمسك أنصار الله بلحية تمثال الحرية وهزوا رأس أمريكا،

بعد أن أطلقت كوريا الشمالية لصواريخها البالستية وأجرت تجربة بقنبلة هيدروجينية دون اكتراث لتهديدات وعقوبات أميركا، بدأت كوريا الشمالية تتعامل بجدية مع التصريحات المعادية لكوريا الشمالية والتي هددت فيها أميركا بسحق كوريا، واضطر وزير خارجية كوريا الشمالية للإعلان عن إن بلاده ستقوم بإسقاط الطائرات الأمريكية حتى وإن لم تكن في المجال الحيوي لأجواء بلاده، ومن هذا التصريح نفهم أن التهديدات الكورية الشمالية بضرب القاعدة الأمريكية في جزيرة غوام أو إطلاق الصواريخ البالستية من فوق اليابان لم تكن بمستوى و قوة التهديد بإسقاط الطائرات الأمريكية..

أن يقوم أنصار الله بإسقاط الطائرة الأمريكية ليس أمرا عاديا في إطار العدوان على اليمن، وسيكون له تداعيات كبيرة و مهمة ستلزم الأمريكي والسعودي على أن يبحثوا لحل للمستنقع الذي يتضح أنهم يغرقون فيه أكثر واكثر مع كل جديد يعلن عنه أنصار الله في هذه المعركة ومع كل مفاجأة بالستية وانجاز دفاعي يدشنوه في ميدان المعركة بكل جرأة و شجاعة و إصرار، وتحد لهذا العدو الهمجي الذي لا يفهم إلا إذا تألم جدا..