كربلاء .. النهج والإقتداء
بقلم / احمد الجنيد
في ظل إحياء يوم عاشوراء بتجلى إستمراريتها هنا بالأرض الكربلائية اليمنية الدائمة ؛ من خلال المجازر الدامية ؛ المُغمرة بالدماء القاتمة ؛ ابعدوان الأسرة الحاكمة ؛ لنستلهم بعض الدروس التي تفيضها كربلاء بمبادئها وقيمها كلاً على شاكلته نهجٌ وإمضاء إمتدادٌ وإقتداء .
عندما وصل جيش الحر الرياحي وكانوا جميعاً قد كظّهم الظمأ فما كان من سيد الشهداء إلاّ أن أمر بسقيهم الماء وخيولهم ؛ فقد كان بإمكان الإمام أن يتخلّص منهم جميعاً ولا ملامة عليه حيال ذلك لأنهم جاؤوا لقتاله لا لتقبيله ؛ ورغم ذلك لم يتعامل معهم بالمقاييس العسكرية المجرّدة عن القيم الربانيّة التي لا تعطي للإنسان قيمة .
إنه عداء الأخلاق التي يفيض من القيم والمبادئ السامية ؛ فالإمام قد حفظ لهم حقوقهم الإنسانية ، بل وحقوق حيواناتهم ؛ حيث سقى خيولهم مع حاجته الماسة إلى الماء وعلى العكس تماماً ما فعله أتباع بني اُميّة يوم عاشوراء بالإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه ونسائه وأطفاله ولا يفعل ذلك إلا من تعطش مُلتهثاً لدماء الأبرياء لأن قلوبهم مُسخت فلا تجد فيها إلا الحقد والخبث والكراهية .
لنأتي الآن ونسئل أنفسنا أين العدوانيون المتشدقون زيفاً وباطلا مما ينسبون أنفسهم إليه ؟!! وأين أصحاب المنابر الخداعة التي أصبحت منابر لتأجيج الباطل لاغير ؟!! وأين منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة التي تكيل بمكيالين !! إنهم على شاكلة معاوية ويزيد ولايختلفون شيئاً .
ومن كل ماسبق توضيحه عليهم وعلى أتباعهم أن ينظروا في مبادئهم سيلاحظوا إجرامهم وعدائهم الدموي المتجرد من كل المبادئ ؛ وسيدركوا بأنهم أتباع بني أمية وناهجوا نهجهم في كل جبهة يمنية كربلائية وأن الشعب اليمني هم أتباع الإمام وولده الحسين وناهجوا نهجه ؛ فالكل منتهج بمن يتبع وبمن يوالي وبمن يقتدي.