تقرير…فشل مساعي اسرائيل وأمريكا في تقسيم اليمن والعراق
مشروع تقسيم المنطقة بلا شك وريب مشروع أمريكي صهيوني للحفاظ على مصالحهم و تفتيت العالم الإسلامي، واتفاقية سايكس- بيكو السرية التي مهدت لخريطة الشرق الأوسط الحالية، تشير الدلائل والوقائع على الأرض، خاصةً أحداث العقد الأخير، إلى أن هذه الخريطة الهشة كانت على وشك السقوط بداية من ثورات ما يسمى بالربيع العربي ووصولاً الى تشكيل دولة الخلافة بتخطيطات أمريكية اسرائيلية.
لكن اليوم، كل هذه المخططات والمؤامرات التي احيك من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وثعلب الغرب اصبح هَبَاءً مُّنبَثًّا، بداية من المقاومة في سوريا التي وصفت بالحرب العالمية الصغرى في بقعة صغيرة واستمرار بالقضاء على داعش والارهاب في العراق واليوم فشل تكالب العالم بقيادة السعودية والضوء الاخضر الامريكي الاسرائيلي في اليمن.
بعد كل هذه التخطيطات والمؤامرات وبعد رفض الثورة اليمنة في عام 2014 مشروع التقسيم، شن التحالف عدواناً غاشما بعملية عسكرية تحت مسمى “عاصفة الحزم” وفشلها الذريع، اضطر التحالف ان يجلس على طاولة الحوار في الكويت لكي يُفرد ما تبقى من اليمن على طاولة التقسيم مجددا ، حيث تطرح احدى الاقتراحات تقسيم اليمن الى ثلاث اقاليم، والاقتراحات الاخرى تؤكد ان اليمن القادم هو يمن “اتحادي” مقسم الى اقاليم، باشراف أمريكي الاسرائيلي، لكن هذا الامر كان مستحيل نظرا الى ان قائد الثورة والشعب اليمني و القوى الوطنية لا يساومون على اراضيهم ووحدة الوطن.
تقسيم اليمن قصة مؤلمة، فيها من الضحايا والالم، و الخيبة والخسارة، ما كلف اليمن فوق طاقتها، وهي دائما تتحدث عن الازمات السياسية، وصراع القوى المسلحة، وتقاسم الاحزاب وسقوطها، وتعرية الشخصيات السياسية، والفراغ السياسي، والمأزق الذي يمر به شكل الدولة.
ربما يرى بعض المحللون، ان نتيجية ثلاثين شهر من العدوان والصمود التاريخي هو ترسيم نفس الحدود، لكن الامر ليس كذلك، بل نتيجة الحرب والعدوان اليوم، هو التوغل في الاراضي اليمنية المحتلة لاستعادتها، تحول اليمن من زمن الطاعة الى زمن الكرامة، اليمن اليوم هو اليمن الباليستي، اما المحافظات الجنوبية سهلة رغم ان العدوان ومرتزقتهم يقرعون على طبول التجزئة والتقسيم، لكن الجنوبيين لا يريدون التقسيم بل يطالبون على القضية العادلة، واليوم رغم التواجد الاماراتي في الاراضي الجنوبية، الشعب الجنوبي يعاني من التوتر الامني والاقتصادي والسياسي.
وقبل رفع راية المفاوضات، كان حزب الاصلاح الاسلامي يخوض حربا اعلامية مع الحراك الجنوبي، الذي يحرك مظاهرات مليونية تطالب بالانفصال، طبعا “حزب الاصلاح” لا يود لهذا الانفصال ان يحدث ، لانه يخرجه من دائرة التاثير في الجنوب، وهنا نذكر ان علم الامارات مازال مروفوعا في الجنوب و “عدن” ، وهنا يكون الجنوب وخاصة عدن النقطة الملتهبة في خارطة التقسيم، والتي لم يتفق بشأنها بعد، وانها المدينة المرشحة للانفجار، لانها الان اكثر مدينة يتم التصارع حولها، اكثر من صنعاء نفسها ، فما يحدث من صراع على الجنوب ، بين القوى الاقليمية والمحلية، يضاف اليه توجس الامارات من الاخوان المسلمين “حزب الاصلاح”، والمعارك الاعلامية التي نشبت بينهم مؤخرا ، والتي تظهر على السطح مع كل جولة، فيبدو ان صراع الاخوان والاماراتيين سيكون مسرحه الجنوب، في حين قد يؤخر هذا مطالب الحراك الجنوبي بالانفصال.
كما ان اليوم استفتاء كردستان العراق للانفصال هو استمرار مشروع تقسيم المنطقة، ومخطط أمريكي لاخراج كيان منه يشابه الكيان الصهيوني، وكما اعتبره قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي،أن استفتاء كردستان العراق مؤامرة تقسيم متورطة بها إسرائيل وأميركا، وان مـا يجري في العراق لا يخص العراق فقط وإنما مشـروع تقسيم سـوف يطال جميع الدول بما فيها اليمن”، مشيراً “أن استفتاء كردستان العراق مؤامرة تقسيم متورطة بها الكيان الصهيوني وأميركا، و الكيان الصهيوني مشـروع غربي أضيف إليه المـد التكفيري لإسقاط الأمـة الإسلامية والسيطرة عليها.
لكن هذه المؤامرة (تقسيم العراق) باءت بالفشل بعد التحذيرات الجدية من الحكومة العراقية المركزية وقيادات في الحشد الشعبي للتجنب من نشوب حرب أهلية في البلاد.
وفي الختام…
تم تقديم مصطلح “الشرق الأوسط الجديد” New Middle East للعالم في يونيو 2006 من تل أبيب، وقدمته وزيرة الخارجية الأميركية في ذلك الوقت، كوندوليزا رايس (التي أسندت إليها وسائل الإعلام الغربية الفضل في نحت المصطلح)، ليحل محل المصطلح الأقدم والأكثر مهابة “الشرق الأوسط الكبير” Greater Middle East.، تزامن هذا التحول في اللغة الدلالية مع افتتاح خط أنابيب “باكو-تبليسي-جيهان” لنقل النفط في شرق المتوسط، وبعد ذلك، بشرت وزيرة الخارجية الأميركية ورئيس الوزراء الإسرائيلي بمصطلح “الشرق الأوسط الجديد” ومفهومه في ذروة الحصار الإسرائيلي للبنان برعاية أنجلو-أميركية، وأخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، ووزيرة الخارجية الأميركية، رايس، الإعلام الدولي بأن ثمة مشروعاً لخلق “شرق أوسط جديد”، يجري إطلاقه من لبنان.
*النجم الثاقب