“كردستان اليمن” قريبا ضمن السايكس بيكو الجديدة
بقلم / زين العابدين عثمان
في ظل موجة الفوضى والنزاعات والحروب المدمره التي تدور رحاها على المنطقة و تحديدا على الدول العربية بدٲت معالم المخطط الامريكي الهادف لتقسيم دول المنطقه تتضح وتتدلى حيثياته وتراكيبه الجيوسياسيه .
فبعد ان ان آلت الادوات الامريكية الى الانهيار كداعش والتنظيمات الارهابية في البلدان العربية كالعراق -وسوريا بدٲت امريكا تفعل مخططها لمرحلة مابعد الارهاب والذي يتضمن تنفيذ سايكس -بيكو جديدة لتقسيم الدول التي تعافت من داعش والارهاب الى قطع ايدولوجية مفتته ومتناحرة .
فما يحصل بالعراق حاليا من موجة الخلافات والانقسامات داخل المكونات السياسية العراقيه واقصد بالذكر حزب كردستان الذي يصر على الاستقلال والانسلاخ من الهيكل النظامي العراقي ينبئ حصرا بان امريكا بدٲت تحث الخطى نحو تجزئة العراق كمسار اولي ثم الانتقال نحو اليمن وسوريا وباقي الدول العربية التي تخيم عليها سحابة الربيع العربي .
اليمن الذي يعتبر الدولة ذات الثقل الاستراتيجي الذي يضرب سلم اولويات الاهداف الامريكية بالمنطقه يمكن ان يكون هو الدولة التاليه التي ستدخل مشرحة السايكس بيكو بعد العراق . فما يجري باليمن في الفتره الاخيرة يظهر بان طقوس العدوان على اليمن التي تقوده السعوديه وحلفاءها بدٲ يضع اللبنات الاخيرة لمسار التقسيم في اليمن، بعدما انتهجت الامارات خلال العامين الماضيين، سياسة احادية تفضي الى تهيئة جنوب يمني منفصل عن الشمال.
ووفقاً للتصور الأخير، فإن التحولات المقبلة قد لا تكون عمليات عسكرية بالضرورة، بقدر ما قد تكون مرحلة سياسية يتكرس فيها الانفصال أو التقسيم عموماً، بموازاة دعم تسوية أو إجراءات سياسية ترسخ الأمر الواقع الذي باتت تعيشه البلاد.
عند فرز الاحداث وجملة المتغيرات التي تجري في اليمن فاننا نرى بان مظاهر الانقسام تترسخ أكثر فأكثر فالجنوب اصبح لديه حكومة ومجلس سياسي انتقالي وبنك مركزي ونظام اداري محلي مستقلين . وهناك حديث عن مخططا سيكون رديفا لمشروع التقسيم، يتمثل في بقاء الوضع على ما هو عليه، أي استمرار الحرب شمالاً، وترتيب أوضاع الجنوب اليمني سياسياً ومؤسساتياً وعسكرياً، تحت غطاء الشرعية ويكون باشراف ثلاثي امريكي سعودي اماراتي مباشر و في حال تعثر الحسم العسكري بالشمال فان امريكا ستكون امام حاجة ملحة إلى فرض مناطق امنة خصوصا في المناطق التي تمطل على مضيق “باب المندب” اضافة الى تأمين الخطوط الساحلية التي تخضع لسيطرة تحالف السعودية.
في النهاية يبقى القول في الاول والاخير ان مسار تراكيب واطوار التقسيم في اليمن لن يكون بعيد عن مسار التقسيم في العراق اي خلق “كردستان اليمن” و هذا السيناريو يستند على فرضية “وجود كيان تحت إدارة الحكومة التي تسمى بالشرعيه يضم في جيولوجياته محافظات الجنوب والمحافظات المحررة في الشمال مأرب والجوف النفطيتين” وهذا يعتبر محاكاه واقعيه للسيناريو الكردي بالعراق . ما يجب التعريف به في هذا الاطار ان خروج اليمن من ضمن قائمة المدعوين لمشرحة السايكس بيكو التي رسمت احداثياتها امريكا سيعتمد كليا على الارادة التحرريه للشعب اليمني من فلول التحالف السعودي الامريكي على البلاد وابقاء المسار الثوري مستدام على الساحة الميدانية والسياسيه وهذا فعلا هو ما سيحبط مشروع التقسيم والتجزئة