الخبر وما وراء الخبر

عاشوراء والملك العضوض

112

ذمار نيوز -مقالات 22-10-2015

بقلم / عبدالله علي صبري

عندما قُتل أميرُ المؤمنين عليٌ بنُ أبي طالب، طُعنت الخلافةُ الراشدةُ في الصميم، لكن بمقتل الحسين بن علي في كربلاء، فإن الخلافة الراشدة قد ذُبحت من الوريد إلى الوريد، وتأسَّس على أنقاضها الملكُ العَضُوضُ الذي حذّر منه كبارُ الصحابة وهم يعترضون خطوةَ إقدام معاوية بن أبي سفيان على ابتداع توريث الحكم بقولهم: والله ما أردتم الخيارَ لأمة محمد ولكنكم تريدونها هرقليةً كلما مات هرقل قام هرقل.

هذا ما حدث بالفعل، بعد تولي يزيد بن معاوية الحُكمَ. وعندما هبَّ الحسين لمقاومة هذا الانحراف المبكر، والعمل على إعادة الأمر شورى بين المسلمين، كشّر المُلكُ العَضُوضُ عن أنيابه، متجاهلا أخوّةَ الدين والنسب، فكانت كربلاءُ التي انتصر فيها الدمُ على السيف، إذ لم يكن هناك أيُّ تكافؤ بين جيش يضم الآلافَ من المقاتلين المزوّدين بأحدث العتاد والسلاح في زمانهم، وبين ثُلة من أنصار الحسين وأهل بيته، واجهوا المعركةَ بعزة وشرَف وتضحية، في ملحمة تأريخية لم ينقطع ذكرُها حتى اليوم.

ليست عاشوراء معركةً طائفيةً كما يعمل الغُلاةُ على تقديمها، ولذا فإن إعادة تقديمها بالتركيز على شخوصها وملابساتها لا يعني سوى اجترار الماضي، دونَ الاستفادة من العِبَر والدروس التي اكتنفت أحداثَه.

وما يحدُثُ في يمن الصمود اليوم لا ينفصلُ عن دروس معركة كربلاء وتضحيات الحسين وأنصاره، فبرغم عدَم التكافؤ بين قوات تحالف العدوان وإمكاناتهم وما بحَوزة الجيش اليمني من سلاح وعتاد، إلا أن الصمود الأسطوري الذي يسجله شعبنا على مدى سبعة شهور من التحدي والثبات، قد كسر عاصفة العدو، وأحال قوتَها إلى وهن وتخبط في المستنقع اليمني. ولا شك أن الدمَ سينتصرُ على السيف مرة أُخْــرَى، ومن رام استعبادَ شعبنا وإذلالَه لن يظفرَ إلا بالخزي والعار. وكما اقتصت عدالةُ الأرض والسماء من قَتَلَةِ الحسين، فإن قتلة الشعب اليمني وعلى رأسهم آلُ سعود لن يفلتوا من العقاب، وسيرتدُّ جُرمُهم عليهم وبالاً وخسراناً.

هيهات منا الذلة.. ولا نامت أعينُ الجبناء!