اليمن…ثورة خارجة عن دائرة الحسابات والمعادلات الاقليمية والدولية
صورة واضحة من ميدان السبعين في العاصمة صنعاء كشفت العديد من القضايا في اليمن، واصاب المجتمع الدولي والاقليمي وعلى رأسهم دول المشاركة في التحالف ومن راهن على كسر ارادة الشعب انحطاط واسع بعد التحرك الثوري الكبير.
ثورة اربكت قادة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا وباتت مصدر قلق بانسبة لهم وكانت خارجة عن حساباتهم والمعادلات الاقليمية، ولهذا شن عليها عدوان غاشم لافشالها في 25 مارس 2015 بمشاركة 10 دول بقيادة الرياض.
حشود السبعين في احياء ذكرى 21 سبتمبر جاء تأييدا على التحرك الثوري والقيادة الحكيمة المتمثلة بـ السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حيث استمرت الحروب منذ عام 2004 بقيادة القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي، الى يومنا هذا، انتهت بتوسع ملحوظ لحركة “أنصار الله” في أوساط المجتمع اليمني، ليجد النظام الحاكم انذاك نفسه في مأزق أمام التزاماته تجاه الوصاية والمشروع الأميركي في المنطقة، الأمر الذي أنتج صراعات بدت خفية في بداية الأمر بين طرفي النظام (حزب “المؤتمر” – حزب “الإصلاح”).
من أهم اهداف كل ثورة ان تقوم بتغيير جذري في كل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لصالح الشعوب عامة او الاغلبية الساحقة منه ، ضد الظلم والقهر والاحتكار والسيطرة، اما في اليمن في الجانب السياسي والعسكري والاجتماعي تمكنت الثورة ان تقوم بتغييرات جذرية، لكن في الجانب الاقتصادي بسبب الحصار الجوي والبري والبحري والعدوان الغاشم وتدمير البنية التحتية غير منصف ان نتكلم عن فشل الثورة في هذا الجانب، حتى مع نهاية عام 2015 زادت التوقعات بانكماش اقتصادي في اليمن، وتقلص نسبة الناتج الإجمالي المحلي؛ ففي أكتوبر 2015 توقع صندوق النقد الدولي انكماش اقتصاد اليمن بنسبة 28.1%، وأرجع ذلك بالطبع إلى العدوان على اليمن الذي انعكس بالسلب على الأنشطة الاقتصادية، لتنهار الصادرات، ويتساقط الاحتياطي النقدي، وليتراجع الريال اليمني أمام الدولار، فترتفع نسبة التضخم.
بعد الفشل العسكري لتحالف العدوان في اليمن التجاء التحالف البربري الى الحرب الاقتصادي للتشوية لصورة الثورة من خلال التلاعب بالوقة الاقتصادية والمساس بلقمة العيش لكسر ارادة الشعب اليمني، وكلمة حرب في حد ذاتها مُرعبة، إذ لطالما تُلحق الأذية بالسمع الذي بدوره يُلقي بهذه الأذية على الدماغ الذي يعمل على استحضار كل مشاهد الدماء والخراب والدمار والآلام التي ألحقتها الحروب بالإنسان وبالحيوان والشجر والحجر على السواء، الأمر الذي ينعكس سلباً على كل أعضاء الجسم لمجرد استحضار الذاكرة لمثل هذه الصور والمشاهد الكارثية، إذا كانت كلمة الحرب مدعاة للخوف وللرعب لمجرد لفظها، فكيف بنتائجها، من خلال ترجمتها إلى فعل، سيما إذا ما كانت هذه الحرب تندرج في إطار الحروب المنفلتة التي لا تحكمها ضوابط أو أخلاقيات، في الحروب كل شيء متوقع وكل الاحتمالات واردة باستثناء التوقع أو الاحتمال التلاعب بـ وسيلة العيش .
اما في المجال السياسي والعسكري والاجتماعي والثقافي تمكنت الثورة ان تتحدى جميع مخططات العدوان الغاشم، بداية من المسيرة القرآنية التي ادت بوعي شعبي كبير وانتجت انتصارات كبيرة خلال 900 يوم من الصمود في ساحات القتال لمواجهة العدوان.
ويمكن ان نقول من اهم انجازات ثورة 21 سبتمبر تطوير الصناعات العسكرية و احياء الهوية اليمنية وواسقاط تقسيم اليمن واسقاط قوى التكفير والتفخيخ و اسقاط حكم الوصاية الخارجية.
وفي الختام…
رغم الإرهاصات والعقبات والمؤامرات التي تواجهها هذه الثورة إلا أن كل الشواهد والدلائل تؤكد عظمة هذه المنجزات رغم قصر المدة من تاريخ قيامها، ولوكان الشعب اليمني يعيش في في استقلال وكرامة وحرية وعدم الهيمنة الخارجية هل يا ترى كان يحتاج لثورة تعيد لليمني كرامته المنتهكة وسيادته المسلوبة ؟
*النجم الثاقب