الهجرة والثورة وقرآنية المشرع والمنهج والقيادة
بقلم / محمد فايع
ليست مصادفة أن تتزامن ذكرى وانطلاقة الهجرة النبوية المحمدية مع ذكرى وانطلاقة الثورة اليمنية 21 سبتمبر فثمة التقاء في المشروع والمنهجية والأهداف التغيرية التحررية للإنسان من العبودية والوثنية والضياع من الظلم والطغيان والطاغوت.
مسار الانطلاقة التغيرية والمنهجية القرآنية التي قادها المصطفى محمد صلوات الله عليه وآله والتي جسدها بالهجرة إلى يثرب وبدأ ببناء مجتمع إسلامي قراني إنساني ليكون نواة أمة تنطلق بمشروعها القرآني إلى تحرير البشرية من الضياع والتيه والعبودية لغير الله بتلك النواة وبتلك البداية التي كان أنصارها الأنصار القبيلتين اليمنيتين الأوس والخزرج كانت انطلاقة المصطفى التغيرية التحررية القرآنية للبشرية جمعاء.
على غرار تلك الانطلاقة والمسيرة المحمدية القرآنية هيئ الله لليمنيين مرة أخرى لمواصلة المسار على نفس المنهج وعلى نفس المسيرة القرآنية فكانت انطلاقة المسيرة بمنهجها ومسيرتها وقيادتها القرآنية.
والتي غدت ثورة تغيرية قرآنية يمنية تحمل مشروع التحرر للأمة انطلاقا من تحرر الشعب اليمني وتقديمه كمنطلق ونموذج للأمة تماما كما بدأ الرسول محمد صلوات الله عليه وأله ببناء نموذج مجتمع المدينة المنورة الذي كان قوامه مجتمع الأنصار اليمنيين.
هاهي الثورة اليمنية القرآنية تقف اليوم في هذا العصر من جديد بنفس المشروع والمنهج والقيادة القرآنية في مواجهة الظلم والطاغوت والوثنية الشيطانية وتواجه عدوانا تداعى إليه تحالف النفاق والطاغوت والشر والإجرام العالمي بقيادة ثلاثي الشر والإجرام الشيطاني السعودي الصهيوني الأمريكي.
فليست مصادفة أن تحل ذكرى الحادي والعشرين من سبتمبر بالتزامن مع حلول ذكرى الهجرة النبوية فكما بالهجرة النبوية كان ميلاد أمة، وتأسس كيانها الإسلامي واستأنفت البشرية مسيرة جديدة فإن اليمن إن شعب الأنصار هم اليوم من جديد يسلكون نفس المسار بنفس المشروع والمنهجية والقيادة القرآنية.
في هذا المسار المحمدي القرآني المتجدد علينا أن نعي أنه حتى الأنبياء رغم ما وصلوا إليه من كمال أخلاقي وارتقاء سلوكي إلا أنهم واجهوا متاعب ومصاعب وصبروا واليوم اليمنيون تماما كمجتمع يثرب حيث الأوس والخزرج القبيلتان اليمانيتان اللتان كان لهما شرف الإسلام في محيط عالمي طغت عليه الجاهلية والظلم والظلام وسمي الأوس والخزرج بالأنصار تعبيرا عن عميق انتمائهم للإسلام.
إن الثورة اليمنية اليوم في مشروعها ومنهجها وقيادتها تسلك مسلك الهجرة النبوية وتحمل مشروعها ومنهجها فالثورة في مسارها تماما كالهجرة فتعني التضحية والصبر والسعي الدؤوب والجاد في تحمل المسؤولية لإقامة دين الله وبناء الكيان الإسلامي العظيم.
إننا وجميع المسلمين في هذا العصر بحاجة إلى (توحيد الله) كمبدأ تؤمن به الأمة عمليا لمواجهة قوى الطاغوت اليوم الأمة تعيش حروب وفتن ولا فكاك منها إلا بالتصدي لها بكل مسؤولية ومشاكل الأمة هي نتيجة اختلال في الوعي والمسؤولية والمشروع على مدى قرون والاختلالات الكبيرة في واقع الأمة منذ قرون تفاقمت.