المحافظات الجنوبية اليمنية بين كماشة الإحتلال السعودي الإماراتي وصراع النفوذ
المحافظات الجنوبية بين كماشة الإحتلال وصراع النفوذ وسعي قوى الغزو والإحتلال احكام سيطرتها على مقدرات ومنافذ البلد، يتصاعد الإنفلات الأمني بشكل كبير ولافت.
وفي جديد هذا الملف قتل مواطن وجرح وثلاثة آخرين اثر اشتباكات بين قوات ما يسمى الحزام الأمني واخرى من القطاع الشرقي التابع لما يسمى الحماية الرئاسية ظهر امس السبت.
حيث امتدت الإشتباكات من القطاع الشرقي حتى وصلت الى حي العريش بخور مكسر، وتبين لاحقاً حسب مصادر محلية واعلامية ان سبب الإشتباكات وقعت عند محاولة قوى الغزو والإحتلال عبر ادواتها في الداخل التوسع والسيطرة، حيث حاولة ضم القطاع الشرقي لإقطاعياتها في عدن ودفعت بمجندي ما يسمى الحزام الأمني خوض المعركة مع مسلحي القطاع الشرقي الذين رفضوا حسب المصادر اعادة القطاع لما اسموه التحالف العربي.
وبدأت الإشتباكات من ملعب 22 مايو قبل ان تمتد على طول خط المجاري وصولاً الى حي غازي علوان ومن ثم حي العريش بخور مكسر، مايظهر ان المعركة كانت ضارية بين المسلحين من الطرفين، ما تسبب بقطع الطرقات امام المواطنين علاوة الى حالة الهلع التي انتابت المواطنين الذين طالهم الضرر وقتل منهم مواطن وجرح ثلاثة، وقال شهود عيان ان مدرعة اعطبت في الإشتباكات بحي العريش.
ان الإشتباكات المسلحة بين فصائل العدوان في عدن لم يعد خبراً جديداً بالنسبة لسكان المدينة منذ وصول القوات الغازية الى شوارعها واحيائها، وتحول هدوئها الى صخب الإقتتال اليومي.
تترك هذه الإشتباكات التي لا تتوقف ضحايا من المدنيين علاوة على قتل الأطراف المتحاربة، اما السلاح والمؤنة القتالية فتوفرها معسكرات القوات الغازية ومخازنها دون تقصير او نقصان، اذ ان اغراق هذه المدينة والمحافظات الجنوبية في فوضى الإقتتال الداخلي والتصفيات الدائمة والإضطرابات اليومية جزء رئيسياً من ملامح المحتل وهويته.
من يتذمر من هذا الواقع او يبدي استغراباً من هذا المشهد القاتم والمروع بعد تبخر احلام التحرير والإستقلال التي وعدوا بها زيفاً فلن يجد سوى طريقين، فإما معسكرات القوات الغازية التي تجهزها للزج بهم في معارك المخا والساحل الغربي او دفعهم وقوداً للمواجهات في المناطق الحدودية.
استقرار المدينة والمحافظات المجاورة وتثبيت الأمن والإستقرار ضمن اي مشروع حتى ولو كان يخدم القوات الغازية ليس في جدول اعمال المحتل السعودي والإماراتي برعاية امريكية وبريطانية، اذ ان الأولوية هي استثمار الإحتلال واستكمال السيطرة على اهم المقدرات والمراكز المهمة، اذ انه بات محرم على من يقتتلون في شوارع مدينة عدن وعلى سكان هذه المحافظات ان يشقوا طريقهم نحو ميناء عدن او يتنزهون في جزيرة سقطرى او ميون فقد باتت هذه المراكز للقواعد العسكرية للقوات الغازية السعودية والإماراتية.
تجدد الإشتباكات بين فصائل المرتزقة بين الحين والآخر عملية مدروسة وممنهجة وضمن مهام الضباط والقيادات الإماراتية والسعودية الذين يقيمون بصورة دائمة في عدن وحضرموت ومحاطون بحراسة كبيرة ومشددة في الوقت الذي يقبع قادة الإرتزاق في غرف محاصرة وتحت الإقامة الجبرية في عواصم دول الإحتلال.
تحمل هذه المفارقة عنوان واحد لا غير وهو ان الاحتلال والكرامة والاستقلال والحرية والاستقرار لا يجتمعان.
*النجم الثاقب