السلطة الفلسطينيّة تستجيب لطلب أمريكي إسرائيلي
كشفت مصادر سياسيّة رفيعة المُستوى، اليوم الخميس النقاب عن أنّ السلطة الفلسطينية سحبت أمس الأربعاء طلبًا للتصويت على قبولها دولة عضو في منظمة السياحة العالميةUNWTO)) التابعة للأمم المتحدة وسط ضغوط أمريكيّة وإسرائيليّة.
نشر ذلك موقع (تايمز أوف أزرائيل)، الذي أوضح أنّ مصدرًا رسميًا إسرائيليًا أكّد له النبأ.، قائلاً إنّه تمّ تأجيل التصويت، الذي كان من المقرر أنْ يجري أمس الأربعاء، حتى الجلسة العامة المقبلة للمنظمة والتي سيتّم عقدها بعد عامين من اليوم.
ولفت الموقع أيضًا إلى أنّ وزارة الخارجيّة، التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، رحّبت بالقرار وقالت إنّه جاء بسبب جهود إسرائيلية كبيرة قادها وزير السياحة يائير ليفين، الذي كان على رأس الوفد الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره ويعتبر الوزير ليفين الذي ينتمي الى ما يسمى حزب ليكود الحاكم، من أشّد المُعارضين لأيّ اتفاقٍ مع الفلسطينيين، كما أنّه يعمل بدون كللٍ أوْ مللٍ على سنّ القوانين العنصريّة ضدّ فلسطينيي الداخل في الكنيست الإسرائيليّ.
ونقل الموقع الإسرائيليّ عن مصادر للعدو الإسرائيلي وصفها بالرسميّة قولها إن ذلك جرى خلال اللقاء الذي جمع كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر وفريقه مع رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس (أبو مازن) في رام الله في الشهر الماضي، فيما ذكرت تقارير أنّ الوفد الأمريكيّ طلب من الفلسطينيين مهلةً لمدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر لعرض خطة سلام.
وأضاف الموقع الصهيوني أنه وخلال هذه الفترة، طالب الأمريكيون بحسب تقارير أخرى، الفلسطينيين بأن يتعهدوا بالامتناع عن السعي إلى الحصول على اعتراف من الهيئات الدوليّة والتزمت السلطة الفلسطينيّة الصمت حول عملية التصويت المقررة، ولم يرد متحدث باسم وزارة السياحة الفلسطينية على طلبٍ للحصول على تعليقٍ، بحسب الموقع الإسرائيليّ.
وأشارت المصادر في تل أبيب إلى أنّه لو قبلت المنظمة العالمية للسياحة الفلسطينيين في صفوفها، فستكون ثاني هيئة أممية تعطي المكانة نفسها الممنوحة لدول معترف بها بالكامل.
وأوضحت المصادر عينها أنّ السلطة الفلسطينيّة قامت بتقديم طلبها للعضوية في منظمة السياحة العالمية في شهر سبتمبر من العام الماضي 2016. ووفقًا لجدول أعمال الدورة الـ 22 لمنظمة السياحة العالمية، والتي انطلقت في مدينة تشنغدو الصينية، كان من المُقرر أنْ يتّم التصويت على قبول عضوية السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى اتحاد جزر القمر وجمهورية الصومال الاتحادية، لقبولهم كأعضاء، كان على الفلسطينيين الفوز بتأييد ثلثي أعضاء المنظمة.
جدير ذكره أن الأمم المتحدة في عام 2011 صوتت على منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وردًّا على هذه الخطوة، قامت الولايات المتحدة وإسرائيل بتقليص تمويلهما للهيئة الأممية، والذي بلغ ربع إجمالي ميزانيتها.
وهاجمت منظمة “بني بريت” العالمية اليهودية قرار منظمة السياحة العالمية في السماح للفلسطينيين بتقديم طلب للعضوية.
وقالت “بني بريت” في بيان لها إنّه لا ينبغي السماح للفلسطينيين بقلب النظام العالمي، والتمتع بمعاملة لا تُمنح لأي مجموعة أخرى، من خلال قبولهم في منظمات دولية كـ”دولة” قبل أنْ يحصلوا فعليًا على هذه المكانة. واختتم البيان قائلاً إنّ مثل هذا القبول يُشجّع الفلسطينيين على رفض المفاوضات المباشرة والتوصل إلى حلّ وسط هادف مع إسرائيل يوفر الحاجات الأساسية لكلا الجانبين، على حدّ قول البيان.