الخبر وما وراء الخبر

ثورة 21 سبتمبر …انقلاب على امريكا

291

بقلم / زين العابدين عثمان

منذ مطلع عام 2011 العام الذي تفجرت فيه ثورات في مختلف بعض البلدان العربيه والتي عرفت بعد حين باسم” الربيع العربي ” حيث الهدف الطبيعي منها هو اسقاط الانظمة السابقه واستبدالها بانظمة جديدة تلبي تطلعات وطموحات شعوبها.

فعندما كانت موجه الربيع العربي بدٲت تاخذ مجراها في سياق التصعيد والتغيير كانت امريكا والى اجوارها الكيان الاسرائيلي و بعض من دول حلف شمال اطلس منها (بريطانيا-فرنسا) يترقبون هذه الثورات بعين الرٲس ماليه والمؤامره واثناء دخول هذه الثورات عنفوانها وذروتها ركبت امريكا هذه الموجه وقامت بضرب الانظمة السابقه منها ما سقط برسائل تهديد مثل مصر وتونس ومنها ما سقط بالتدخل الامريكي والاوروبي المباشر مثل ليبيا ومنها لازال عصيا على الاسقاط الى اليم كسوريا . عملية اسقاط ما تم اسقاطه من الانظمة العربيه كانت امريكا مجهزة انظمة دكتاتوريه جديدة صنعت على عينها تكون بديله عن الانظمة السابقه .

فمصر وتونس وغيرها من البلدان التي اطيح بانظمتها قامت امريكا بالاشراف على وضع انظمة لتلك الدول وفقا لما كانت تصبوا اليه الطموحات والمخططات الامريكيه التي تصب في قالب تعزيز هيمنتها والتحكم بعمق اكثر في الشؤون العربيه.

كان ملف الثورة باليمن على طليعه سلم اولويات الاهتمام الامريكي والصهيوني .
فبعد سقوط نظام صالح دفعت امريكا بعملاءها بالداخل من حزب الاصلاح الى تقلد عرش السلطة واطفاء نار الثورة لان الخطة كانت تتضمن اطاحه نظام صالح وتغييره بنظام عبد ربه هادي والاصلاح الذي تتحكم به امريكا حتى نخاعه وانهاء الثورة .

كان من المفترض وفق الخطة المرسومه ان تكون ساحه الثورة خاليه فور اعتناق هادي وجماعته مفاصل الدوله الا ان هذا لم يحصل فكانت ساحة الثورة لازال يقطنها المكون الذي رفض ترك المسار الثوري “وهم انصار الله” كون نتائج الثورة لازلت لم تحقق شيئا غير زيادة الطين بله بعد تولي هادي لليمن.

هنا امريكا حاولت ان تتغاضى عن هذا الشرخ الذي اصاب خطتها الا ان تصعيد انصار الله لم يتوقف بالساحه الثورية فكان التصعيد يتدرج شيئا فشيئا الى ان بدٲت تكتلات سياسيه وشعبيه معارضه بالاتفاف حول انصار الله وتٲييدهم وهذا ما كان يهئ الوضع لان تعود الثورة الى سابق عادها وقوتها .

استمر تصعيد انصار الله بالثورة ملتحفا بكتله شعبية هائله في ظل قيام هادي وحكومته بالاجهاز على مقومات الشعب الاقتصاديه والترسانه الدفاعيه للجيش فكان يوم 21 سيبتنمر/ ايلول من العام 2014 نقطة الانطلاق الاوليه للثورة اليمنيه الكبرى الذي اكتسحت الشارع واطاحت بنظام هادي وزمرته واجليت خلالها السفاره الامريكيه وتحولت الثورة تدريجيا الى قوة مسلحه راحت تحصد مشاريع الهيمنه الامريكيه من داعش والقاعده بالجنوب.
امريكا انصدمت بالوضع وبدٲت تعكف على كيفيه احباط هذه الثورة باي طريقه ال ان وصل بها الامر الى اللجوء للقوة والتدخل فكانت عاصفة الحزم التي تقودها السعوديه هي نواتج سياسات امريكا ومخططها لاحتواء ثورة 21 سيبتمر.

الى اليوم ونحن في الذكرى الثالثه لهذه الثورة ومازالت امريكا تجهش بالمخططات الاطاحيه لثورة السيتنمبر ويمكن القول هنا واختصار جميع التفصيلات بجملة واخدة وهي ان ثورة 21 سيبتمر هي الثورة الوحيدة من بين كل الثورات العربيه التي كانت بمثابة انقلاب على امريكا وجحيم حقيقي لمشاريعها باليمن حتى المنطقه وتهديد داهم للكيان الاسرائيلي وامنه القومي ..