الخبر وما وراء الخبر

واللهُ يعصمُك سيدي أيضاً

104

بقلم / هاشم أحمد شرف الدين

من أجمل ما لفت إليه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته بمناسبة عيد يوم الولاية “الغدير” هو التطمينُ الإلهي لسيدنا الرسول محمد صلى الله وبارك عليه وعلى آله نصاً في القرآن الكريم بقوله تعالى “والله يعصمك من الناس”..

فقد نبّه السيد القائد إلى نقطة مهمة بهذا الشأن وهي أنه على الرغم من كون الرسول سيقدم البلاغ إلى قومه وآل بيته وصحابته إلا أنه كان بحاجة لتحفيز من الله تعالى وضمانة إلهية ليقدمَ على تبليغ رسالة الله بإعلان ولاية الإمام علي عليه السلام.

ومن هنا يمكن استنتاجُ أن استخدامَ الله تعالى لكلمة “الناس” تعني استمرارية الضمانة الإلهية للرسول الخاتم إلى يوم تقوم الساعة، فكلمة الناس عامة وردت في القرآن الكريم أكثر من مرة قاصدة البشر عموماً..

بل وهي ضمانة إلهية لكل من يجدد بلاغ الرسالة في الثامن عشر من ذي الحجة من كل عام وحتى تقوم الساعة، لأن حساسية قضية الولاية مستمرة عبر التأريخ، كما أوضح السيد القائد بقوله: “إن حساسية قضية الولاية على مر التأريخ تجعلنا نستشعر كيف كانت خطورتها زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم”..

وألتمس العذر سلفا لأستنتج أيضا أنها كما مثلت خطورة في زمن النبي صلى الله وبارك عليه وعلى آله فإنها تمثل خطورة في كل زمان، بل يمكن القول إن خطورتها اليوم باتت أكبر، بعد اتساع مسافة الانحراف عن ولاية الإمام علي خلال ما يزيد عن ألف وأربعمائة عام، شهدت رفضا لهذه الولاية بلغ حد الإقدام على ارتكاب العديد من الجرائم والمجازر بحق أئمة أل البيت وكل من يؤمن بالولاية، والجرأة على تشويه الرسول الكريم والإمام علي صلوات الله عليهما، والاستخفاف بالمناسبة والتشكيك فيها، ومحاربة إحيائها، وتكفير المشاركين في تجديد بلاغ رسالة الله في يومها من كل عام..

ومع هذه الخطورة إلا أن شعبنا اليمني لم يتوقف عن إحياء مناسبة عيد الغدير منذ يوم الولاية الذي أعلنه الرسول صلى الله وبارك عليه وعلى آله، في ملمح من ملامح ارتباط اليمنيين بولاية الله ورسوله والإمام علي.

ونحمد الله تعالى أنه ومنذ أعوام يجدد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله بكل ثقة وطمأنينة بلاغ الرسالة كما بلغها سيدنا محمد، مع ملاحظة أنه صلى الله وبارك عليه وعلى آله قد بلغها في غدير خم بمحضر عشرات الآلاف من المسلمين، فيما يجدد البلاغ السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلماته المتلفزة عن المناسبة كُلّ عام إلى أمة الإسلام المتجاوز عددها مليار وستمائة مليون مسلم، حيث تنقلها أكثر من عشرين قناة تلفزيونية عربية وإسلامية، وأيضاً تتاح مشاهدتها مسجلة للجميع عبر الانترنت، وللقراء الأكارم فهم دلالة الأمرين التبليغ وتجديده..

ومضة:

نحن على ثقة تامة بالله تعالى أنه كما عصم رسولَه من الناس وهو بين قومه وآل بيته وصحابته فإنه سيعصم السيد عبدالملك من الناس جميعا الذين يعيشون هذا العصر..

يا الله.. يا الله .. احفظ علمنا للعالمين..