الثعلب الخليجي يقضي على آل سعود لأجل عرش “الشرق الأوسط الجديد”
الخلاف الاماراتي السعودي في اليمن يأتي في اطار تنفيذ مخططاتهم ودعم الجماعات التكفيرية تحت مسميات القوات الحضرمية والشبوانية وغيرها.
حيث يرى المراقبون، ان السعودية لتحسين صورتها امام الرأي العام العربي والغربي بعد ارتكاب جرائمها البشعة بحق الشعب اليمني من النساء والاطفال والعزل وتدمير البنية التحتية دفعت النظام الاماراتي الى الواجهة لتقليص الادانات التي توجهت لها من بعض المنظمات الدولية.
لكن تاريخ الصراع بينهما طويل جدًا والخلاف تحت الرماد أكبر وأعمق، فهم ليسوا أصدقاءً ولا أعزّاءً، وإنما الحاجة اللحظية تقتضي هذا التحالف المؤقت.
كما ان الإمارات وقطر خاضتا حروبًا ضد السعوديين، والإمارات خاضت 57 معركة ضد السعودية خلال الـ250 سنة الماضية، السعوديون ليسوا أصدقائي الأعزاء وإنما نحتاج لأن نتفاهم معهم فقط”، هذا ما قاله ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد نفسه في إحدى وثائق ويكيليكس التي سربت في نوفمبر 2010، وهذا ما يدلل على أن تاريخ الصراع القبلي بين آل سعود وشيوخ الإمارات قديمة ومتجذّرة، وهي صراعات نشأت على النفوذ والسيطرة والتبعية، وتطورت فيما بعد لأشكال أخرى من الخلافات .
اما في اليمن هذه الخلافات لها صورة أخرى، حيث تضاربت المصالح الاماراتية السعودية وكل منها يدعم طرفاً لصالحه للسيطرة على النفوذ السياسي والاقتصادي.
الاماراتيين استغلوا فرصة فشل السعودية في اليمن لهذا قاموا بدعم إقليمًا منفصلًا في جنوب اليمن، خلافًا للرؤى السعودية التي تدعي فيها دعم بما يسمى شرعية اليمن المتمثلة في الفار عبد ربّه منصور هادي التابع لها، والذي يعارض التوجهات الإماراتية بشكل علني، ويهاجم رجالاتها وسياساتها النفوذية في اليمن.
كما ان الامارات اظهرت للسعودية بأنها خارجة عن سيطرت واوامر الرياض وانها تستطيع ان تستخدم عدة اوراق للضغط على قيادة التحالف (الرياض) من خلال تحركاتها في الموانئ ومشاركة الجيش الامريكي في عمليات عسكرية مشتركة في اليمن دون إبلاغ السعودية أو إشعارها بذلك.
وكما تشير المعلومات، ان التحركات الامارات في المنطقة تثير مخاوف آل سعود يوماً بعد يوم وان السعوديين في صدد خطة كبيرة لضرب الاماراتيين، كما ان تزايد نفوذ الإمارات عسكريًا وماليًا في المنطقة، باتت تطمح هذه الدولة الصغيرة إلى أن تتربع على عرش “الشرق الأوسط الجديد” الذي تطمح له.
هذه التحركات الاماراتية في اليمن تتلخص في أمرين: الاول، تخوف الإماراتيين من الخطط السعودية الحالية للعودة لما قبل الانقلاب السياسي على الإخوان في اليمن، حيث يعتبر الإماراتيون أن هذا التوجه السعودي سيصب في مصلحة عودة إحياء الإخوان داخل الساحة اليمنية مرة أخرى، والثاني، تمسك الاماراتيين في عدم إقصاء الرئيس السابق علي صالح ونجله (أحمد) من اللعبة السياسية في اليمن.
وفي الختام…
بعد ثورات الربيع العربي في المنطقة واظهار داعش والارهاب في سوريا والعراق، ازدادت الخلافات في العديد من القضايا خصوصاً اليمن ليبيا وسوريا بسبب تضارب المصالح لكلا من الدولتين، وتجلى الخلاف السعودي الإماراتي لاول مرة في عام 2014 في سوريا، حينما أعلنت صحف غربية أن الولايات المتحدة قد وقعت عقوبات على شركات إماراتية بسبب تعاملها مع نظام الأسد وتزويده بمعدات استخدمها في حروبه في سوريا.
*النجم الثاقب